يبلي لاعب الهلال السعودي ومديره الكروي السابق سامي الجابر بلاء حسنا في مهمته الجديدة مع نادية كمدير فني للفريق الأول، في أهم محطة في حياته الكروية الحافلة والمليئة بالانجازات مع ناديه ومنتخب بلاده تجاوزت 44 إنجازا .. ففريقه يتصدر الدوري المحلي بأربعة انتصارات متتالية، وهو المدرب الوحيد الذي لم يفقد فريقه نقاطا في دوري "جميل" كما أنه المدرب الوطني الوحيد فيه. وتعززت فرصه أكثر بعد الفوز الأسطوري الذي حققه مع فريقه البارحة في الجولة الأخيرة من الدوري على منافسه "الاتحاد" في كلاسيكو الكرة السعودية 5-2، في مباراة لا تتكرر كثير في الدوري السعودي.. وبات كل من شكك في قدرة الجابر على قيادية الهلال صامتا لا يجد ما يقول. وتصدرت صورة الجابر وهو يقفز فرحاً صفحات الصحف الرياضية اليوم، وربطت معظمها في عناوينها بين الفوز وبين الجابر كقرينين قديمين، بل مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" حفلت بموشحات من المديح في المدرب الهلالي الذي كان صانع فرح لجماهيره حين كان لاعباً، وتسابق المغردون و"الفيسبوكيون" على بث صوره وهو يحتفل بالاهداف الخمسة على طريقته "المورينهويه". وبدأ الجابر مهمته الأولى مدربا للهلال بالفوز على العروبة الضيف الجديد لدوري المحترفين3-صفر، كما هزم الاتفاق في الدمام 3-1، وألحق بالفيصلي في المجمعة بالنتيجة نفسها، قبل أن يتألق لاعبوه ويمطروا شباك الاتحاد بخمسة أهداف لا مثيل لها في أقوى وأهم مباريات دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين حتى الآن .. وكان قبلها في فترة الإعداد توج مع الهلال ببطولة العين الدولية وفاز على الوداد البيضاوي المغربي. ويعول الهلاليون كثيرا على أسطورتهم الكروية .. فهو يتميز بالذكاء الرياضي الفطري والقدرة على تطوير ذاته .. وبرهن خلال مباراتين قاد فيهما الهلال كمدرب في الموسم قبل الماضي أمام الاتحاد والأهلي أنه قادر على قيادة الهلال للفوز، وهو ما يترجم مقولة المدرب البلجيكي غيرتس: "الجابر خطر على أي مدرب لأنه يتميز بالذكاء الكروي النادر". ومنذ ذلك الحين قرر الجابر أن طموحه لم يكن العمل كمدير كروي بل العمل وسط الملعب، فبدأ في تطوير نفسه كمدرب بالحصول على الرخصة الدولية (A)، ثم بالعمل كمساعد للمدرب غور في اوكسير الفرنسي لمدة عام ليعود للهلال. وقاد الجابر صفقات الهلال بالتعاقد مع الزلزال ناصر الشمراني وإعادة البرازيلي المميز تياغو نفيز، إضافة لعادل هرماش .. والكوري تشو سونغ هوان، والأكوادوري الدولي كاستلو. اللعب بالنار يعلم الجابر أنه يراهن بتاريخه الرياضي المميز بقيادة الهلال مدربا .. ولكنه شديد الثقة بنفسه وهو يتحدث عن عمله ورضاه عن المجموعة الجديدة التي تعمل معه .. ويثق الهلاليون كثيرا بالجابر الذي قادهم للفوز ب 36 بطولة 30 منها كلاعب والست الأخيرة كمدير للكرة. ويؤكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد ل "العربية.نت" أن الجابر يملك كل مقومات المدرب المثالي "من يقول أن سامي الحابر صغير السن هو لا يفقه في عالم الكرة .. كبار المدربين الآن هم صغار السن، فالخبرة لم تعد في كبر السن والتجارب، ولكن في استغلال تلك التجارب والذكاء الكروي".. ويضيف: "سبق للجابر وأن تدرب على يد كبار المدربين، وبالتالي هو استفاد منهم وقوي مخزونه الفكري وأنا واثق من نجاحه .. وفوز الهلال على الاتحاد 5-2 يؤكد ذلك". اختار الجابر الطريق الصعب ولم يركن لمعاصرته لكبار المدربين بل سعى لتطوير قدراته كمدرب من خلال حصوله على رخصه التدريب (A) التي نالها من لندن .. ثم تحول ليتدرب في نادي اوكسير الفرنسي في الموسم الماضي. وبحسب مراقبين فان سامي اعتاد على النجاح في كل تجربه يخوضها، فهو لا يعرف معنى الفشل لأنه قدم كل ما لديه بإخلاص. نجم لا يقارن ويعتبر سامي الجابر لاعبا مهما في تاريخ الكرة السعودية لأنه كان عنصرا مشاركا هاما في أبرز الإنجازات السعودية .. بدءا من الفوز بكأس العالم للناشئين عام 1998 (شارك كلاعب احتياطي لصغر سنة) .. ثم ساهم في قياد المنتخب السعودي الأول للتأهل لكأس العالم أربع مرات، والفوز بكأس آسيا عام 1996، والمركز الثاني عامي 1992 و2000.. والفوز بكأس الخليج ثلاث مرات. وكان الجابر قد قرر الابتعاد عن المنتخب عام 2002 بعد نكسة ألمانيا، ولكنه عاد بطلب من المدرب كالديرون في عام 2005 ليقود المنتخب للتأهل لمونديال 2006، ويخوض بطولته العالمية الرابعة كواحد من اللاعبين النادرين الذين شاركوا في أربعة نهائيات لكأس العالم، كما سجل اسمه كأحد اللاعبين القلائل الذي سجلوا في ثلاثة نهائيات لكأس العالم، بعد أن زار شباك المنتخب المغربي في مونديال 1994 وشباك منتخب جنوب إفريقيا في مونديال 1998 وشباك تونس في مونديال2006. كما يعتبر الجابر هو هداف الكرة السعودية في كأس العالم إثر تسجيله 16 هدفا في تصفيات ونهائيات كأس العالم .. وهو اللاعب العربي الوحيد الذي سجل في ثلاثة نهائيات لكأس العالم. تجربة إنجليزية .. وأُمنية آسيوية عالمية نجح الجابر كلاعب في الدوري السعودي وقاد الهلال للفوز ب 30 بطولة كلاعب، وهو رقم يتجاوز بطولات أربعة أندية مجتمعة. وخاض الحابر تجربة احترافية قصيرة مع نادي ولفرهامبتون الانجليزي عام 2000، وكان من أوائل لاعبي الخليج الذين احترفوا في أوروبا، والأول في الدوري الإنجليزي سابقا العماني علي الحبسي بأكثر من عقد .. ولكن التجربة لم تطل لرغبة الهلاليين في عودته لصفوفهم. ويعول الهلاليون كثيرا على سامي في تحقيق بطولة آسيا التي حدث بينها وبين الهلال قطيعة طويلة الأجل، كانت سببا في حرمان الفريق الأزرق من التأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية.