ظهرت بصمات الإيطالي والتر زنجا مدرب الجزيرة على المستوى البدني في أداء فريقه، وكذلك على المستوى الفني والخططي، وكانت مباراة العين هي الثالثة التي يظهر خلالها ذلك في أداء «الفورمولا» من حيث التنظيم والتوازن الدفاعي والاندفاع الهجومي، خاصة مع إجادة توظيف المغربي عبدالعزيز برادة باللعب متحرراً في الواجبات الهجومية والانتقال من اليمين إلى اليسار إلى خلف رأس الحربة. ونجحت تدخلات المدرب الإيطالي في «الكلاسيكو»، وكانت على درجة عالية من الاحترافية والشجاعة في المجازفة المحسوبة، وذلك بعد أن أراد حسم اللقاء في ظل التعادل 1/1، فكان الدفع بالمهاجم العائد من الإصابة علي مبخوت، لتتحول الطريقة إلى 4 - 4 - 2 مع عودة برادة إلى الارتكاز بدور هجومي للانطلاق إلى الأمام، ثم مشاركة عبدالله قاسم بدلاً من أحمد ربيع للاستفادة به في الجهة اليمنى وسرعة الانطلاق التي سجل عن طريقها هدف الحسم. ونجح زنجا في توظيف اللاعبين بشكل رائع، مع منح كل لاعب دوره الحقيقي وأهميته، وإيجاد الدوافع النفسية وزيادة ثقته بنفسه، وهو ما جعل اللاعبين يؤدون الواجبات الدفاعية والهجومية في وقتٍ واحدٍ بشكلٍ مميزٍ، وتسبب في حدوث التوازن رغم وجود العديد من العناصر الهجومية في التشكيلة مثل أوليفيرا وفالديز وبرادة وعبدالله قاسم ومن قبلهم أحمد ربيع، والتوازن لم يكن في الأسماء والمراكز، لكنه تمثل في طريقة الأداء. واستطاع فريق الجزيرة في هذه المباراة تأكيد شخصيته التي ظهرت من قبل في لقاء بني ياس، وخطف الفوز دون الرضا بالتعادل، وهو ما يستحق الإشادة مثلما كان أداء الفريق في وقت سابق يستحق الانتقاد، خاصة أن المدرب قام بتغيير مراكز بعض اللاعبين مثل وضع تشين في مركز المدافع الأيسر وبرادة في الارتكاز، مع تحفز البدلاء وجاهزيتهم للمشاركة في أي وقت، وهي روح جديدة لم تكن موجودة من قبل. أداء متواضع في المقابل، استمر أداء العين سلبياً في الناحية الدفاعية، فلا يمكن أن يكون الفريق هو عمر عبدالرحمن وجيان وحدهما، إلى جانب سلبية الاستحواذ وإنهاء الهجمات، خاصة مع هبوط مستوى عدد من النجوم، حيث يفتقر الفريق للقدرة على الاختراق من العمق، أو تطوير الهجمة بعدد وافر من اللاعبين، وذلك رغم الجهد الكبير الذي يبذله جيان ليفعل المستحيل، لكنه لا يجد المساندة. ... المزيد