مرحباً بالأمير الوزير خالد الفيصل في وزارة التربية والتعليم أميناً على مستقبل أجيال الوطن، وهو المفكر والأديب والشاعر والإداري والفنان الرسام والخطيب صاحب الإنجازات المتعددة على أرض الواقع.. فهو أولاً أمير الشباب الذي كان مسؤولاً عن رعايتهم، وصاحب فكرة كأس الخليج، وهو الحاكم الإداري الذي أصبحت عسير أبهى وأجمل عمرانياً وثقافياً ومسرحاً وسياحة وجوائز واحتفالات متميزة وناجحة في عهده، وهو أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أحدث نقلة نوعية في الأداء والتطوير والتواصل مع أبناء المنطقة بعلمائها وشبابها ورجال أعمالها وإعلامها، وأسهم في خروج مواسم حج ناجحة متميزة بحسه الإداري وفكره الوقاد، وهو صاحب الإنجاز والتحدي في مؤسسة الملك فيصل الخيرية ومراكزها البحثية وجائزتها العالمية ومؤسسة الفكر العربي وسوق عكاظ، وهو الشاعر صاحب القصائد الملامسة للوجدان المرهفة الحس، التي تتداخل مع قصص العاطفة والإنسانية لكل واحد منا؛ ما يجعله جزءاً من تاريخنا الإبداعي والجمالي. إذاً، نحن أمام قامة فكرية عظيمة، نتوقع منه الإنجاز والإبداع، وهو محل ثقة الملك الفارس والمصلح الصالح بأن يعوض ما فات من ضياع وتخبُّط في تجاربنا التربوية، في حين سبقتنا دول بلا إمكانيات مثل ماليزيا وسنغافورة وكوريا، ونحن لا نفرق عنهم فكراً ومالاً وحضارة وإبداعاً.. ولهذا أقول: إن هذه العقلية يجب ألا نمهلها وقتاً، وألا نقول إن التعليم عملية تحتاج إلى وقت، ثم نضيع السنوات، ونقول أمامنا ألف يوم، ثم تصبح عشرة آلاف يوم، ثم تصبح سنوات من هدر الوقت والجهد والمال.. وأتوقع أن سموه سيتجنب من يكرر مقولات إن التعليم يحتاج إلى وقت؛ فأمامنا كوريا وكيف أصبح ناتجها المحلي بسبب التعليم أضعافاً مضاعفة أمام دول تملك الإمكانيات والموارد، بينما سلاح كوريا كان التعليم واستثمار العقول البشرية، ومثل ذلك ماليزيا وسنغافورة وغيرهما.. وأحسب أن عقلية مثل الأمير خالد الفيصل تحتاج إلى عقليات متميزة؛ فأعطني قائداً أعطِكَ جنداً، ولا يمكن لهذا القائد أن يعمل إلا بوجود فريق من المبدعين الذين يملكون تجارب في الإنجاز والعمل، سواء كانوا في القطاع الخاص أو العام، وليسوا بائعي كلام وتسويف. وعلى سموه أن يراجع مشروع "تطوير"، وكيف أُنفقت أمواله، وحاجته إلى الاستفادة من دول متقدمة في التعليم، تقوم بالمتابعة وتقويم التجربة، وكذلك مراجعة مشاريع المباني وشكوى المهندسين الوطنيين، وألا يبقى في التعليم إلا الأصلح والأنسب والأفضل. كما أنه من المهم العناية بهيئة تقويم التعليم، وأن تكون مستقلة، يعمل بها من هم أهل للتقويم من أصحاب الكفاءة والقدرة والتميز. ويبقى الحديث لا ينتهي عن التعليم؛ فلدينا العبارة التي نرددها، وهي خلف تطور أي مجتمع؛ إذ نقول أمام نهضة أي أمة "فتش عن التعليم".