أقامت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في العاصمة عدن ندوة سياسية فكرية احتفاءاً بحلول الذكرى ال 45 لعيد الاستقلال الوطني المجيد وقد عقدت الندوة تحت شعار (من أجل جنوب جديد يجسد قيم التصالح والتسامح والشراكة الوطنية الجنوبية) وقد القى الاخ المناضل علي منصر محمد كلمة بهذة المناسبة أكد فيها ان اقامت هذة الندوة في هذة المناسبة تاتي تعبيراً عن مشاعر الوفاء والعرفان لشهداء الثورة الأماجد و مناضليها البواسل الذين جادوا بأرواحهم وشلالات الدماء الزكية الطاهرة لنصرة قضية شعبهم العادلة وأناروا لنا طريق الخلاص من نير العبودية والاستعمار وصنع ملحمة التحرير ونصرها العظيم المحفورة في ذاكرة التاريخ ووجدان الشعب والتي اينعت بثمار الحرية والاستقلال واستعادة السيادة على كامل ترابنا الوطني. نص الكلمة الهامة : بسم الله الرحمن الرحيم أيتها الأخوات ... أيها الأخوة اسمحوا لي باسم منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة عدن أن ارحب بكم أجمل ترحيب لحضور هذه الندوة السياسية الفكرية التي نقيمها هذا اليوم احتفاءاً بحلول الذكرى ال 45 لعيد الاستقلال الوطني المجيد وذلك تعبيراً عن مشاعر الوفاء والعرفان لشهداء الثورة الأماجد و مناضليها البواسل الذين جادوا بأرواحهم وشلالات الدماء الزكية الطاهرة لنصرة قضية شعبهم العادلة وأناروا لنا طريق الخلاص من نير العبودية والاستعمار وصنع ملحمة التحرير ونصرها العظيم المحفورة في ذاكرة التاريخ ووجدان الشعب والتي اينعت بثمار الحرية والاستقلال واستعادة السيادة على كامل ترابنا الوطني. فللشهداء الابرار المجد والخلود ولشعبنا المكافح ووطننا المعطاء العزة والكرامة وتحقيق ما يصبوا اليه من تطور ورقي. لقد خاض شعبنا الأبي في الجنوب نضالا بطولياً شاقاً وطويلاً وبمشاركة طبقاته وفئاته وشرائحه الاجتماعية المختلفة منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أقدام الغزاة المستعمرين مدينة عدن الباسلة في 19 يناير 1839 م وما تلا ذلك من هبات و تمردات وانتفاضات شعبيه وفي مراحل مختلفة من تاريخنا الحافل بالمآثر والأمجاد البطولية والتي اسهمت في تنامي الوعي الوطني وتزايد تأثير المد القومي الذين مهدا الطريق لتشكيل المنظمات السياسية والنقابية والاجتماعية وهيأت الظروف المواتية لانطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963 م من جبال ردفان الابية الشامخة والتي مثلت ذروة المقاومة الشعبية المسلحة ضد الاستعمار البريطاني وعلى امتداد ساحة الجنوب كلها... وكان للتنظيم السياسي الجبهة القومية وجبهة التحرير وبمشاركة بقية الفصائل الأخرى دوراً مشهوداً في هذه العملية الثورية النبيلة كما كان للنقابات والعمال والفلاحين والمثقفين والطلاب والمرأة و الجنود والصحافة الوطنية والرأسمال الوطني وعلماء الدين وغيرهم مآثر كفاحية في معارك التحرير المجيدة في المدينة والريف. وشكل الجميع بوحدتهم وتكاملهم مسنودين باصطفاف وطني كبير الضمانة الأكيدة لانتصار الثورة ونيل الاستقلال الوطني الناجز غير المشروط في ال 30 من نوفمبر عام 1967 م. أيتها الأخوات ... أيها الأخوة لقد كرسنا خلال السنوات الماضية العديد من الندوات وحلقات النقاش والمهرجانات الجماهيرية للحديث عن مناسباتنا الوطنية أكتوبر ونوفمبر هذه المناسبات التي