اختتم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته للمملكة العربية السعودية بإجراء مباحثات عسكرية مطولة مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، والذي يشغل منصب وزير الدفاع، وفي وقت سابق تعهد بتسليح الجيش اللبناني والتقى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، كما التقى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، ودعا المعارضة إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، والتي عاودت، من جهتها التلويح، بعدم المشاركة في المؤتمر إن كان سيعيد الشرعية لرئيس النظام بشار الأسد، في حين جدد وزير خارجية النظام وليد المعلم عدم تسليم السلطة من خلال المؤتمر. واستعرض ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمس مع الرئيس الفرنسي، السبل الكفيلة بدعم علاقات التعاون بين الرياض وباريس وتعزيزها، بالإضافة إلى استكمال المباحثات العسكرية بين البلدين. علاقات تعاون وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «و.ا.س» أمس، أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، استعرض مع الرئيس الفرنسي علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي الملف اللبناني تعهد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية في الرياض ب«تلبية» طلبات تسليح الجيش اللبناني لدعم الرئيس ميشال سليمان. وقال هولاند عقب لقاء مع العاهل السعودي الملك عبدالله «تربطني علاقات بالرئيس سليمان.. وإذا وجهت إلينا طلبات فسنلبيها». وكان هولاند التقى مساء أول من أمس في مقر إقامته في الرياض، رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الذي شكر لفرنسا دعمها الجيش. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للحريري في بيروت ان الأخير «شدد على أهمية موقف فرنسا الداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، لا سيما منها الجيش اللبناني»، منوهاً «بالتوجهات الفرنسية للإسراع في ترجمة الدعم الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني». ويأتي لقاء ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الفرنسي، الذي عقد في مقر وزارة الدفاع وسط العاصمة الرياض، استكمالاً للمباحثات التي أجراها الليلة قبل الماضية هولاند مع الملك عبدالله بن عبد العزيز والتي أظهرت وجود اتفاق في وجهات نظر بلديهما إزاء الأزمات الإقليمية وخاصة في سوريا ولبنان وإيران. دعوة للمشاركة على صعيد متصل، دعا الرئيس الفرنسي المعارضة السورية الى المشاركة في مؤتمر السلام المعروف ب«جنيف 2» المزمع عقده في يناير، وذلك خلال لقاء الليلة قبل الماضية في الرياض مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، وفق ما افادت أوساط هولاند، مضيفة «فرنسوا هولاند دعا المعارضة الى المشاركة في هذا المؤتمر على أسس مؤتمر «جنيف 1»، أي بهدف تشكيل حكومة انتقالية لديها كافة الصلاحيات التنفيذية». كذلك أشارت الأوساط الفرنسية المقربة من هولاند الى أن الجربا أكد ان الغارات التي تشنها قوات نظام الرئيس بشار الأسد «توقع 100 قتيل يوميا، خصوصا من المدنيين، بينهم الكثير من النساء والأطفال»، واصفاً هذا الوضع بأنه «غير مقبول». من جانب آخر أعلن الائتلاف السوري المعارض، أمس، أنه «يرفض المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» إذا كان سيعيد الشرعية المفقودة لبشار الأسد ونظامه». وقال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض بدر جاموس لوكالة الأنباء الألمانية إن «الائتلاف يرفض المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» إذا كان سيعيد الشرعية المفقودة لبشار الأسد، فهو بذلك يكون غير قادر على تقديم أي فائدة للسوريين»، مضيفاً أن «السوريين يأملون، ويريدون من مؤتمر «جنيف 2» الوصول لبداية النهاية والفصل الأخير لبشار الأسد ونظامه بعد كل هذه المجازر واستخدام السلاح الكيماوي ضد السوريين». رؤية واضحة! من جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام السوري وليد المعلم أن «سوريا تسعى لعقد مؤتمر «جنيف 2» لأن لديها رؤية واضحة تنطلق من تطلعات الشعب السوري وتلتزم بتوجيهات الرئيس بشار الأسد وتسعى لإنجاح هذا المؤتمر». ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عنه القول إنه «في حال لم يعقد مؤتمر «جنيف 2» في موعده فيجب سؤال الولاياتالمتحدة عن عدم تشكيلها وفدا من المعارضة وفشلها في ذلك». وقال إن «من يعتقد من المعارضة أنه ذاهب إلى «جنيف 2» لتسلم السلطة نقول له كفى أوهاماً، فنحن نذهب لنرى من يرفض من المعارضة التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ويرفض الإرهاب ويعمل من أجل صنع سوريا المستقبل». وحول ماذا ستقدم الحكومة السورية وماذا ستأخذ من مؤتمر «جنيف 2»، قال المعلم: «نحن في جنيف لن نقبل عقد صفقات مع أحد وسيكون الحوار سورياً سورياً وبقيادة سورية». برنامج سياسي رداً على سؤال عن خطط الحكومة السورية في حال فشل مؤتمر جنيف، قال وزير الخارجية وليد المعلم: «لدينا برنامج سياسي ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيكون تحت السماء السورية بالتوازي مع مواصلة الجيش العربي السوري القيام بواجبه الدستوري في الدفاع عن الشعب السوري والقضاء على الإرهاب». وأكد المعلم تمسك سوريا بمشاركة إيران في المؤتمر، وقال: «من غير المنطقي والمعقول استبعاد إيران من المشاركة لأسباب سياسية من الولاياتالمتحدة وممن يسمون أنفسهم معارضة».