الخرطوم - عماد حسن: توقفت جهود ومحادثات السلام، الأحد، في جنوب السودان بين الرئيس سلفا كير، ونائبه السابق رياك مشار، في وقت تتهم جوبا مشار بحشد الآلاف المقاتلين من أفراد قبيلته النوير لاستعادة مدينة "بور"، وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات . وقال نائب رئيس جنوب السودان، جيمس واني إيغا "لقد استجبنا بإيجابية لمطالب المجتمع الدولي ومنظمة "الإيقاد" لدول شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وندعو مشار، الذي يرفض وقف إطلاق النار، القيام بذلك أيضاً" . وأتهم إيغا نائب الرئيس السابق برفض الهدنة "إنه يقول لا يمكن التوصل لهدنة من دون مفاوضات" . وحددت مجموعة "الإيقاد" أربعة أيام للأطراف المتناحرة في جنوب السودان لإلقاء السلاح بعد مواجهات أسفرت عن مصرع المئات وتشريد عشرات الآلاف، كما دعت الجانبين للإفراج عن المعتقلين والبناء نحو حوار سلمي . وجددت حكومة جنوب السودان، اتهامها لنائب الرئيس السابق، مشار، بتعبئة آلاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها، وقالت إن النوير موجودون على بعد 110 كلم، ويستعدون للزحف باتجاه مدينة بور، وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، فيليب أغوير، إن القوات الموالية لمشار تستعد لحملة مضادة لاستعادة السيطرة على مدينة "بور" عاصمة ولاية جونقلي . في حين قال المتحدث باسم المتمردين، موسى رواي، إن نائب الرئيس السابق "لا يعبئ قبيلته . وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، مايكل ماكوي أمس الأحد: "طالما لم يتجاوب رياك مشار لدعوة وقف إطلاق النار، أنا لا أعتقد أن جوبا ستكون على استعداد للجلوس معه لمناقشة هذا الأمر" . وعلى الصعيد الميداني، نقل "راديو أي" الرسمي أن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) يستعد شن حملة لاستعادة مدينة "باينتو" عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط . وأعلن التلفزيون الإثيوبي اختيار الدبلوماسي الإثيوبي السفير سيوم ميسفين، والجنرال الكيني لازاروس سامبيو، ضمن مبعوثي الهيئة الحكومية للتنمية الإفريقية "إيقاد" من أجل الوساطة لإنهاء القتال الدائر بين الأطراف في جنوب السودان . وكانت تقارير أفادت أن قمة "إيقاد" في نيروبي يوم الجمعة الماضية، شكلت لجنة وساطة ثلاثية تضم ممثلاً للسودان وسفيراً إثيوبياً وجنرالاً كينياً متقاعداً . يذكر أن الجنرال الكيني لازاروس سامبيو، توسط سابقاً بين السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق في مفاوضات نيفاشاً التي أسفرت عن توقيع اتفاق سلام في ،2005 وقال التلفزيون الإثيوبي، إنه من المتوقع أن يقود كلٌّ من السفير الإثيوبي والجنرال الكيني جهود الوساطة من أجل تحقيق السلام بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه المقال مشار . من جهة أخرى، بدأ فريق سوداني رفيع من مفوضيتي شؤون اللاجئين والعون الإنساني وممثلين لجهاز الأمن ووزارتي الدفاع والخارجية، بتوجيه من النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، طوافاً على الولايات الحدودية للسودان بغية الترتيب لاستقبال اللاجئين من جنوب السودان . وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الخرطوم، أفادت أن المئات من مواطني جنوب السودان عبروا الحدود إلى الأراضي السودانية من جراء المعارك هناك، وبحث والي سنار أحمد عباس مع الوفد السبل الكفيلة لوضع الترتيبات الخاصة بالتعامل الإنساني مع اللاجئين الجنوبيين . من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل السبت/الأحد من جديد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان . وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك إن "جميع أعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان يجب ان تتوقف فوراً" . وأضاف "يجب أن يعاقب المسؤولون (عن الانتهاكات) على أفعالهم"، داعياً جوبا وجميع الأطراف المعنية المنخرطة بالنزاع إلى "ضمان حماية حقوق وسلامة المدنيين" .