جرى تهميشها و تشويه نبل مقاصد أهدافها السامية , والانتقاص من دور رجالها الميامين الذين كانت لهم بصمات واضحة المعالم في صنع الاحداث التاريخية العظيمة , ونعتهم بالعمالة والارتهان لقوى خارجية والتشكيك بثورة 14 اكتوبر وتزييف الكثير من الوقائع والمعطيات المتصلة بتاريخها ووصفها بالانتفاضة العفوية والافتئات عليها وعلى مناضليها الافذاذ , بل ذهب البعض أكثر من ذلك للتقليل من أهميتها. إن كل تلك الندوات و المهرجانات الخطابية التي اقمناها في الفترة الماضية وقبل انطلاق مسيرة الحراك السلمي الجنوبي المباركة وفي ظروف بالغة الخطورة والصعوبة والتعقيد , وعرضت القائمين عليها للملاحقة والاعتقال , أردنا من خلالها التذكير بأهمية ثورة أكتوبر وتراثها الوطني وأهدافها العظيمة , والتذكير ايضا بأهم الانجازات التي تحققت في تلك الفترة الزمنية من تاريخنا المعاصر ومن جانب آخر بينا بوضوح ما رافق الثورة من تعثر وتراجع في بعض الفترات في مرحلة حرب التحرير وبعد الاستقلال وما رافقها من اخطاء ونواقص وبعض السلوكيات المنافية لأخلاقيات الثورة , وأكدنا على ضرورة تقييمها بموضوعية انطلاقاً من تلك الظروف السائدة والمحيطة بها حينذاك ووضعها في سياقها التاريخي وليس بمنظار اليوم. تلك الاخطاء والسلبيات ليست في نظرنا خاصية انفردت بها تجربة الثورة في اليمن الديمقراطي وإنما كانت سمة عامة طبعت تجارب الكثير من ثورات التحرر الوطني العربية والعالمية لاسيما في الأمور المتعلقة بالتفرد بالسلطة وإقصاء الأخر وعملية التأميم ودورات العنف السياسي , ولم يكن الحزب الحاكم بمنأى عن نتائجها وكانت اهم قياداته وكوادره و مناضليه من ضحاياها الرئيسيين. وللإنصاف نستطيع القول بثقة كاملة بأن دولة الاستقلال كانت لها مكاسب ومنجزات كثيرة ومن أهمها وجود دولة النظام والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية والتعليم والتطبيب المجاني وتوفير فرص العمل لأبناء الشعب وإعطاء المرأة حقوقها الكاملة والتي وضعها على قدم المساواة مع شقيقها الرجل وتوفير الضمان الاجتماعي وتوظيف مصادر الدخل الوطني المحدودة والمساعدات الخارجية لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي المقام الأول التنمية البشرية. الحضور الكرام... بعد هذا الاستعراض الموجز لثورة اكتوبر وظفرها بتحقيق الاستقلال وما رافقها من ايجابيات وسلبيات يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: أين نحن اليوم من الاستقلال الذي حققناه بالعرق والدم والتضحيات الجسام , وماذا تبقى من أهداف ثورة 14 أكتوبر ومن المنجزات والمكاسب التي حققت في عهد النظام السابق اليمن الديمقراطي وللإجابة على هذا السؤال بوسعنا القول بأن جميع أهداف الثورة ومنجزاتها وكل ماله صله بتراثها وتاريخها قد تم الإجهاز عليه بالكامل وبصورة عبثية ثأرية انتقامية وخاصة بعد غزو واجتياح الجنوب في حرب صيف 94 م وفي عدوان همجي إجرامي سافر وما أعقبه من سياسات أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها سياسات استعمارية ونهج تدميري مقيت من قبل التتار الجدد الذين قاموا باجتثاث وتدمير ومصادره كل شيء في الجنوب من مؤسسات دولته الوطنية المدنية والعسكرية و منشآته ومكوناته الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية وطمس هوية وتاريخ الشعب في