اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير عملية السلام، وذلك ردا على تقرير منظمة "السلام الآن" الذي تحدث عن زيادة الاستيطان بنسبة 70%، في حين تستمر المفاوضات التي قالت تقارير إعلامية اليوم إنها وصلت إلى طريق مسدود. وقال عريقات في اتصال مع الجزيرة إن "من شأن الخطوة الإسرائيلية تدمير عملية السلام"، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الممارسات. وجاء ذلك في إطار تعليقه على تقرير منظمة "السلام الآن" الذي قال إن عمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية جديدة في الضفة الغربية والشطر الشرقي من القدسالمحتلة زادت بنسبة 70% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من 2012، وأشارت المنظمة إلى أن الأشهر الستة الأولى من عام 2013 أُعلنت فيها البدء في بناء 1708 وحدات سكنية في الضفة الغربية مقابل 995 وحدة في المدة نفسها من 2012. وقالت المنظمة الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن 44% من المستوطنات الجديدة تقع في الجهة الشرقية لجدار الفصل الذي أقامته تل أبيب ويلتهم مساحات من الضفة الغربية، وأضافت أنه من بين الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة 180 وحدة تعد عشوائية، أي لم تحصل على التراخيص الضرورية من السلطات الإسرائيلية. وذكر تقرير للمنظمة أنه تم الانتهاء من بناء 1794 وحدة سكنية ويستمر العمل حاليا في بناء 2840 وحدة سكنية جديدة. من جانبه، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنه "لن يكون هناك حل إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن أبو ردينية قوله إن "الاستيطان كله غير شرعي وفق قرارات الشرعية الدولية". وأشار إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية "لن تقبل أي وجود عسكري إسرائيلي على أراضي دولة فلسطين وخاصة في منطقة الأغوار، ولو لجندي إسرائيل واحد". يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى اليوم الخميس بابا الفاتيكان فرانسيسكو ودعاه غلى زيارة الأراضي المقدسة، وذلك في إطار جولة أوروبية يقوم بها عباس للحصول على دعم مالي وسياسي. طريق مسدود من جانبه كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه من حدود الدولة الفلسطينية، وشدد على ضرورة الوجود العسكري الإسرائيلي في أغوار الأردن باعتبار "أن الأمن مفتاح السلام" لإسرائيل. وأضاف أمس الأربعاء في كلمة ألقاها أمام الكنيست في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين "لا نريد عملاء لإيران في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) كما سبق أن حصل على حدودنا". وجدد مطالبته للفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي"، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع. وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد كشفت اليوم الخميس أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قد وصلت إلى طريق مسدود عقب إصرار حكومة اليمين الإسرائيلية على إبقاء سيطرة إسرائيلية ونشر قوات الجيش على طول غور الأردن، ومعارضة الفلسطينيين لذلك بشدة. دعوة ليفني أما وزيرة العدل الإسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني، فقد دعت حزب العمل إلى الانضمام إلى حكومة نتنياهو من أجل التأثير على القرارات المتعلقة بالمفاوضات لصالح السلام مع الفلسطينيين. وقالت ليفني في تصريحات إذاعية "إذا كان حزب العمل يسعى إلى رفع راية السلام، فإن هذا يتطلب أكثر من مجرد خطاب". وفي غضون ذلك، يلتقي نتنياهو اليوم الخميس وزير الخارجية الأميركي جون كيري في روما ليبحث معه -إلى جانب الملف النووي الإيراني- آخر تطورات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. يشار إلى أن الفلسطينيين والإسرائيليين بدؤوا جولة جديدة يوم الاثنين من المفاوضات التي استؤنفت في يوليو/تموز الماضي برعاية أميركية.