لم تتفق المعارضة التي اجتمعت في إسبانيا أمس على حضور "مؤتمر جنيف 2"، فيما أوقعت المعارك الدائرة منذ أسبوع بين مقاتلي المعارضة وعناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) نحو 500 قتيل، بينهم 85 مدنياً و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من "داعش"، مع تواصل الاشتباكات في حلب (شمال) وإدلب (شمال غربي) والرقة (شمال) وحماة (وسط)، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى من "أعدم على يد الدولة الإسلامية" وهم 21 مدنياً و21 مقاتلاً في حلب، ونقل عن مصادر طبية ومحلية أن من بين قتلى "الدولة الإسلامية" 47 عنصراً جرى إعدامهم بعد أسرهم من كتائب مقاتلة ومسلحين، في جبل الزاوية بريف إدلب، وبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت عدة أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة إلى قصف جوي من قبل قوات النظام، وقال المرصد إن 45 على الأقل من المعارضة حوصروا وقتلوا في حمص الأربعاء ليلاً وصباح الخميس، بينما كانوا يحاولون شن عملية لفك الحصار عن حمص . ودعت فصائل عدة من المعارضة السورية اجتمعت للمرة الأولى أمس في قرطبة (إسبانيا)، إلى تشكيل ائتلاف جديد، لكنها لم تتوصل إلى اتفاق بشأن من سيشارك في محادثات السلام "جنيف 2"، أو ما إذا كانت ستشارك فيها من الأساس، وكان دبلوماسيون يأملون أن يحشدوا مجموعة أشمل خلال اجتماع قرطبة، وقال المتحدث باسم الاجتماع يحيى العريضي إن إعلاناً ختامياً يقترح إنشاء لجنة للتنسيق بين جماعات المعارضة هدفها النهائي عقد مؤتمر وطني يشارك فيه نحو ألف شخص، وأضاف أن الهدف هو العثور على الأشخاص الذين يتحدون حول هدف مشترك رغم اختلافاتهم، وتابع إن اللجنة الجديدة لن تكون كياناً سياسياً في تلميح إلى أنها لن تحل محل الائتلاف الذي تعتبره دول عربية وغربية المعارضة الرسمية . وكرر الإعلان الذي اطلعت رويترز على جزء منه شرط المعارضة الذي تطرحه منذ فترة طويلة وهو أنه يجب أن تؤدي محادثات "جنيف 2" إلى تشكيل إدارة انتقالية لسوريا لا يلعب فيها الرئيس السوري بشار الأسد أي دور، وشهد الاجتماع جلوس أعضاء الائتلاف للمرة الأولى مع شخصيات من المعارضة ما زالت مقيمة في دمشق وتدعو لإجراء إصلاحات . وشارك في اجتماع قرطبة أعضاء في جماعات معارضة إسلامية، ولم تحضر جماعتان رئيسيتان رسمياً وهما الكيان الرئيسي للمعارضة في الداخل المعروف باسم هيئة التنسيق الوطنية وتحالف لجماعات إسلامية يعرف باسم "الجبهة الإسلامية"، وقال العريضي إن حلفاء للجبهة حضروا . وقالت هيئة التنسيق الوطنية إنها رفضت الحضور نظراً لدعوة اثنين فقط من أعضائها، بعدما كانت تخطط لإرسال من 10 إلى 15 عضواً . الخليج الامارتية