متابعة - صفاء العبد: تُوّج العنابي بطلاً للنسخة الثامنة من بطولة غرب آسيا لكرة القدم وذلك إثر فوزه على شقيقه الأردني بهدفين نظيفين في المباراة النهائيّة التي جمعت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في خاتمة البطولة التي دامت منافساتها على مدى أسبوعين. شهد المباراة سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اتحاد الكرة والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا. وقام رئيس اتحاد الكرة بمشاركة من الشيخ سلمان والأمير علي بن الحسين بتتويج العنابي بكأس البطولة، والمنتخب الأردني بالميدالية الفضيّة والمنتخب البحريني بالميدالية البرونزيّة. وجاء فوز العنابي هذا ليُكلل نجاحه وتميّزه الكبير في هذه البطولة حيث عزّز ذلك بعرض جميل كان بطله نجم المباراة والبطولة اللاعب خوخي بوعلام بتسجيله هدفي الفوز في الدقيقتين ( 52 و 81 ) من المباراة وهو ما رفع رصيده إلى ستة أهداف ليُتوّج هدافًا لهذه النسخة من البطولة. وقدّم المنتخبان عرضًا ممتعًا خصوصًا من جانب العنابي الذي فرض الكثير من الأرجحيّة منذ الشوط الأوّل رغم انتهائه بالتعادل السلبي. ثم واصل سيطرته وتحرّك بشكل أفضل في الشوط الثاني ليُتوّج ذلك بهدفي الفوز رغم الصحوة الهجوميّة التي ميّزت أداء الأردن خلال هذا الشوط من المباراة التي تكللت بهذا الفوز المستحقّ الذي يتفق مع حقيقة الجهد الطيّب الذي بذله اللاعبون سواء في هذه المباراة أو في البطولة كلها. حذر مع أرجحيّة عنابيّة وكانت البداية قد شهدت الكثير من الحذر الدفاعي من كلا الجانبين غير أنّ العنابي سرعان ما تحرّر من ذلك ليبدأ بممارسة ضغطه الهجومي مبكرًا معتمدًا في ذلك على التنوّع في انطلاقاته الهجوميّة بين العمق والجانبين خصوصًا من خلال التحرّكات النشطة لبوعلام في اليمين وعلي أسد في اليسار الأمر الذي فرض على لاعبي الأردن الكثير من التراجع بحيث وجدنا رباعي الوسط وهو ينضمّ إلى الخلف ليُشكّل كثافة عدديّة في مواجهة المحاولات العنابيّة المتواصلة تلك. دفاعات أردنية متماسكة ويُواصل العنابي ضغطه من خلال وجوده المستمر في ملعب منافسه حيث كان هو الأكثر استحواذًا والأكثر وصولاً إلاّ أنّ دفاعات الأردن كانت متماسكة قبل أن نشهد المنتخب الأردني وهو يبدأ في شنّ محاولاته الأماميّة التي راهن فيها على سرعة صالح فايز وانطلاقاته المستمرّة في الجانب الأيسر وتمريراته نحو رأس الحربة راكان الخالدي إلاّ أنّ الأخير عانى كثيرًا من شدّة الرقابة الفرديّة التي فرضها عليه دامي تراوري ليمنعه من استثمار أي محاولة وهو ما كان يفعله المهدي علي أيضًا داخل الصندوق وقريبًا منه الأمر الذي أفرغ تلك المحاولات الأردنيّة من خطورتها ليبقى مرمى سعود الخاطر في مأمن قبل خروج المنتخبين بالتعادل السلبي من الشوط الأول. شوط ثانٍ وهدف عنابي مبكر ويتواصل ضغط العنابي مع بداية الشوط الثاني حيث كثف من محاولاته واقترب من مرمى الأردن مبكرًا وهاهو بوعلام ينطلق سريعًا بإحدى الكرات لكنّه يتعرّض للدفع عند حدود منطقة الجزاء على يمين المرمى ليحصل على ركلة حرّة نفذها بنفسه ليُصيب المرمى بتسديدة رائعة انتهت على يسار الحارس داخل الشباك لتُعلن عن هدف السبق العنابي في الدقيقة (52). تدخلات موفقة لبلماضي غير أنّ الضغط الأردني الذي كان يبحث عن فرصة التعديل لم يمنع العنابي من أن يستعيد فاعليّته الهجوميّة خصوصًا بعد التدخّل اللسليم للمدرب بإشراكه لويس مارتن وإسماعيل محمد بدلاً من عبدالله عفيفة وعادل أحمد واللجوء إلى الكرات الطويلة التي تسبّبت بشيء من الارتباك في دفاعات الأردن بحيث كان يُمكن أن تنتهي في إحداها إلى داخل المرمى عندما انطلق عادل قبل خروجه بلحظات ليتوغّل سريعًا لكنّه يتلكأ ويتباطأ بطريقة سمحت للدفاع الأردني في تشتيت الكرة من أمامه. بوعلام يجعلها ثنائيّة غير أن التعويض عن ذلك كان سريعًا ومن خلال هجمة سريعة قادها علي أسد مستثمرًا اندفاع لاعبي الأردن وبطء تراجعهم فكان أن مرّر إلى إسماعيل محمد الذي توغّل في الجزاء دون مزاحمة ليُواجه الحارس لكنه اختار أن يُمرّر بكثير من الإيثار إلى زميله بوعلام القريب منه ليُكملها الأخير في المرمى في الدقيقة (81) معلنًا عن ثاني أهداف العنابي وسادس أهدافه في البطولة. جريدة الراية القطرية