متابعة - بلال قناوي : أوقع جمال بلماضي مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم منافسه حسام حسن مدرب الأردن في الفخ الذي نصبه له في الشوط الثاني ، ونجح في حسم المباراة النهائية لغرب آسيا وفي حسم اللقب لصالح منتخبنا الذي توج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. فخّ ( بلماضي ) بدأ من الشوط الأول بعدم المغامرة الهجومية على عكس المتوقع ، وسار بهدوء وبخطى ثابتة في الشوط الأول وحاول الوصول إلى المرمى دون إهمال الدفاع. واكتمل الفخّ العنابي الذي نصبه بلماضي لحسام حسن بتغيير الإستراتيجية من التحضير والتنظيم في الوسط إلى الكرات الأمامية التي ساهمت في الهدف الأول الذي غيّر مجرى المباراة وتغيرت معه إستراتيجية العنابي إلى الدفاع القوي والهجوم المرتد الخاطف. الهدف العنابي أجبر الأردن على التخلي عن الحذر الدفاعي والتحول للهجوم ، وبسببه أجرى بلماضي تغييرين أعادا الكفة لصالح منتخبنا فسجل الهدف الثاني وهدف الحسم للمباراة والبطولة واللقب يمكن القول إن الشوط الأول كان بمثابة جس نبض من جانب جمال بلماضي الذي ربما توقع الطريقة الدفاعية للمنتخب الأردني ، ولم يشأ المغامرة بالاندفاع الهجومي تحسبا للهجمات الاردنية المرتدة التي اعتمد ولجأ اليها حسام حسن مدرب النشامى . حاول بلماضي سحب الفريق الاردني خارج ملعبه وفك تكتله الدفاعي وإيجاد ثغرات يمكن النفاذ منها الى المرمى ، لكن المهمة في الشوط الاول كانت صعبة خاصة أن حسام لم يلجأ للطريقة الدفاعية فقط ، بل لجأ الى مصيدة التسلل للحد من خطورة وسرعة الثنائي عادل احمد وبوعلام خوخي وإبعادهما قدر الإمكان ولأطول فترة ممكنة عن منطقة الجزاء . وزاد مهمة العنابي صعوبة بسبب الرقابة الفردية التي فرضها حسام حسن على بعض نجوم العنابي خاصة بوعلام وعلي أسد . بداية الشوط الاول شهدت ضغطا هجوميا عنابيا من أجل خطف هدف مبكر وهو ما لم يتحقق بسبب تصدي الحارس الاردني لهذه المحاولات ، وبسبب التكتل الدفاعي الاردني . وهدأ العنابي بعد البداية السريعة والقوية حتى لا يفرط مبكرا في لياقته وفي قوة لاعبيه ، وبدا الاعتماد على أسلوبه المعتاد وعلى الانطلاق عبر الظهيرين خاصة الأيسر خالد المفتاح لفتح الثغرات في الدفاع الاردني ، وفي المقابل حاول النشامى تخفيف العبء الكبير على دفاعهم من خلال شن بعض الهجمات ومن خلال نقل الكرات وبسرعة من ملعبهم الى ملعب منتخبنا . كعادته تحول بلماضي الى الهجوم في الشوط الثاني ، وكعادته لجأ الى السرعة والى الكرات الأمامية بعيدا عن التحضير في الوسط حيث التكتل الدفاعي . وبنفس السيناريو وربما بنفس الأسلوب وفي نفس الدقيقة نجح بلماضي في الوصول الى مرمى النشامى من كرة أمامية مررها دامي الى خوخي وحصل بها على خطأ في نفس المكان الذي اعتاد على التسجيل منه ، خارج منطقة الجزاء جهة اليسار ، وسددها بنفس الأسلوب في الزاوية اليسرى البعيدة ليهز الشباك وليجبر المنتخب الاردني على الخروج من ملعبه والتخلي عن الطريقة والتكتل الدفاعي. بمجرد تقدم العنابي بالهدف الاول تحول الفريق الاردني الى الهجوم وبأكبر عدد من اللاعبين حيث تواجد النشامى في ملعب منتخبنا بأعداد أكثر بكثير من الشوط الاول ، وسنحت بالتالي أول فرصة محققة للفريق الاردني من كرة عرضية وصلت على رأس صالح الجوهري سددها فوق العارضة وبعد 9 دقائق من هدف منتخبنا . على غير عادته اضطر بلماضي لتغيير دفاعي في الوسط بعد أن تفوق المنتخب الاردني هجوميا ، وقد شعر مدرب العنابي بتراجع الوسط فدفع بلاعبه جونيور بدلا من عبد الله عفيفة لاستعادة التوازن وإنهاء التفوق الاردني الذي سيطر على مجريات المباراة بعد اندفاعه الهجومي. التغيير الثاني لجمال بلماضي كان هجوميا لتنشيط هجوم الفريق باشتراك اسماعيل محمود بدلا من عادل احمد ،ودفع بلماضي باسماعيل من أجل تنشيط الهجوم ومن أجل ايضا استغلال الاندفاع الهجومي للفريق الارني والذي ترك مساحات خالية في ملعبه . كانت مشاركة اسماعيل محمود مشاركة جيدة وإيجابية وساعدت منتخبنا على العودة الى أجواء المباراة والى الهجوم من جديد بعد أن تراجع لفترة للدفاع من أجل الحفاظ على هدف التقدم . وأثمرت مشاركة اسماعيل بانطلاقته وسرعته في تهديد المرمى الاردني وساهمت في النهاية بالهدف الثاني لخوخي الذي حسم المباراة والنهائي واللقب للمرة الأولى في تاريخ الكرة القطرية. جريدة الراية القطرية