بعد أن كان يلعب بأزقة حواري مكةالمكرمة، رسم الزلزال الكروي كما يسمونه بالإعلام السعودي ناصر الشمراني لاعب نادي الهلال الحالي طريقه للمجد من أوسع الأبواب ليصبح تاريخيا الهداف الحامل للمرتبة الثانية بعد الأسطورة ماجد عبدالله من ناحية تسجيل الأهداف والحصول على لقب هداف الدوري السعودي. ماجد عبدالله استطاع تسجيل 189 هدفا، سجلها في 166 مباراة لعبها في مسابقة الدوري السعودي طوال أكثر من ثمانية عشر عاماً لعبها مع ناديه النصر، لكن الزلزال الصغير والذي لعب لثلاثة أندية هي الوحدة والشباب قبل ان يستقر مع فرقة الجابر الهلالية حالياً، يسير لتحطيم هذا الرقم التاريخي ويتميز أنه حقق لقب الهداف مع كل ناد ارتدى قميصه في سابقة لم تحدث بالملاعب السعودية وربما العربية، إذ حقق لقب الهداف أربع مرات منها اثنتان بالاشتراك مع لاعبين آخرين ، حيث سجل 122 هدفا في 186 مباراة حتى الآن. وبالعودة إلى حكاية الزلزال الشمراني الذي اشتهر أيضاً بحركة الرد على "التليفون" عندما يسجل هدفا فهي أقرب إلى الخيال، إذ كان احتياطيا قبل أن يبزغ نجمه بخجل على اعتبار أن فريق الوحدة كان يملك مهاجما أخذ الأضواء وهو عيسى المحياني الذي انتقل للهلال. قبل أحد كشافي اللاعبين فكرة تعاقد فريق الشباب مع الشمراني الذي كان هداف الوحدة القابع تحت الأضواء، وبرغم ان نصائح البعض كانت تتجه لعدم مناسبة الصفقة على اعتبار ان الزلزال لا يؤدي التدريبات بشكل احترافي، إلا أن واقع الانتقال كشف أنه إحدى أنجح الصفقات التاريخية لنادي الشباب فقد خطف لقب هداف الدوري مرتين متتاليتين قبل ان يتوج مشاركاته بكل البطولات بتحطيم الرقم مائة في سجل العدد التهديفي وهو رقم مخيف وتاريخي. سيئ الحظ المفارقة التاريخية ان الزلزال الشمراني لم ينل حظه دولياً فبقي احتياطياً بصفوف منتخب بلاده مع المدرب ناصر الجوهر، بل تخطى الأمر ليستبعده بعد أن ضاق ذرعاً من جلوسه على دكة الاحتياط وهو هداف الدوري وكأنه يقول : أنا اسجل وغيري يلعب أساسيا..!! وفي عهد المدرب الهولندي ريكارد لعب الشمراني مباريات متقطعة ولم يأخذ فرصته الدولية إلا في الآونة الأخيرة برغم تهديفه القوي محليا وهو الأمر الذي حير كل نقاد الإعلام. نقطة التحول بدأت عندما حدث خلاف بينه وبين المدرب الشبابي ميشيل برودوم وصل حتى التحدي أثناء المباريات وأمام عدسة التلفزيون، لتصل رحلته مع الشباب إلى نهايتها بالانتقال الى الهلال في صفقة تاريخية. اليوم يعتبر الشمراني اللاعب المحلي الأول تهديفيا وينافس على لقب الدوري السعودي مع قميص الهلال ب 12 هدفاً بالتساوي مع زميله البرازيلي تياجو نيفيز وللأمانة فقد أنقذ الشمراني بأهدافه المدرب سامي الجابر من مطبات كثيرة خاصة أمام الفرق الصغيرة التي تستأسد أمام الزعيم. حكاية تعتبر حكاية الشمراني المثيرة محليا والمختفية دوليا هي سلسلة من المتغيرات الكروية التي عاشها نجم وهداف تاريخي ربما يحطم رقم الأسطورة ماجد عبدالله إذا ما سار على نهجه التهديفي، وخلا من الإصابات والأكيد ان الشمراني صنع من نفسه اليوم إسماً تاريخياً من الصعب ان يتكرر، لا سيما وأنه لايزال بكامل أناقته التهديفية. البيان الاماراتية