استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم بمكتب سموه في الوزارة أمس الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من الأمور المتعلقة بالتعليم ودور المجلس في هذا الاتجاه، وبحث عدد من الرؤى لترجمة طموحات القيادات والشعوب الخليجية وسعيها إلى ترسيخ العلاقات الأخوية والترابط بين أبناء الخليج ووحدته. وأكد الزياني أن المجلس يعمل الآن على تهيئة الأرضية الصلبة الداعمة للتوجهات الاستراتيجية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، حيث يعد «التعليم» أحد أبرز بوابات التقارب بين الأشقاء، وقد لمسنا الاهتمام بهذا الجانب في اللقاء الذي أقامه المجلس مؤخرًا وجمع أكثر من 800 شاب وشابة حضورًا من دول الخليج ووضعوا التعليم والرياضة في صدارة اهتماماتهم، معربًا عن استعداد المجلس لما يوجه به سموه الكريم في إطار تحقيق أهدافه. وأكد سمو الأمير خالد الفيصل ترحيب الوزارة بأي مبادرات تدفع بعمل المجلس إلى الأمام، مؤكدًا «أن التعليم والرياضة يعيشان معي معظم الوقت» وقال: «إنني على استعداد لدعم الأفكار التي من شأنها تعزيز الدور التعليمي والرياضة، وما زلت أتذكر بسعادة بالغة عندما أطلقنا أول دورة خليجية لكرة القدم، والتي تعُقد اليوم بانتظام وأسهمت في نجاح تجربة الوحدة الخليجية. من جهة ثانية استقبل سموه بمكتبه في الوزارة أمس، أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ونائبه الدكتور فهد السلطان. وأكد ابن معمر أن المركز يضع إمكاناته كافة لخدمة التربية والتعليم، مشيرًا إلى عدة لقاءات وورش عمل مشتركة تمّت سابقًا بنجاح ولله الحمد، وذلك في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، أن «يدخل الحوار في كل بيت وكل مدرسة». وأشار إلى مشروع «تمكين» الذي يعمل على تشجيع الشباب والشابات على التفكير في صنع المبادرات ومساعدتهم على بلورة طموحاتهم بطرائق عملية، وتبصيرهم بآليات تفعيلها، وهو أحد ثمار النجاح مع المجتمع بجميع مؤسساته وأفراده لنشر عوائد الحوار وربطه بالواقع. من جهته أعرب سموه عن شكره على الزيارة، مشيرًا إلى أنه سيعمل على تتمة ما بدأه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم السابق، وقال سموه: إن من حسن الطالع عندما علمت أن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم كان أحد ثمار الحوار في اللقاء الذي أقامه المركز في منطقة الجوف. وأضاف: إن التربية على الحوار واحد من المشروعات الوطنية، وقد كانت لي تجربة ثرية في ملتقى الشباب في مكةالمكرمة الذي يحتضن اليوم أكثر من 600 ألف شاب وشابة من طلبة وطالبات التعليم في المراحل كافة بمن فيها التعليم العام والعالي، حيث كنت أدير المجلس بنفسي، وأحسست بنتائج إيجابية تفوق الوصف من حيث نمو لغة الشباب والرقي في مستوى الحوار وأسلوبه، حيث سادت لغة التفاؤل والأمل وانحسرت ثقافة الشكوى غير المبررة التي وصلت لفئة من الشباب بسبب الفراغ من وجود الحوار العلمي. وأكد سموه أن الشباب السعودي يمتلك إمكانات كبيرة، وقادر على المساهمة بإيجابية إن نحن أحسنا توظيف قدراتهم وتوجيهها، داعيًا المركز إلى أن يتبنى مشروعًا تشترك فيه وزارة التعليم العالي والثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم؛ لإبراز ثقافة التفاؤل والأمل في أوساط الشباب. وفي ختام اللقاء قدّم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لسمو وزير التربية والتعليم التقرير السنوي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، موجهًا الدعوة لزيارة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي يعد أحد المعالم الحضارية السعودية في الخارج. صحيفة المدينة