القدس المحتلة (وكالات) - أعلنت إسرائيل أمس عن عطاءات لبناء وتسويق مئات الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة وراء الخط الأخضر، بعد أيام معدودة من مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة لدفع جهود السلام. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الخطوة الإسرائيلية بأنها رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى كيري بعدم العودة إلى المنطقة، فيما كشفت تسريبات صحفية أن نتنياهو سيرفض إدراج قضية القدس في مباحثات الاتفاق الإطاري، حتى لو أدى ذلك إلى نسف مباحثات السلام. ونشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية خططا لبناء 1076 وحدة سكنية في القدس الشرقية و801 وحدة في الضفة الغربية مساء أمس الأول. وقال المتحدث باسم منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية ليو إميحاي إن «بعض الوحدات ستبنى في مستوطنتي إفرات وأرييل بالضفة، وستبنى بقية الوحدات في أحياء رامات شلومو وراموت وبيسغات زئيف في القدس الشرقية». ويقيم نحو 350 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات بالضفة و200 ألف آخرين في أحياء استيطانية بالقدس الشرقية المحتلة. كما أعادت الوزارة طرح مناقصات لبناء ما يصل إلى 582 وحدة سكنية إضافية في القدس الشرقية لم يتقدم أحد بعروض لها. وقال ياريف أوبنهايمر أمين عام منظمة «السلام الآن» في بيان إن «تلك العطاءات الأخيرة يمكن أن تؤدي لانهيار محادثات السلام وتدمر جهود كيري». وغادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الشرق الأوسط مطلع الأسبوع بعد 4 أيام من المحادثات المكثفة لم تسفر عن أي تقدم. وكانت أميركا والاتحاد الأوروبي، طالبا إسرائيل بالامتناع عن إعلان أي خطط استيطانية خلال مرحلة مفاوضات السلام الجارية. وكان كيري أعلن مرات عدة أن واشنطن تعتبر الاستيطان «عملاً غير مشروع». وكان استمراره سبباً رئيسياً لتوقف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في أكتوبر عام 2010، حتى استئنافها في يوليو الماضي برعاية أميركية، على أن يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين في غضون 9 أشهر من انطلاقها. وحذر الفلسطينيون من قبل أكثر من مرة أن أي توسعة للمستوطنات الإسرائيلية في أراض يطالبون بإقامة دولتهم عليها تنسف معنى محادثات السلام. وعلق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس على قرارات الحكومة الإسرائيلية بقوله «إن قرارات البناء الاستيطاني الجديدة رسالة من نتانياهو إلى كيري بعدم العودة إلى المنطقة لمواصلة جهوده في محادثات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية»، مشيراً إلى أنه «كلما كثف كيري جهوده وقرر العودة للمنطقة كلما زاد نتانياهو من تدمير عملية السلام». وأكد عريقات أن نتانياهو بهذا التوسع الاستيطاني الأخير وجه «ضربة قاصمة لعملية السلام»، معتبراً أن بناء مئات الوحدات دفعة واحدة يعد «حربا على القانون الدولي والشرعية الدولية»، مضيفا «أن جرائم إسرائيل ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، وتابع أنه «آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها». وشدد عريقات على أن «التوجه للمؤسسات الدولية وتفعيل المواثيق الدولية وانضمام دولة فلسطين إليها كافة أصبح خيارا يجب اللجوء إليه لمساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد القانون الدولي». كما أدانت الرئاسة الفلسطينية قرارات الاستيطان، وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن «القرار يدلل على استمرار التعنت الإسرائيلي في تعطيل الجهود الأميركية التي تهدف إلى إنشاء مسار يؤدي إلى إقامة سلام مبني على أساس حل الدولتين». من جانبه، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تضم حكومته أحزابا مؤيدة للمستوطنين عن التوسعات الأخيرة قائلا إنها تتم في مستوطنات ستحتفظ بها إسرائيل في أي اتفاق سلام مستقبلي. كما كشفت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية أمس أن نتنياهو رفض إدراج قضية القدس في نطاق «اتفاق إطاري» الذي يعمل على بلورته وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقالت الصحيفة إن مسؤولين إسرائيليين كبار أكدوا لها ذلك. و نقلت عن أحدهم قوله إن نتنياهو لن يوافق على أي وثيقة يرد فيها ذكر إقامة عاصمة فلسطينية على أي مساحة من أراضي القدس، حتى لو أدى ذلك لتفجير المباحثات الجارية حول «الاتفاق الإطاري». ... المزيد الاتحاد الاماراتية