فلسطين المحتلة - "الخليج"، وكالات: استقبل الفلسطينيون الدفعة الثالثة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، فجر أمس، استقبال الأبطال في جو من الاحتفال والتأثر لدى آلاف الذين انتظروا حاملين رايات وصورا، وتجمعت العائلات في قاعة كبيرة تحت صورة عملاقة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله . ورغم قساوة الطقس وبرودة الأجواء انتظر الجماهير ساعات طويلة أمام معبر بيت حانون، ومعتقل "عرفر" للاحتفاء بالأسرى المحررين . وأطلقت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" فجر أمس، 26 فلسطينيا تحتجزهم منذ ما قبل عام ،1993 تنفيذا لالتزامات قطعتها لإعادة إطلاق مفاوضات السلام برعاية أمريكية، وعشية عودة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة في مسعى جديد للدفع قدما بعملية السلام، لكنها لم تتردد عن تكرار مسلسل المماطلة والتأخير في إطلاق سراحهم الذي تم مع فجر أمس، بدلاً من مساء أول أمس، في محاولة لتعكير مشاعر الفرح التي عمت الفلسطينيين وذوي الأسرى . ووصل 18 أسيراً محرراً إلى مقر الرئاسة، حيث احتشد لاستقبالهم آلاف الفلسطينيين في مقدمهم الرئيس محمود عباس ومسؤولون في القيادة الفلسطينية، وصافح عباس جميع الأسرى، وإلى جانبه مسؤولين من القيادة، قبل أن يتوجه الأسرى إلى ضريح عرفات لوضع إكليل من الزهر . وقال عباس في كلمة أمام أهالي الأسرى "أعدكم بأنه لن يكون هناك اتفاق نهائي إلا وكل الأسرى في بيوتهم"، وهنأ أهالي الأسرى، وأضاف أن هذه الدفعات لن تكون الأخيرة، وأنه ستكون هناك دفعات من الأسرى قريبا . وقال عباس إن مساعي "إسرائيل" لضم مستوطنات الأغوار "خط أحمر لن نسمح بتجاوزه"، وأضاف "إذا فعلوا ذلك ولن نسمح لهم أن يفعلوا، فلكل حادثة حديث"، وأوضح أن "هذه أرضنا وستبقى فلسطينية" وأنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه . وجاء في بيان رسمي من مكتب عباس "إننا ما زلنا ملتزمين بما تم الاتفاق عليه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في الاستمرار بالمفاوضات لمدة 9 أشهر" . وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون إنه لن يكون هناك أي اتفاق سلام من دون الإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة، وأوضح في بيان أن المجلس الوطني "يرحب بإطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى"، وأضاف "قضية الأسرى والمعتقلين كانت وما زالت على سلم أولويات القيادة الفلسطينية" معتبراً أن هذه القضية "هي جزء أصيل من استحقاقات السلام، وأن اعتقالهم من الأصل هو باطل" . ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تخليص فلسطين من الاحتلال ومحاسبته على "جرائمه"، وقال في بيان لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية "نطالب بتعزيز الدعم العربي العملي للشعب الفلسطيني لمواجهة الضغوط التي تمارس عليه وعلى قيادته خاصة أثناء المفاوضات، التي تريد إسرائيل من استمرارها مواصلة عمليات تهويد القدس والاستيطان" . وشدد البيان على ضرورة "إنهاء الانقسام حفاظا على منجزات الثورة الفلسطينية"، ودعا "الإخوة في حركة "حماس" إلى التنفيذ الفوري لما تم الاتفاق عليه وفاء لدماء شهداء الثورة وحماية لمصالح الشعب الفلسطيني العليا" . في غزة، قال رئيس حكومة حماس إن الإفراج عن دفعة من الأسرى "مكسب" للشعب الفلسطيني، مؤكدا رفض حركته للمفاوضات . ومن بين الأسرى المحررين خمسة تم نقلهم إلى القدس، وجاء أفراد عائلاتهم لنقلهم بالسيارات في قاعدة لما يسمى "حرس الحدود"، فيما وصل ثلاثة آخرون إلى قطاع غزة