الجنوب, والقضاء على أي إنجاز أو معلم أو أثر له صلة بدولة الجنوب بما في ذلك الأنصاب التذكارية وتغيير أسماء الشوارع والمؤسسات التعليمية والثقافية التي كانت تحمل أسماء شهداء الثورة والاستقلال , وتحويل الجنوب إلى مستعمرة وباعتراف أحد الأقطاب الرئيسية المشاركة بحرب صيف 94 م وغنيمة من غنائم حربهم الآثمة والعبث بأراضيه وممتلكاته وثرواته وإقصاء وإبعاد وتشريد قياداته وكوادره وعماله وموظفيه وامتهان كرامة الانسان وتفكيك أوصال المجتمع وإحياء الثارات القبلية التي كانت في حكم المنتهية. إن هذه الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا في الجنوب المعروف بشموخه وسمو مواقفه المناهضة لمختلف أشكال الظلم والعبودية و التبعية الإلحاقية قد وفرت الظروف المناسبة والأرضية الصلبة لانطلاق حركة الاحتجاجات السلمية الني توالت ما بعد حرب صيف 94 م وفي فترات ومحطات عديدة ومتقطعة حتى بلغت ذروتها في عام 2007 م باتساع نطاقها وعلى نحو غير مسبوق وفي كل أرجاء الجنوب المترامية الاطراف وتزايد عنفوانها الجماهيري وقدرتها على الصمود و الاستمرار وحتى اليوم. وقد كان لجمعيات المتقاعدين العسكريين و الأمنيين ومجلسها التنسيقي قصب السبق في تدشين هذا العمل الجبار وبمشاركة القوى السياسية والمدنية وجموع غفيرة من جماهير شعبنا المكافح , ومثلت الخطوة الولى باتجاه تشكيل قوى ومكونات الحراك السلمي الجنوبي في فترة لاحقة. ذلكم الحراك الذي استحق بجدارة شرف الريادة في قيادة النضال السلمي قبل ظهور ثورات الربيع العربي بعدة سنوات , وتصدى شبابه الابطال و كل مناضليه بجسارة وصدور عارية لقمع السلطة الهمجي ودموية بلطجيتها وسقط جراء ذلك الآلاف من الشهداء والجرحى والزج بعشرات الآلاف في المعتقلات وملاحقة قيادات و ناشطي الحراك والفعاليات السياسية والمدنية. لكن هذا الأعمال البربرية الرعناء لم تفلح في كسر شوكة الحراك وإضعاف قوته المتزايدة بل زادته قوة وصلابة وعزيمة على مواصلة هذا النهج السلمي وبما يؤمن تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية وتقرير المصير واستعادة دولته. لقد استطاع الحراك السلمي أن يبين حجم المأساة الجنوبية الناجمة عن حرب 94 م التي قضت على الوحدة وألغت عهدها الاجتماعي ومرجعياتها السياسية والقانونية وهدمت قدسية الشراكة والاتحاد الطوعي بين الدولتين , وقد تمكن من إبراز القضية الجنوبية سياسية بامتياز إلى حيز الوجود وهماُ وطنياً يعني كل الجنوبيين بأطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية المؤمنين بهذه القضية. ويناضلوا من أجل الانتصار لأهدافها وباتت هذه القضية معروفة وأكثر حضوراً على الصعيدين الاقليمي والدولي بالرغم من الحصار والتعتيم الاعلامي المتزايد عليها من قبل نظام صنعاء والسائرين في فلكه. وفي سياق هذا الاستطراد يحق لنا أن نعتز أيما اعتزاز بدور أعضاء منظمة حزبنا الاشتراكي في محافظة عدن وأنصارها وكل مناضليها الذين شاركوا بفعالية في الحراك السلمي الجنوبي منذ بداياته الأولى وحتى اليوم وقاموا بواجبهم الوطني في تقديم وسائل الدعم والمساندة والتأييد لمناضلي الحراك ولأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين وفي دعم تنظيم المهرجانات والمسيرات والاعتصامات التي شهدتها مدينة عدن وغيرها من مدن ومناطق الجنوب وتعرضوا