بالنظر إلى حجم الاستخدام الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، وإلى الأصدقاء الكثر، وإلى جنسيات الأشخاص المختلفة، كان لابد من استغلال الموقف في استطلاع الآراء والتعرف على وجهات النظر المختلفة في قضايا محددة. في هذا الصدد اخترت سؤالاً صريحاً موجهاً إلى عشرات الأصدقاء عبر «فيسبوك» فحواه «السلوكيات والتصرفات المرفوضة والمزعجة من السائقين على شوارع الإمارات عامة»، فحصدت جملة من الآراء من الشباب والفتيات، مواطنين ومقيمين على أرض الدولة من مختلف الجنسيات. هذه الآراء أضعها أمامكم دون تصرف، لعل بعضها يكون ذا جدوى أو يقود إلى حل أفضل على الطريق. يوسف دقة ينزعج كثيراً من بعض السائقين الذين يقودون سياراتهم بسرعة أقل من المسموح بها في حارة أقصى اليسار، وعدم التزام البعض بخط سيره والالتفات أمام سيارات أخرى خصوصاً وقت الأزمة. وعلى الدوار هناك مسارات مخصصة حسب الاتجاهات، لكن البعض لا يبالي في استخدام أي منها لأي جهة يريد ما يتسبب بحوادث وأزمات مرورية. وأبدى دقة انزعاجه من سائقين يحجزون موقفين بسبب لا مبالاتهم في كيفية ركن السيارة، والبعض يتوقف على الحارة اليمنى في مكان ما ويربك السير لأنه يريد سندويشة أو عبوة ماء!. الضوء العالي علي زيد ينزعج من عدم ترك السائق مسافة كافية وإرباك من أمامه بالضوء العالي على الرغم من التزام الشخص في الأمام بالسرعة المسموح بها، كما ان البعض يريد الانتقال من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بقطع مسالك عدة بزاوية قائمة في آخر لحظة. الأمر الثالث المزعج بحسب علي زيد، يتلخص في فضول فئة محددة من السائقين والتباطؤ أمام أي سيارة شرطة أو حادث مهما كان بسيطاً حتى لو كان الحادث على الشارع المقابل. وانتقد معمر أسعد قيادة البعض بعدائية، وسلوكيات آخرين في البصق أو رمي النفايات من السيارة. أما ماهر محمود عبدالله فاعتبر الإضاءة المتكررة من الخلف أخطر وأسوأ موقف مزعج على الشارع، فأحياناً لا يمكنك الانتقال إلى اليمين بسبب الزحام أو وجود سيارات، أضف إلى ذلك تعمد البعض إلى إلصاق سيارته بمن أمامه لتخويفه، وهنا تكمن الخطورة. تحديد الوجهة الدكتور عبدالرحيم عبدالواحد، تطرق إلى عدم استخدام الإشارات الضوئية في السيارة خلال التجاوز أو العبور يميناً أو يساراً، واستخدام أبواق السيارات عند إشارة المرور، وأحياناً عدم إعطاء الأولوية للسيارات القادمة من مسارها الطبيعي. أما حنان المهيري فتذمرت من سائقين لا يعرفون وجهتهم أو لا يحددونها مسبقاً فيربكون السيارات الأخرى من حولهم، أو الأشخاص الذين يقطعون الشارع العام دون مبالاة بالسيارات. مشكلة مزمنة محمد أبو بكر تحدث عن تخطي السيارات من اليسار، وركن السيارة بطريقة خاطئة، والدخول أو الخروج من الدوار وتلك مشكلة مزمنة. أما سالم خميس، فأشار إلى تجاوز الشاحنات الخاطئ على بعض الشوارع وحتى داخل المدينة، ما يتسبب بحالة ازدحام شديدة. حسام كتانة تطرق إلى عدم التزام بعض السائقين بالمسرب الصحيح ومحاولة تجاوز جميع السيارات وصولاً إلى آخر نقطة والانحراف والدخول بطريقة مستفزة أمام الجميع. وانتقد فايز خالد السرعة القاتلة في الحارة الأخيرة يساراً التي تشكل خطراً على الجميع. يونس الأمير أبدى انزعاجه من أشخاص يقودون سياراتهم على شارع عام ويسيرون جنباً إلى جنب ويتحدثون معاً مباشرة، غير آبهين بمن