متابعة - صفاء العبد: هدف وحيد رجّح كفة ريال مدريد الإسباني على متصدّر الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان في اللقاء الوديّ الذي جمع بينهما مساء أمس على ملعب خليفة الدولي وسط حضور جماهيري كبير وصل إلى نحو أربعين ألف متفرّج . وقدّم الفريقان عرضًا جيدًا في شوط المباراة الأول الذي رجّحت فيه كفة سان جيرمان رغم أنه انتهى بتقدّم الفريق الملكي بهدفه الوحيد الذي جاء في الدقيقة (19) عن طريق الجناح الأيمن جيسي إلى جانب تلك الكرة التي ردّها القائم الباريسي في الدقيقة (39) في وقت كان فيه سان جيرمان قد أهدر العديد من الفرص الممكنة وبعضها من حالات انفراد كتلك التي ضاعت من لاعب الوسط الخطير كافاني في أكثر من مناسبة . ولجأ مدرب الريال انشيلوتي إلى الزج بتشكيلة مختلفة تمامًا مع بداية الشوط الثاني بينما أجرى مدرب سان جيرمان لوران بلان تسعة تغييرات بأوقات متفاوتة وهو ما أثر سلبًا في المباراة ودفع بها إلى التراجع كثيرًا خلال هذا الشوط رغم أنه شهد تبادلًا في المحاولات كانت أخطرها تلك التي أطلقها البديل بنزيمة وردّتها عارضة المرمى عند الدقيقة (52) قبل أن نشهد سلسلة أخرى من المحاولات الضائعة للفريق الباريسي . الباريسي يفرض سيطرته مبكرًا.. وكان الشوط الأول قد شهد زخمًا هجوميًا متواصلاً من سان جيرمان الذي فرض الكثير من السيطرة في الوسط والأمام بحيث أخطر مرمى الريال في عدة محاولات كان يعتمد فيها على التحرّكات النشطة للجناحين كافاني ولافيزي اللذان تواجدا خلف إبراهيموفيتش ليصنعا العديد من الفرص في وقت ظهر فيه دفاع الريال وكأنه يُعاني فعلاً من عبء مواجهة تلك التحركات التي مرّت من عنده في أكثر من مناسبة لتضع الفريق الباريسي وجهًا لوجه مع الحارس لوبيز إلا أن الأخير كان متألقًا إلى حد كبير بحيث تمكّن من التصدي لكل تلك المحاولات بما فيها أكثر من حالة انفراد مباشر مع المرمى . والريال يسجّل خلافًا لسير المباراة .. وأمام كل هذه السيطرة الباريسية كان الفريق الملكي يعتمد غالبًا على الكرات الطويلة التي كانت تبحث عن رونالدو المتواجد في الجانب الأيسر خلف رأس الحربة موراتا بينما تواجد في الجانب الآخر زميلهما جيسي الذي نجح في الدقيقة (19) بترجمة واحدة من المحاولات القليلة التي تهيأت لفريقه ليسجل منها هدف السبق إثر تمريرة في عمق الملعب حوّلها بدوره إلى تسديدة أرضية أصابت المرمى على يمين حارسه سلفاتوريو لتعلن عن هدف بدا وكأنه قد جاء مغايرًا تمامًا لمسار المباراة حيث كان الفريق الباريسي هو الأقرب للتسجيل قبل ذلك من خلال سلسلة محاولاته التي كانت تضيع الواحدة بعد الأخرى والتي تألق فيها تحديدًا الثلاثي المؤلف من كافاني في اليمين ولافيزي في اليسار ومن أمامهما إبراهيموفيتش الذي أهدر أكثر من فرصة كانت أهمها تلك التي تهيأ لها في الدقيقة الأربعين عندما سدّد ضعيفة وكأنه يعيدها إلى الحارس .! كافاني ملك الفرص الضائعة ..! غير أن الأخطر في كل تلك المحاولات الباريسية كانت من نصيب كافاني الذي أهدر فرصتين مبكرتين أعقبتها أخرى أكثر خطورة عندما انفرد لافيزي بالمرمى ليسدّد ، إلا أن الحارس يستجمع كل مهارته ليتصدى لكرته في الدقيقة (16) أي قبل هدف الريال بثلاث دقائق فقط .. ويستمر سان جيرمان في ضغطه ويعود ليهدّد مرمى الريال بثلاث محاولات أخرى متتالية في غضون أربع عشرة دقيقة غير أن كرة لوكاس المتوغل يسارًا مرّت بسلام ومثلها ضاعت الثانية من كافاني بعد دقيقتين قبل أن يعود نفس اللاعب ليُهدر الثالثة وهو في وضع تهديفي سهل جدًا عند الدقيقة (34) قبل أن يعود الريال ليندفع بهجمة سريعة انتهت فيها الكرة عند لاعب الوسط رودريغز الذي أطلق واحدة من أجمل الكرات وهو في حالة انفراد إلا أن القائم الأيمن حال دون أن يُصيب الشباك ليبقى فريقه متقدمًا بالهدف الوحيد مع نهاية الشوط الأول . الريال يكملها بتشكيلة ثانية .. ويعود الريال إلى الشوط الثاني بتشكيلة ثانية مختلفة تمامًا حيث دفع المدرب انشيلوتي باللاعبين خيشوش في المرمى ودانييل وببي وجورنتي ومارتلو في الدفاع وكاسيميرو ومودرج في الارتكاز وايسكو ودي ماريا وخيمي خلف رأس الحربة كريم بنزيمة في حين زج مدرب باريس جيرمان بثلاثة لاعبين جدد هم ماركينيوس وماكسويل ولوكاس مع بداية الشوط ثم باللاعبين مينيز وادريان وجافيير في الدقيقة (62) ثم هيرفن وكومان وكامارا في الدقيقة (74) التي خرج فيها إبراهيموفيتش. تراجع في وتيرة المباراة .. وكان واضحًا أن وتيرة المباراة قد تراجعت خلال هذا الشوط مقارنة بالشوط الأول رغم أنها بدت أكثر تكافوءًا هذه المرة بحيث شهدنا سان جيرمان وهو يُبادر بالهجوم على المرمى المدريدي من خلال تلك العرضية التي انتهت عند إبرا ليلعبها رأسية في منتهى الخطورة لتمر على بعد سنتيمترات فقط من العارضة غير أن رد الريال كان أكثر خطورة من خلال تلك الكرة التي استحوذ عليها بنزيمة ليهيأها لنفسه داخل الجزاء ويُسدّد بكل قوة، إلا أن العارضة حالت دون دخولها المرمى عند الدقيقة (52) من المباراة. الباريسيون يُصّرون على إهدار الفرص.. ومرة أخرى يعود الفريق الباريسي ليُعيد سيناريو الشوط الأول من خلال إصراره على إهدار الفرص بطريقة غريبة بحيث ضاعت من تياغو سيلفا كرة ممكنة تصدّى لها الحارس المدريدي الذي عاد بعد خمس دقائق ليرد كرة أخطر كان قد سدّدها هيرفن برأسه وهو على بعد ستة أمتار فقط من المرمى قبل أن يطلق مينيز كرة صاروخية من الجانب الأيسر لكنها مرّت من جانب القائم البعيد تمامًا .. ويستمر سان جيرمان في محاولاته ويكاد أن يعيد التوازن للمباراة في الوقت بدل الضائع من خلال التسديدة الخطيرة التي أطلقها لوكاس إلا أن نهايتها لم تكن أفضل من سابقاتها لتمر جانب القائم قبل لحظات فقط من إطلاق حكم المباراة عبد الرحمن الجاسم صافرة النهاية.