متابعة - صفاء العبد : بطش العنابي بالأخضر السعودي والحق به خسارة كبيرة عندما تغلب عليه بأربعة أهداف لهدف ليتأهل رسميا إلى الدور قبل النهائي لبطولة غرب آسيا لكرة القدم بينما ودعها الأخضر في دورها الأول. وفرض العنابي الكثيرة من السيطرة والهيمنة أغلب زمن شوطي المباراة التي جرت مساء امس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في خاتمة منافسات المجموعة الأولى للبطولة .. فمع أن الشوط الأول كان قد انتهى بالتعادل بهدف لهدف إلا أن الأرجحية كانت تصب في مصلحة العنابي الذي كان هو البادئ بالتسجيل من خلال نجم المباراة واللاعب الأفضل فيها بوعلام خوخي (17) قبل أن يرد الأخضر بهدف التعادل الذي كان بمثابة هدية من الحارس سعود الخاطر (31)، قبل أن يعود العنابي إلى الشوط الثاني ليترجم أرجحيته إلى ثلاثة أهداف أخرى سجلها في غضون سبع دقائق فقط وجاءت عن طريق بوعلام أيضا (55) ثم عادل احمد في الدقيقتين (57 و 62). وبهذا الفوز يكون العنابي قد تصدر مجموعته الأولى بالدرجة الكاملة وهي ست نقاط بينما تجمد رصيد المنتخب السعودي عند نقطة واحدة ليتراجع إلى المركز الثالث والأخير خلف منتخب فلسطين الثاني بفارق الأهداف والذي كان قد ودع البطولة هو الآخر. ووفقا للائحة البطولة فإن العنابي سيواجه صاحب أفضل مركز ثاني في المجموعات الثلاث خلال الدور نصف النهائي يوم السبت المقبل. بداية حذرة من الجانبين وجاءت المباراة حذرة من كلا الجانبين في دقائقها الأولى حيث طغى التوجس على تحركات اللاعبين وغابت اللمحات الفنية مع تشديد سعودي واضح على الشق الدفاعي الذي ركز كثيرًا على الرقابة الفردية وخصوصا مع عادل احمد الذي عاني كثيرًا من ملازمة قلب الدفاع السعودي عبدالله الحافظ. غير أن العنابي سرعان ما تخلص من حالة التوجس تلك ليبدأ تحركاته الأمامية بطريقة منظمة معتمدا في ذلك على سرعة وحيوية خوخي بوعلام في اليسار وعلي اسد في اليمين وكلاهما اسهما بدور مهم جدا في الضغط على دفاعات الاخضر بينما نشط كريم بوضيف وعبدالعزيز حاتم ومن خلفهما لويس مارتن في الارتكاز وبطريقة رجحت فيها الكفة العنابية في منطقة العمليات. فرصة عنابية ضائعة وكانت التحركات تلك قد أثمرت عن أكثر من محاولة جيدة للعنابي كان من بينها تلك التي لعب فيها عبدالعزيز حاتم كرة ثابتة من بعيد ارتدت من يد الحارس فحاول دامي تراوري المتوغل إكمالها في المرمى لكنه لم يحسن التوقيت لتضيع منه فرصة ممكنة جدا للتسجيل عند الدقيقة الخامسة عشرة من المباراة. بوعلام يعوض بهدف السبق غير أن خوخي بوعلام سرعان ما تمكن من التعويض عن تلك الفرصة بتسجيل هدف السبق عقب دقيقتين فقط من خلال كرة ذكية جدا لعبها تراوري من بعيد لينطلق بها بوعلام ويراوغ المدافع عبدالله الحافظ ويسدد في المرمى ويضع العنابي في المقدمة عند الدقيقة (17) من اللقاء. خطأ للحارس وهدف سعودي ورغم أن العنابي كان هو الأخطر والأكثر استحواذا على الكرة ووصولا إلى المرمى إلا أن المنتخب السعودي نجح في استثمار أول فرصة جادة له ليحولها إلى هدف عند الدقيقة (31) وكان ذلك من خلال كرة عرضية من الجانب الأيسر أخطأ الحارس سعود الخاطر في التعامل معها ليخطفها محمد مجرشي برأسية أصاب بها المرمى ليعيد للمباراة توازنها. عادل يهدر فرصتين وفي الحقيقة فإن العنابي ظل هو الأرجح في الدقائق التالية من هذا الشوط ونجح في تهديد المرمى السعودي مرتين متتاليتين في ست دقائق الأولى من كرة عادل احمد التي سددها من مشارف الجزاء لتمر من جانب القائم والأخرى من خلال تلك التمريرة العرضية الرائعة التي لعبها عبدالعزيز حاتم من أقصى اليسار إلى عادل احمد المواجه للمرمى داخل منطقة الستة إلا أن الأخير يخفق في الجزء الأسهل من تلك المحاولة عندما سمح للكرة في أن تمر من عنده وهو في وضع قابل للتهديف بكل سهولة. ثلاثية عنابية بسبع دقائق ويعود العنابي إلى الشوط الثاني ليتلاعب بالأخضر بطريقة استعراضية فارضا الكثير من الهيمنة وهو يتحرك بخطورة كبيرة في ملعب السعودية وقريبا من مرماه فضاعت من علي اسد فرصة ممكنة في أول دقيقة إلا أن التعويض كان رائعا وبثلاثة أهداف متتالية سُجلت في سبع دقائق فقط كان الأول من خلال هجمة سريعة في الجانب الأيسر انتهت فيها الكرة عند بوعلام داخل الجزاء ليسدد قذيفة صاروخية أصابت سقف المرمى السعودي عند الدقيقة (55) لتعلن عن ثاني أهداف العنابي .. ولم تمض سوى دقيقتين فقط حتى يعود بوعلام ليقود هجمة جميلة مرر فيها الكرة إلى عادل احمد الذي أكملها في المرمى عند الدقيقة (57). ويواصل العنابي سيطرته الاستعراضية بينما انهمك الأخضر في المهمة الدفاعية وسط حالة من ارتباك التي تسببت بالعديد من الأخطاء وهو ما استثمره العنابي مرة أخرى ليسجل هدفه الرابع من خلال تمريرة عرضية من الجانب الأيمن لعبها محمد موسى إلى الجانب الآخر ليكملها عادل احمد في المرمى عند الدقيقة (62 ). ومع أن المنتخب السعودي كان ينشط بين حين وآخر بحثًا عن فرصة تقليص الفارق إلا أن العنابي ظل مهيمنا بتحركاته المنظمة وبترابط خطوطه وبتركيز لاعبيه رغم انه اختار أن يميل إلى الهدوء في الدقائق الأخيرة بعد أن ضمن الفوز والانتقال إلى الدور قبل النهائي بينما فرض على الأخضر مغادرة البطولة في دورها الأول.