خلفهم. قيادة متعرجة أحمد شوقي تذمر من قلة الانتباه والتركيز أثناء القيادة، واستخدام فلاش السيارة القوي لإجبار مَن في الأمام على إفساح الطريق، وهذا التصرف من أخطر المظاهر السلبية على الشارع. ناهيك عن سير البعض بطريقة متعرجة بين السيارات وبسرعة فائقة. وأكد عماد علاء الدين أن استخدام بوق السيارة بكثرة يوتّر الآخرين، وأحياناً يتسبب بحوادث صعبة نتيجة الإرباك وقلة التركيز. وقال إن سائقي ال «فور ويل» غالباً، يقودون مركباتهم بسرعة جنونية ويستعملون الإنارة العالية فجأة لإجبار سائقي المركبات الأخرى على فتح الطريق أمامهم، وذلك يعرض حياة الآخرين للخطر. أحمد طه حذر من خطورة تزويد السيارات بإضاءة عالية تربك الآخرين، وربما تؤدي إلى حوادث صعبة، إضافة إلى مخالفة البعض في الدخول من المتنفس الأخير في أي شارع، متجاوزاً عشرات السيارات المنتظرة. ومحمد جيتاوي شدد على خطورة السرعة الزائدة، والتنقل بين السيارات بطرق ملتوية، خصوصاً على الشوارع العريضة والمكتظة بالسيارات. انفعال شديد عماد سامي تطرق إلى تنقل سائقين خلال فترات الزحام من مسار إلى آخر باستمرار دون إعطاء إشارة، واستعمال البعض بوق سيارته بانفعال شديد لحث سائق آخر أمامه على التحرك لعدة أمتار. ناهيك عن لحاق البعض بسيارات الإسعاف وتجاوز الخط الأصفر في بعض الأحيان للتغلب على الزحام المروري في أوقات الذروة. رسلان حسن قال إن هناك أشخاص يصعدون بسياراتهم من الشارع الجانبي إلى السريع دون تأكد من خلو الشارع، فيشكلون خطورة على الشارع. وقال أسامة عودة إن أكثر من يزعجه على الشارع، أن تكون منتظراً على «يوتيرن» لوقت طويل، ثم يأتي شخص من آخر الصف ويتجاوز الكثيرين واضعاً مقدمة سيارته أمام سيارة أخرى ليأخذ دور غيره. المناطق السكنية فيصل عمر انتقد تصرف الآخرين بإرباك من أمامهم على الإشارة الضوئية لمجرد انتقال الضوء الأخضر باستخدام البوق بنرفزة. أحمد الكعبي أكد خطورة قيادة البعض بطيش وتهور في المناطق السكنية، وقيادة آخرين ببطء على الشوارع الخارجية، ما يسبب الزحام والحوادث الخطيرة، والمشكلة تكمن في جهل البعض بقواعد السير. أحمد الحسن شدد على قضية مشتركة بين المستطلعين، وهي استخدام الضوء العالي بكثرة على الشوارع السريعة، ما يجعل احتمالية وقوع الحوادث أكبر بكثير. مئات الرادارات والكاميرات تراقب وتضبط يوجد في دبي نحو 538 راداراً بما فيها 10 أجهزة رادار متحرك، و14 جهازاً من نوع «ليزر جن»، والكبائن المتحركة التي تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق الخالية من خطوط الكهرباء، علاوة على 24 راداراً جديداً من النوعية المتطورة «رادار البرج» التي تصور من كاميرات في اتجاهات عدة، وتظهر استخدام الهاتف وحزام الأمان أيضاً. كل ذلك بغرض ضبط السرعة ومحاصرة التهور والتجاوزات الخطرة على الشوارع والتقاطعات في كافة شوارع الإمارة، كما أكد اللواء المستشار محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور. إضافة إلى ذلك؛ تعمل غرفة العمليات في شرطة دبي على مدار الساعة في مراقبة الشوارع كافة، عن طريق شاشات عملاقة مسنودة بمئات الكاميرات الموزعة في كافة أرجاء الإمارة، لدرجة أن يقوم الموظف المراقب بعمل «فوكس» على سيارة مخالفة تقف في مكان ما، أو مراقبة سيارة متهورة على الشارع، وأخذ رقمها، وإما الاتصال بالسائق فوراً، أو تحرير مخالفة