القدس المحتلة- وكالات: شارك وزير الداخلية الإسرائيلية، جدعون ساعر، والعشرات من أعضاء الكنيست، أمس، في وضع حجر الأساس لإقامة حي استيطاني جديد في مستوطنة 'جيتيت' في غور الأردن. وقال ساعر، في تصريحات صحفية، أمس، إن الوجود العسكري الإسرائيلي والاستيطان في الأغوار سيحفظ أمن إسرائيل، وإن 'غور الأردن سيبقى إسرائيليًا وهو العمق الإستراتيجي لإسرائيل'. وقال إنه يجب الإبقاء على الوجود العسكري الإسرائيلي في غور الأردن لأجيال قادمة ولا يمكن القيام بذلك دون وجود التجمعات السكنية اليهودية. ورأى ساعر في تصريح أذاعه راديو صوت إسرائيل أنه "إذا لم تصر إسرائيل على موضوع غور الأردن فستكون دولة دون عمق إستراتيجي"، على حد قوله. وأضاف إنه في أي مكان لا توجد فيه تجمعات سكنية إسرائيلية لا توجد أيضًا قوات عسكرية وفي أي مكان لا توجد فيه قوات عسكرية تقع ما أسماها ب"اعتداءات إرهابية". صرح الوزير الإسرائيلي بذلك خلال جولة قام بها أمس في منطقة غور الأردن، وشارك فيها العديد من النواب من مختلف كتل الائتلاف الحكومي باستثناء كتلة الحركة. وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق يوم الأحد الماضي على مشروع قرار تقدمت به ميري ريجف النائبة عن حزب الليكود لضم منطقة غور الأردن إلى إسرائيل، بحيث يطبق عليها القانون الإسرائيلي. وقد أيد مشروع القرار 8 وزراء من أعضاء اللجنة الوزارية لشؤون القانون في الكنيست، بينما عارضه ثلاثة آخرون، بينهم تسيبي ليفني رئيسة اللجنة ووزيرة العدل الحالية، وهي مكلفة برئاسة الفريق الإسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين. من جهة ثانية، من جانبها، اعتبرت الحكومة الأردنية أن مشروع ضم غور الأردن إلى إسرائيل مخالف لاتفاقية السلام الموقعة بين عمان وتل أبيب، وذلك في وقت أبدت فيه أوساط رسمية أردنية خشيتها من "مفاوضات سرية" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية أمس عن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور القول، خلال لقاء لم يعلن عنه، جمعه بأعضاء في البرلمان، إن ضم غور الأردن إلى إسرائيل "يعتبر مخالفًا لاتفاقية السلام الموقعة بيننا وبين تل أبيب، والتي تمنع الدولة العبرية من بسط نفوذها عليه". وأكد أن الأردن "يرفض رفضًا قاطعًا أي توجهات إسرائيلية في هذا الخصوص، ولن يقف مكتوف الأيدي دبلوماسيًا"، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكي أبلغ حكومته بأن واشنطن غير راضية تمامًا عن المشروع الإسرائيلي. وكان مسؤولون أردنيون أبدوا خلال اليومين الماضيين خشيتهم من "مفاوضات سرية" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، خصوصًا بعد أنباء ترددت عن وجود قناة سرية بين عباس ونتنياهو، "ربما تكون على حساب الأردن". ونقلت الصحيفة عن "وزير أردني بارز" القول إن بلاده تراقب محاولات إنعاش العملية السلمية عن كثب وترحب بها، من دون الجلوس إلى أي طاولة مفاوضات، لكن هذا الموقف سيخضع للمراجعة فورًا "إذا ما شعرنا بأن المفاوضات تهدد مصالح أردنية عليا، مثل ملف اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الأرض الأردنية، وملفي الحدود والقدس، التي تشرف عليها عمان".