خاضت القوات الأمنية العراقية ومسلحين ينتمون إلى قوات الصحوة العشائرية اشتباكات عنيفة مع عناصر من تنظيم "القاعدة" تمكنوا من السيطرة على مناطق في مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار، بعد أيام على إزالة مخيم مناهض للحكومة فيها . واستغل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ("داعش") التابع لتنظيم القاعدة الخميس، إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض الاعتصام، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين . وقال النقيب مرعي العلواني من شرطة الرمادي: "بدأت اشتباكات بين العشائر والشرطة من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة ثانية، في شرق المدينة" . وفي الفلوجة، قال اللواء فاضل البرواري في بيان نشر على موقع العمليات الخاصة: "الآن دخلنا إلى الفلوجة باشتباكات عنيفة"، من دون أن يحدد الجهة التي دخلت منها القوة إلى الفلوجة أو الطرف الذي تدور الاشتباكات معه . وقال مصدر أمني إن القوات الأمنية حررت 80 في المئة من مدينة الفلوجة من سيطرة العناصر المسلحة . وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أكد في وقت سابق أن "نصف الفلوجة في أيدي جماعة "داعش"، ونصفها الآخر في أيدي "مسلحي العشائر المناهضين لتنظيم القاعدة والذين قاتلوا الجيش على مدى الأيام الماضية احتجاجاً على فض الاعتصام السني في الأنبار يوم الاثنين . وذكر شاهد عيان من سكان الفلوجة أن "تنظيم القاعدة يقيم نقاط سيطرة في وسط الفلوجة وفي جنوبها"، مضيفاً: "نرى خمسة أو سبعة مسلحين عند كل حاجز" . في موازاة ذلك، انتشر مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في أحياء عدة في شرق الرمادي . وأوضح المراسل إن "نحو 60 سيارة تحمل كل منها على متنها نحو عشرة مسلحين مدججين بالسلاح ويرفعون أعلام "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تجوب عدة أحياء في شرق الرمادي وسط غياب الشرطة" . وأضاف إن "معظم المسلحين ملثمون، وبعضهم ارتدى الزي الأفغاني"، مشيراً إلى أن السيارات تبث أناشيد تمجد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" . وكان رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، أحد أبرز قيادي قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة في الأنبار والعراق، وجه الأربعاء، كلمة إلى سكان المحافظة أعلن فيها دخول مقاتلي القاعدة إلى الفلوجة والرمادي . وقال أبو ريشة في الكلمة التي نشرها موقع وزارة الدفاع العراقية "قبل يومين استجابت الحكومة المركزية لطلب الشيوخ الذين أرادوا به سحب الجيش من المدن" . وأضاف "ما أن قامت الحكومة بالتنفيذ حتى تفاجأنا بالمجرمين والقاعدة يتركون الصحراء ويدخلون مدنكم، مدينة الفلوجة والرمادي، ويجوبون شوارعها مستعرضين سيوفهم وقاماتهم وبنادقهم ليعودوا مرة ثانية ليمارسوا جرائمهم" . ودعا أبو ريشة "أبناء العشائر للعودة إلى بيوتهم وترك الشارع للقاعدة التي ستكون المواجهة معهم حاسمة هذه المرة" . وفي وقت سابق دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الجيش إلى الانسحاب من المدن، لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء، معلناً إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة . وبعد يوم من إحراق مسلحين في الرمادي أربعة مراكز للشرطة وتهريب سجناء من مديرية الشرطة في الفلوجة، دعت وزارة الداخلية العراقية في بيان عناصر الشرطة الذين تركوا مقار عملهم للعودة فوراً إلى هذه المراكز، مهددة بمحاسبة "المقصرين" منهم . (وكالات)