إن اقتضى الأمر. وأضاف اللواء محمد سيف الزفين إن وقت خروج الموظفين وأوقات الزحام المعهودة في بعض الشوارع، تشهد أحياناً مخالفات مسلكية، وكثير منها يتم ضبطه، من قبل دوريات وعناصر الشرطة أو من خلال الكاميرات المثبتة في أماكن شتى، منوهاً إلى مخالفات أخرى يتم الترصد لها باستمرار بقصد القضاء عليها، لاسيما السباقات الخطرة التي تتم في ساعات متأخرة من المساء، وفي بعض المناطق والشوارع، وفي المجمل يرتكبها الشباب والمراهقون. وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور أن لدى شرطة دبي خط هاتف لتواصل الجمهور مع الشرطة ضمن برنامج «كلنا شرطة»، وهو (8004353) الذي يتيح لمن يريد، إمكانية الاتصال وتسجيل بلاغ ضد سيارة مخالفة أو متهورة، وهذا البلاغ يُحفظ لدى شرطة دبي، وفي حال كانت المخالفة خطيرة وتستحق المتابعة يمكن الاعتماد على الكاميرات المتوفرة في الشارع المحدد على الفور، ومتابعة السيارة والتأكد إن كانت تسير بشكل خطير، ومن ثم تحرير المخالفة الواجبة، أما إذا كانت المخالفة عابرة، فيتم الاحتفاظ بها، وفي حال جاءت شكوى أخرى ضد السيارة ذاتها يُستدعى السائق وتحرر ضده مخالفة، مؤكداً أن هذه الخدمة من شأنها أن تسهم في ضبط التهور والاستهتار لدى بعض السائقين، لذا لا بد من مساندة الجمهور والتفاعل مع البرنامج. حلول ممكنة للحد من التجاوزات والسلوكيات المربكة اقترح المستطلعون جملة من الحلول تتركز في المخالفات والإجراءات العملية، مطالبين بالنظر فيها للحد من التجاوزات والسلوكيات المربكة على الشوارع العامة. نوردها هنا كما جاءت على لسان أصحابها، إذ طالب يوسف دقة برفع قيمة المخالفات المرورية بشكل كبير جداً، وتكثيف دوريات الشرطة وقت الذروة لرصد المخالفين، وزرع مزيد من الكاميرات في بعض المواقع، وتكثيف المخالفات الغيابية، لأنها تردع الكثيرين. وشدد عبدالرحيم عبدالواحد على ضرورة إيجاد عقوبات صارمة للمخالفين. وفي جانب آخر اقترح سالم خميس وجوب مراقبة الشاحنات وإلزامها بمسارب خاصة نظراً لخطورتها، وزيادة الرادارات على الشوارع المختلفة. أما أحمد شوقي فاعتبر أن الأهم يكمن في حفز الجميع على احترام القوانين، والسير وفق اللوحات الإرشادية، وحفظ هيبة الطريق. واقترح عماد علاء الدين منع استخدام البوق داخل المدينة، إلا في حالات اضطرارية، ووجوب التشدد مع ذلك. وطالب أحمد طه بتوفير دوريات لمخالفة السيارات المزودة بأضواء قوية جداً، وعمل حواجز أرضية لمنع المخالفين من التعدي على دور غيرهم في عبور مناطق محددة. وقال أحمد الكعبي: لو وضعت مكافأة بمسح نسبة من المخالفات للسائق الذي يعدل من سلوكه ويلتزم بالقواعد المرورية في شهور مختلفة، أو في مدة زمنية محددة، سترى الكثيرين ملتزمين ويسيرون على الشوارع على أفضل ما يرام. أما أحمد الحسن فأكد أن الحل أولاً وأخيراً لابد أن يأتي عن طريق التوعية المكثفة والمبتكرة في المدارس ووسائل الإعلام. واختتم فيصل عمر: ربما من الأسهل إيجاد حلول للسلوكيات المخالفة لقوانين وأنظمة السير والمرور، لكن عندما يتعلق الأمر بالذوق والأخلاق يصبح توفير الحل أمراً صعباً، لأن الأخلاق نابعة من ذات الإنسان وتربيته وعلاقته بمجتمعه. وهنا لا بد من البناء السليم والاستثمار في تربية أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، وذلك بتضافر جميع الجهود والأطراف التي تخدم هذه الفكرة.