أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه لن يكون هناك سلام مع "إسرائيل" من دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، مجدداً رفض الاعتراف بما يسمى "يهودية الدولة" . وقال عباس خلال لقائه وفداً شعبياً من القدس، في رام الله إنه "من دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين لن يكون هناك سلام"، مضيفاً "سمعت أنهم يرفضون ذكر القدس في أي محادثات أو مفاوضات، فليقولوا ما يقولون، ما لم تكن القدس مذكورة بالقلم العريض الواضح أنها عاصمة دولة فلسطين فلن يكون معهم سلام وليسمعوا هذا"، في إشارة لتصريحات رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو التي قال فيها إنه "لن يقبل التفاوض على القدس" . وتابع "إن مدة المفاوضات 9 أشهر، وبعدها نحن أحرار فيما نفعل، المدة ليست مفتوحة بل محددة، وموقفنا المجمع عليه ليس سراً وكتبنا فيه رسائل، وغداً هنالك اجتماع للجنة المتابعة العربية مع جون كيري، وسيتم إبلاغه أن القدسالمحتلة عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخول أن يوقع"، وأوضح أن "القدس ليست أبو ديس، لكن أبو ديس جزء من القدس، وكلامنا مفهوم لأننا نسمع كلاماً كثيراً حول العاصمة هنا وهناك، العاصمة في القدس وما حولها، العاصمة في القدس التي احتلت عام 1967" . وجدد عباس رفض الاعتراف بما يسمى يهودية "إسرائيل"، قائلاً "هذه قصة لم نسمعها في الماضي إلا منذ سنتين، إذا لم تعترفوا بيهودية الدولة فلا حل، ولن نعترف، ولن نقبل ومن حقنا ألا نعترف، لدينا حجج كثيرة وأسباب كثيرة تمنعنا من ذلك وقدمناها إلى "إسرائيل"، مصيبتهم معنا أننا نعرف عنهم أكثر منهم ونعرف التاريخ والجغرافيا، وما نعرفه نتكلم به، كل شيء نحفظه ولن نقبل بيهودية الدولة وحدود 67 ما نطالب به" . واعتبر عباس أن حق العودة "خيار شخصي، فلا السلطة ولا الدولة ولا المنظمة ولا أبو مازن ولا القادة يحق لهم أن يحرموا شخصاً من حقه في العودة"، مشيراً إلى أنه "قد تكون هنالك خيارات وعلى اللاجئ أن يختار، هنالك تعويض وتفاصيل أخرى، لكن حتى الأب لا يستطيع أن يتنازل عن حق أولاده، يُسأل الشخص، لأن هذا الموضوع حق شخصي" . ونفى أن تكون قضية الإفراج عن الأسرى مرتبطة بالاستيطان، قائلاً "هذا الأمر كذب لا علاقة إطلاقاً بين الإفراج عن الأسرى والاستيطان، بل الاستيطان غير شرعي من البداية حتى النهاية"، وقال "إذا قرروا أن يربطوا بين الأسرى والاستيطان فنحن في حل مما التزمنا به" . وعن موضوع المصالحة الفلسطينية، قال عباس "لا يوجد تناقض بين المفاوضات والمصالحة، هذا شيء وهذا شيء، وقلنا للجميع إنه لا علاقة بين الجهتين، وطلبنا المصالحة قبل البدء بالمفاوضات ولم يحدث أي شيء"، ودعا حماس للمصالحة قائلاً "تعالوا للمصالحة لأنها مصلحة وطنية، وإبعاد غزة عن الضفة هو إنهاء لوحدة التراب والشعب، إن غزة جزء من أرض فلسطين وعلينا أن نستعجل في المصالحة لنحافظ على وحدة الشعب"، وأعلن الاستعداد فوراً لتشكيل "حكومة انتقالية من الكفاءات وأن نعلن عن موعد الانتخابات" . وأكد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال التوصل لأي اتفاق من دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الأبدية"، وتعقيباً على ما نقل عن رئيس نتنياهو، قال أبو ردينة "إننا لن نقبل بأقل من عودة القدس الشرقية فلسطينية خالصة"، مضيفاً "لن نقبل بحذف لا القدس ولا اللاجئين ولا أي ملف من ملفات المفاوضات إلى جانب إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين" . إلى ذلك، دعا رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار" في غزة النائب جمال الخضري، السلطة إلى الانسحاب من المفاوضات والتوجه إلى مجلس الأمن لمواجهة الاستيطان والعدوان "الإسرائيلي" لاستصدار قرار ملزم بوقف الاستيطان والعدوان، وأكد أن "إسرائيل" ليست شريكاً للسلام ولا تملك أي مشروع لسلام يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه، واعتبر أنه في ظل الانقسام الفلسطيني والأوضاع العربية والإقليمية والدعم الأمريكي ترفع "إسرائيل" سقف مخططاتها في ظل معادلة غير متوازنة ولا يمكن أن ينجم عنها حل واقعي . (وكالات) الخليج الامارتية