الذي يتحدرون منه، واستقبلت جماهير غفيرة، تلوح بالأعلام الفلسطينية، 3 أسرى محررين من قطاع غزة . ومن المقرر الإفراج عن دفعة رابعة من المعتقلين في وقت لاحق، بموجب اتفاق استئناف المفاوضات في يوليو/ تموز . وفيما يلي، أسماء الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثالثة، والأحكام التي كانت مفروضة عليهم: أحمد فريد شحادة من القدس الحكم مؤبد، ياسين أبو خضير من القدس الحكم 28 سنة، بلال أبو حسين من القدس، الحكم 38 سنة، إبراهيم طقطوق من نابلس، الحكم مؤبد، بلال إبراهيم ضمرة من سلفيت، الحكم مؤبد، مخلص صدقي صوافطة من جنين، الحكم مؤبد، فيصل مصطفى أبو الرب من جنين، الحكم مؤبد، محمود عطا معمر من بيت لحم، الحكم مؤبد، نعمان يوسف شلبي من جنين، الحكم مؤبد، عدنان محمد الأفندي من بيت لحم، الحكم 30 سنة، جمال خالد أبو محسن من طوباس، الحكم مؤبد، إبراهيم خليل صلاح من بيت لحم، الحكم مؤبد، أحمد جمعة خلف من القدس، الحكم 21 سنة، أسامة السيلاوي من جنين، الحكم مؤبد، محمود دعاجنة من القدس، الحكم مؤبد، محمد عفانة من رام الله، الحكم 40 سنة، رمضان أبو يعقوب من رام الله، الحكم مؤبد، أيمن جرادات من جنين، الحكم مؤبد، أحمد كميل من جنين، الحكم مؤبد، سعيد التميمي من رام الله، الحكم مؤبد، ناصر برهم من طولكرم، الحكم مؤبد، محمود سلمان من غزة، الحكم مؤبد، جمال أبو جمل من القدس، الحكم 22 سنة، إبراهيم أبو علي من غزة، الحكم مؤبد، رامي بربخ من غزة، الحكم مؤبد، نعيم الشوامرة من الخليل، الحكم مؤبد . من جهته، قال مسؤول "إسرائيلي" إن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لن يفرج عن أسرى من فلسطينالمحتلة عام 1948 كبادرة حسن نية، لكنه سيفرج عنهم إذا تم الإفراج عن جوناثان بولارد الجاسوس "الإسرائيلي" المسجون في الولاياتالمتحدة . واعتبرت الولاياتالمتحدة أن إطلاق الأسرى يمثل "خطوة ايجابية" في عملية السلام، وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف إن "التزام الحكومة "الإسرائيلية" الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ساهم في إطلاق ومواصلة المفاوضات بشأن الوضع النهائي وهذه خطوة ايجابية . وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن ترحيبها بإطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين، وقالت الخارجية إن هذه الخطوة "تساعد على تعزيز الثقة"، وأضافت أنه من المهم أن يتم إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين (104 أسرى) في موعده . وصرّح الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريز بأن الشيء الأفضل لتثبيت المتانة الاستراتيجية للكيان هو التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وقال "تحقيق السلام سيجلب موارد مالية لم نحلم بمثلها، مشيراً إلى أن دولة "إسرائيل" ستواجه وضعاً جديداً يحمل في طياته إمكانات واسعة، وأضاف أن الجميع يدرك أن إحلال السلام يتطلب تقديم تنازلات إقليمية، وهذه مسألة لا خلاف عليها على الإطلاق . واستبعد نتنياهو تحقيق السلام ما لم يتم ضمان مصالح "إسرائيل" فيما يتعلق بالأمن والاستيطان، وقال "نريد السلام والوصول إليه، نريد سلاما حقيقياً مع الأمن، آمل أن يكون ذلك ممكناً ولكن السلام لا يتوقف علينا فقط ولكنه يتوقف أيضاً على جيراننا" . وانتقد احتفال الفلسطينيين بالأسرى المحررين، وقال "إنه يمكن رؤية الفرق بين "إسرائيل" والفلسطينيين في الإفراج عن الإرهابيين"، وأضاف "القتلة ليسوا أبطالا، ليست هذه الطريقة للتربية على السلام، السلام يوجد فقط عندما تتوقف التربية على التحريض" .