تحدث الشيخ صالح محمد سيد إمام وخطيب جامع الشيخ محمد بن صالح العثيمين بالجربة في خطبته التي كانت بعنوان «الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا المكروهة من الشيطان»، حيث بين بأن الرؤيا الصالحة هي بداية الوحي ورؤيا الأنبياء حق وهي وحي يوحيه الله عز وجل إلى نبيه، والرؤيا الصالحة من الرجل الصالح تعتبر جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة، وبين بأن من الرؤى مايكون جليا ومنها مايكون خفيا والرؤيا الخفية لايبينها الا حاذق ماهرعالم بالرؤى، ولايحدث برؤياه الا حبيبا أو عالما أو لبيبا أو ناصحا، فأن رأى مايكره فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله، امتثالا لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال في الحديث: (إذَا رَأى أحدُكُمْ الرُّؤيَا يَكْرَهُهَا فلْيَبْصُقْ عنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، ولْيَسْتَعِذْ باللهِ منَ الشَّيطانِ ثَلاثًا، ولْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِه الذِي كانَ عَلَيهِ). ٌوالرؤيا الصالحة هي التي خلصت من الأضغاث والأوهام، والحلم مضاف إلى الشيطان ؛ لأن به أمور متعارضة و متناقضة، وما أكثر ما يتلاعب الشيطان بالنائمين. وبين أنه عند الحديث عن الرؤى فأنه لا أتم ولا أقوى ولا أصدق من رؤيا يوسف -عليه السلام-، حيث اشتملت سورة يوسف على أحكام للرؤى وأدابها يَقُولُ اللهُ سُبحَانَهُ: ( قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا )، وأضاف سيد بأن أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا وأن المنامات لاتعدو أن تكون مبشرات أو محذرات، لايعقد عليها حكم شرعي . وبين الشيخ سيد بأن تأويل الرؤيا علم ودين وحث المصلين بأن لا يلجأوا إلى شخص غير عالم بالرؤى وإنما يسألوا أهل العلم، وأضاف بأن للرؤيا الصالحة ثلاثة آداب: أن يحمد الله عليها، وأن يستبشر بها، وأن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره، أما الرؤيا المكروهة فإنه يتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وأن يتفل عن يساره ثلاثا، وأن لا يحدث بها أحدا، وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه.