تواصلت معارك عنيفة، أمس، في مختلف أنحاء جنوب السودان، كما أعلن الجيش، فيما نزح عدد من سكان جوبا نحو الحدود الأوغندية بعد مواجهات عنيفة ليلاً في جوبا عاصمة البلاد، وأكدت واشنطن أهمية محادثات السلام المباشرة بين طرفي النزاع، مشددة على الالتزام الأمريكي بالسلام والمصالحة وقيام جنوب سودان موحد وديمقراطي . وقال الناطق باسم الجيش فيليب اغير: إن مواجهات تجري في ولايتي الوحدة والنيل الأعلى في الشمال، مؤكداً أن القوات النظامية تتقدم نحو عاصمتي هاتين الولايتين اللتين سيطر عليهما المتمردون . وأضاف أن الجنود الحكوميين يستعدون لاستعادة السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شمال جوبا . وقال اغير للصحفيين: إن جيش جنوب السودان "يتقدم من القسم الشمالي من بنتيو . وسنحاول تلبية واجبنا الدستوري، عاجلاً أم آجلاً هدفنا هو بنتيو" . وأضاف: "إنها مسألة وقت، إن قواتنا تتقدم نحو بور"، مشيراً إلى أن المتمردين "يدركون أنهم يخوضون حرباً عقيمة" . وقال: إن القوات الحكومية أصبحت على بعد 15 كلم من المدينة . وأقر المتحدث باسم جيش جنوب السودان بأن وحدات حكومية انشقت في جنوب وجنوبي غرب البلاد . وأكد، رغم ذلك، أن الحكومة "تسيطر على معظم أقسام البلاد"، مكرراً القول إن "الوضع تحت السيطرة" . وأضاف: "نحن نقول بثقة للشعب إن جنوب السودان مستقر نسبياً" . وكانت تقارير إخبارية ذكرت أن قوات رياك مشار النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أصبحت على تخوم العاصمة جوبا، مؤكداً أن هدفه هو السيطرة عليها . وأوضح مشار في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" أن مقاتليه استولوا، حتى يوم السبت، على أربع مناطق على تخوم العاصمة، ويتجهون حالياً إلى جوبا، وتابع: "لنا قوات في غرب جوبا، ومن الشرق أيضاً قواتنا تتجه إلى جوبا" . وقال: إن هدف قواته هو "السيطرة على العاصمة" . وسمع دوي انفجارات وتبادل كثيف لإطلاق النار مساء السبت في منطقة توجد بها ثكنة للجيش الشعبي وقريبة من القصر الرئاسي والبرلمان والعديد من الوزارات . وزادت هذه المواجهات في التكهنات حول احتمال انشقاق وحدة أخرى من قوات الرئيس سلفاكير وانضمامها إلى معسكر عدوه نائب الرئيس السابق رياك مشار . لكن الناطق باسم الجيش فيليب اغوير اكتفى بالقول إن الحكومة "تحقق فيما جرى تحديداً" . وقبيل ذلك، أعلن وزير الخارجية الإثيوبي تادروس ادهانوم في أديس أبابا أن "أمنية الجميع" هي في أن تحقق "المفاوضات المباشرة من أجل السلام في جنوب السودان والتي انطلقت رسمياً، نجاحاً" . وأضاف: "جنوب السودان يستحق السلام والتقدم، وليس الحرب . نحن ممتنون تجاه أعضاء فريقي المفاوضين للتقدم الذي تم تحقيقه" . ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، طرفي النزاع إلى تغليب مصلحة بلدهما وعدم استخدام المفاوضات بينهما "للتحايل" بهدف تسجيل مكاسب على الأرض . وقال كيري للصحفيين في القدسالمحتلة: إن "الجانبين بحاجة لأن يضعا مصلحة جنوب السودان فوق كل اعتبار" . وتابع كيري: "إن بدء محادثات مباشرة هو خطوة مهمة جداً، لكنها مجرد خطوة أولى . هناك الكثير للقيام به" . وكانت الخارجية الأمريكية أصدرت بياناً أشارت فيه إلى إعلان بين الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا والمعروفة "إيغاد"، عن إجراء محادثات مباشرة في أديس أبابا بين أطراف النزاع بجنوب السودان . وأشادت بجهود "إيغاد" الحثيثة لجمع هذه الأطراف، معربة عن دعمها لجهود وسيطيها، ورأت أن على الطرفين في جنوب السودان استخدام هذه المحادثات لإحراز تقدم سريع وملموس في مسألة وقف الأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية، وحل وضع المعتقلين السياسيين . (وكالات) الخليج الامارتية