أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة الصحة بدبي، أن أسس التطوير والتحديث التي تنتهجها الدولة، والحرص على مواكبة التطور العلمي بكل مجالاته، كان لهما بالغ الأثر في وضع البحث العلمي الطبي ضمن الأولويات على مستوى الدولة، بهدف إثراء النهضة الصحية، والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية وتطويرها. وقال سموه في كلمة ألقاها نيابة عنه معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة، في افتتاح المؤتمر الأول للأمراض السارية غير المعدية في فندق إنتركونتننتال فيستيفال سيتي، بحضور الدكتور علاء علوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وأكثر من 950 طبيباً من مختف دول العالم، إن جهود الدولة مستمرة في تطوير جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية، والاستفادة من العلوم والمعارف الحديثة والتقنيات العصرية، إذ تولي القطاعات الصحية العاملة في الدولة هذه الجوانب اهتماماً كبيراً، من خلال إقامة ورعاية وتشجيع المؤتمرات العلمية والمتخصصة في المجال الصحي التي تعد فرصة جيدة لتبادل الأفكار والخبرات بين العلماء والمتخصصين. وقال سموه إن انعقاد هذا المؤتمر يؤكد التعاون بين مختلف المؤسسات الطبية في الدولة وخارجها، لمتابعة البحوث العلمية والتطورات الطبية في كيفية التصدي للأمراض غير السارية، وخفض معدلات الإصابة بأمراض خطرة ومزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها، خدمة للعلوم الطبية وللمجتمع كله. وبدوره، أكد الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة حمدان للعلوم الطبية رئيس المؤتمر، أهمية المؤتمر الذي يقام أول مرة على مستوى الشرق الأوسط، لمناقشة الاستراتيجيات الدولية والإقليمية والمحلية، للتعامل مع خمسة أمراض مزمنة، تتشارك في ما بينها في عوامل الخطورة المسببة لها، كما أن الإصابة بإحدى هذه الأمراض يزيد من احتمالات الإصابة بالآخر، وهي أمراض السكري والقلب والسرطان والكلى وأمراض الجهاز التنفسي. تعاون مشترك وأوضح أن المؤتمر يعد إحدى ثمار التعاون المشترك بين جائزة حمدان الطبية، والعديد من المؤسسات الصحية بالدولة، المنوط بها التعامل مع الأمراض المزمنة غير السارية، وهي وزارة الصحة الإماراتية، وهيئة الصحة بدبي، وهيئة الصحة بأبوظبي، إلى جانب أربع جمعيات طبية إماراتية، هي جمعية الإمارات للسكري، وجمعية القلب الإماراتية، وجمعية أمراض الكلى، وجمعية الإمارات لأمراض الجهاز التنفسي، وقسم خدمات الأورام بمستشفى المفرق. وأشار الدكتور الخاجة إلى أن الدولة تمتلك بنية تحتية متميزة، كان لها عظيم الأثر في تحقيق إنجازات مهمة في مجال التصدي للأمراض المزمنة غير السارية، وطبقاً للأرقام والإحصاءات، فقد تقلصت، على سبيل المثال، نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابات القلبية في مشافي الدولة من 30%، منذ ثلاثين عاماً، إلى ما بين 2 و3% في وقتنا الحالي، ولكن على الرغم من ذلك، لا تزال هذه الأمراض هي المتسبب الرئيس في حدوث 67% من إجمالي الوفيات بالدولة، وهنا ينبغي أن أشير إلى أنه في ما يتعلق بالأزمات القلبية وتداعياتها، بإمكاننا خفض نسبة الإصابة بها بواقع 70-80%، لا سيما لدى صغار السن، بما يساعدنا على خفض معدلات الإصابة بالأمراض غير السارية الأخرى، والحد من الوفيات الناجمة عنها. وقال الدكتور الخاجة «لقد آن الأوان ألا تقتصر استراتيجياتنا الصحية على تطوير الخطط التشخيصية والعلاجية لهذه الأمراض، بل يجب أن تمتد لتفعيل الخطط الوقائية من مسبباتها، وذلك لن يتحقق إلا من خلال تضافر جهود كل المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والصحية في الدولة، وتفعيل الخطط التي من شأنها تقليص معدلات استهلاك التبغ، والاهتمام بتناول الغذاء السليم وممارسة النشاط البدني، وبالأخص لدى الجيل الناشئ». وقال إن البرنامج العلمي للمؤتمر الذي سيمتد على مدى اليومين المقبلين، يتضمن ست جلسات علمية، و26 محاضرة، إلى جانب خمس ورش عمل حول العديد من الموضوعات المهمة في هذا المجال. وقاية قال الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إن المجموعات الأربع الرئيسة للأمراض غير السارية؛ وهي أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، والأمراض التنفسية المزمنة، والسكري، تسبب ما يزيد على ٪60 من إجمالي الوفيات، يقع منها ٪80 في الأقاليم النامية، وهناك نسبة كبيرة من الوفيات بسبب الأمراض غير السارية، تكون مبكرة ومن الممكن الوقاية منها. البيان الاماراتية