بسبب تلك المواقف إلى القمع والاعتقال والملاحقات. كما كان لمجلس تنسيق منظمات الاشتراكي في محافظات الجنوب دوراً مماثلاً في الوقوف إلى جانب الحراك واعتبار أعضاءه وأنصاره جزء لا يتجزأ من الحراك السلمي وشركاء حقيقيين في هذه العملية السامية والنبيلة وسنظل أوفياء مخلصين لشعبنا وحراكنا السلمي الجنوبي وحقه في تقرير المصير واستعادة الدولة. أيتها الأخوات .. أيها الأخوة الأعزاء لاشك بأن تشكيل المكونات الحراكية قد مثل ظاهرة إيجابية تنسجم تماماً مع نهج التعدد والتنوع والقبول بالآخر ورفض أي توجهات تستهدف إقصاء و تهميش الآخرين غير أن هذا التوجه ترتبت عليه عملية استقطاب وفرز وتنافر حتى بين الأطراف التي يجمعها الموقف الواحد والهدف الواحد ومثلت بداية انقسام حقيقي للحراك السلمي تجلت بعض مظاهرة المؤسفة في الشارع وتحكمت فيه بعض النزعات الذاتية المفرطة والتسابق على المواقع القيادية والزعامية وباتت تجليات هذا الوضع الانقسامي الغير مبرر للحراك وقياداته على صعيدي الداخل والخارج أكثر وضوحاً , ويتعين علينا الاعتراف بهذه الحقيقة المرة والمؤلمة , ومن المعيب أن يستمر هذا الوضع إلى مالا نهاية. وقد أجادت القوى المناوئة للحراك استثمار وتوظيف هذه التباينات للإساءة للحراك وتشويه سمعته. وعليه فإن الواجب الوطني يحتم علينا بذل جهود مضاعفة لرأب الصدع و تطويق التباينات القائمة وبما يسهم في تعزيز وشائج التوحد والتوافق الوطني الجنوبي وطي صفحة التشرذم والانقسام وفاءً لدماء الشهداء وتضحيات الرواد الأوائل الذين أبقوا على القضية الجنوبية حية وشعلتها متقدة و يحذونا الأمل بأن تسفر الحوارات واللقاءات الجنوبية في الداخل والخارج والمقترحات المتبادلة بصدد الحوار الجنوبي الجنوبي إلى نتائج إيجابية تساعد على تقريب وجهات النظر والتوصل إلى رؤية جامعة تحظى بموافقة كل الأطراف , والبحث عن صيغة مناسبة لقيام إطار قيادي مرجعي موحد وعلى قاعدة برنامج سياسي مشترك يحفظ في نفس الوقت الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل فصيل. ونتوقع أن تشهد الفترة القريبة الٌقادمة تحركاً جاداً في هذا الاتجاه. إن الظروف الاستثنائية الصعبة والمعقدة الني تعيشها البلاد والمفتوحة على كل الاحتمالات بما في ذلك أخطرها تحتم علينا المراجعة الدقيقة للأوضاع الراهنة والمتابعة المستمرة لتطوراتها المتسارعة , والإدراك العميق لما تبيته القوى المعادية للقضية الجنوبية وحراكها السلمي من نوايا شريرة و محاولات دؤبه و متكررة لتصدير الارهاب والأزمات والفوضى والمظاهر المسلحة إلى الجنوب وخلق أجواء محمومة وبؤر توتر جديدة تنذر بمخاطر كبيرة على الجنوب وتحويله إلى ساحة مواجهات دامية. كما ننبه من خطورة الانسياق وراء المواقف التصعيدية ليعض القوى والجماعات التي استمرأت افتعال المشاكل واستدعاء صراعات الماضي المؤلمة و إنكاء جروحها من أجل الابقاءعلى فتيل نارها مشتعلاً لتمرير مشاريعهم المشبوهة وأهدافهم السوداء. إن من بين الاسباب الرئيسية وأهمها على الاطلاق التي أوصلت الجنوب إلى أوضاعه الراهنة حالة التشظي والانقسامات التي طالت الصف الجنوبي خلال الفترة الماضية وتمزيق نسيجه السياسي والاجتماعي وبدعم ومساندة القوى المعادية للجنوب إلى جانب غياب الحسابات والتقديرات الصائبة والسلمية لمجمل الأحداث والتطورات وكيفية التعاطي معها. وبالرغم من نتائجها السيئة لازال البعض وبكل أسف مستمر في اجترار هذا النفس التدميري والخطاب السياسي الذي يتسم بالعدائية تجاه الأخر ويشيع أجواء الكراهية وتكريس ثقافة الخصومة والتعامل مع صراعات الماضي بروح انتقامية تتعارض تماماً مع نهج التصالح والتسامح والتضامن. وندعو كل الخيرين والعقلاء إلى محاصرة كل هذه التوجهات الهدامة وفضح وتعرية أصحابها وهم قلة قليلة وتبيان مراميها وأبعادها الخطيرة على الوئام الوطني الجنوبي الذي يعلق عليه آمال كبيرة في ترصين وحدتنا الداخلية وإطفاء الحرائق وتضميد جروح وندوب الماضي والسمو على صغائر الأمور ليغدو الجميع في جاهزية كاملة للتعامل مع المستقبل واستحقاقاته القادمة. إن هذه الملاحظات التي أبديناها فيما يتعلق ببعض الاشكاليات القائمة لاسيما في قيادات بعض النخب السياسية والحراكية نابعة من حصرنا الصادق على تجاوزها عن طريق الحوار البناء وتقديم التنازلات المتبادلة وإن يرتقي الجميع إلى مصاف المخاطر والصعوبات والتحديات التي تواجه القضية الجنوبية وحراكها السلمي في هذه الفترة المفصلية الدقيقة من تاريخ نضال شعبنا الأبي , ولعل الشيء الذي يثير الارتياح في النفوس ويثلج الصدور بأن الشارع الجنوبي وفي أغلبيته العظمى معافى وسليم وأكثر وحدة وتماسك ولعل المهرجان الجماهيري الحاشد الذي شهدته مدينة عدن و سائر المدن والمناطق الجنوبية في الذكرى التاسعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر أكثر برهان على ذلك وهي رسالة واضحة يتعين على من يراهن على تمزيق الصف الجنوبي قرأتها بإمعان ودقة. أيتها الأخوات ... أيها الأخوة ونحن نقيم هذه الندوة السياسية الفكرية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني المجيد تحت شعار (من أجل جنوب جديد يجسد قيم التصالح والتسامح والشراكة الوطنية الجنوبية) بات من الواجب علينا استلهام دلالات ومعاني ما هو مشرق ومضيء من تاريخنا الوطني المجيد والاتعاظ من عبره ودروسه وتحاشي تكرار الاخطاء والنواقص التي رافقت مسيرتنا الوطنية خلال العقود الماضية والإدراك الواعي لجدلية العلاقة وفعل التأثير المتبادل بين الماضي والحاضر والقدرة على استشراف آفاق المستقبل. إن موضوعات هذه الندوة ومحاورها جديرة بالاهتمام وجلها مكرس لقضايا هامة تتصل بمستجدات المشهد السياسي الراهن واستحقاقات الفترة القادمة. ولا يراودنا أدنى شك بأن المكلفين بإعداد تلك الأوراق هم من الكفاءات النوعية والقيادات الميدانية لديهم من الامكانيات والقدرات الكبيرة ما يكفي لتقديم شروحات ضافية عنها , ونثق تماماً بأن المشاركين في الندوة ستكون لهم اسهامات كبيرة في إثراء و اغناء موضوعاتها بالمداخلات البناءة على مدار اليومين . كما حرصنا ومن خلال هذه الكلمة الافتتاحية أن لا نسجل مواقف استباقية تجاه هذه القضية أو تلك أو التعريج على كل موضوعات الندوة وقد اكتفينا في تقديم بعض الإضاءات وبشكل عابر وسريع ولدينا طائفة من الملاحظات والمقترحات التي تعبر عن موقفنا ونحرص على تقديمها في معرض مناقشة الأوراق المقدمة إلى هذه الندوة. في الختام نكرر الترحيب بكم ونجدد تقديم التهاني إليكم بمناسبة الذكرى ال 45 لعيد الاستقلال الوطني المجيد ونتمنى لأعمال هذه الندوة التوفيق والنجاح .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...