جوبا - أديس أبابا - وكالات: قال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي إن لجنة وساطة الهيئة الحكوميّة للتنمية بدول شرق إفريقيا (الإيغاد) فشلت في الاتفاق على وقف العمليات العسكريّة بعد لقائها رياك مشار النائب السابق لرئيس الجنوب سلفاكير، في الأثناء تواصل القوات الحكوميّة محاولات استعادة مدينة بور النفطيّة. وأكّد ماكوي - الذي يترأس الوفد الحكومي في مفاوضات أديس أبابا - استعداد فريقه للتوقيع على اتفاق بوقف إطلاق النار متى ما غيّر الطرف الآخر موقفه من شرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وكان الوسطاء الأفارقة من إيغاد والموفد الأمريكي إلى المنطقة دونالد بوث التقوا أمس الأوّل رياك مشار في موقع في جنوب السودان لبحث وقف إطلاق النار الذي تتم مناقشته في أديس أبابا. ويطالب معسكر مشار بأن يشارك هؤلاء في المفاوضات بأديس أبابا، في وقت يريد سلفاكير محاكمتهم. وتتضمّن نسخة من مسودة اتفاق وقف إطلاق النار - صاغها الوسطاء - آليات المراقبة لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق الذي جرى تأجيله بسبب مطالب المتمرّدين بإطلاق سراح 11 سياسيًا متحالفين مع مشار ومحتجزين منذ الشهر الماضي. ويقترح الوسطاء إنشاء قوة غير مسلحة لمراقبة احترام الاتفاق المحتمل، كما يطالبون بالسماح فورًا بإيصال "مساعدة طارئة" للنازحين جرّاء المعارك. وتعهّد مشار بالدفاع عن مدينة بور. وقال: "سنستمرّ في القتال وسنواصل معركتنا". وقالت الحكومة إنها قامت بتعبئة آلاف الجنود لسحق التمرّد. واستمرّ آلاف المدنيين في عبور النيل الأبيض هربًا من المعارك الدائرة في محيط بور، في حين عبرت القوات الحكومية النهر في الاتجاه المعاكس لاستئناف المعارك. وشاهد مراسل لفرانس برس في مدينة مينكامن الواقعة على الضفة الأخرى من النهر التي لجأ إليها آلاف النازحين، عشرات من الجنود الحكوميين يتوجهون إلى خط الجبهة قرب بور. وبحسب المتمرّدين، لا تزال القوات الحكوميّة في جنوب السودان تحاول استعادة السيطرة على بور آخر مدينة إستراتيجيّة لا تزال تحت سيطرة المتمرّدين في ولاية جونقلي بعد انسحابهم الجمعة من مدينة بانتيو النفطية عاصمة ولاية الوحدة. وقال المتحدّث باسم المتمرّدين الجنرال لول رواي كوانغ لوكالة الصحافة الفرنسية ام : "لا نزال نسيطر على مواقعنا، لكن القوات الحكوميّة تقصفنا"، من دون التمكن من توضيح ما إذا كانت تدور معارك مباشرة في هذه المدينة الواقعة على بعد مئتي كلم شمال جوبا. لكن فداحة الدمار الناجم عن هذه الحرب بين حلفاء الأمس خلال حرب الانفصال وخصوم اليوم، لا تزال تتكشّف يومًا بعد يوم. وشاهد مصوّر في وكالة الصحافة الفرنسيّة - قام بالتصوير في قرى بمحيط بانتيو - عددًا كبيرًا من الجثث على الطرق ومنازل محروقة لا يزال الدخان يتصاعد منها. وبث القمر الاصطناعي "سنتينل بروجكت" الذي أسسه نجم هوليود الممثل جورج كلوني، صورًا لمنازل وأسواق مدمّرة في بلدتي ميوم بولاية الوحدة وبور التي يحاول الجيش استعادتها للمرّة الثانية خلال شهر. وقال كلوني في بيان: "يجب جمع شهادات عن فظائع ضدّ المدنيين واستخدامها في ملاحقات قضائيّة مستقبليّة لجرائم حرب. لن يحلّ السلام إذا بقيت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان من دون عقاب". وأضاف : "هذه المرّة، جنوب السودان بحاجة لأن يشهد نهاية للإفلات من العقاب". وتحاول الأممالمتحدة انتزاع هدنة في هذه المعارك، إلا أنها لم تحقق أي نتيجة حتى اللحظة وأعلنت المفوضية العُليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن نحو عشرة آلاف شخص فرّوا من المعارك الدائرة في جنوب السودان ولجأوا إلى السودان. وقال مسؤول العلاقات الخارجيّة في المفوضيّة نيكولاس براس لوكالة الصحافة الفرنسيّة إن "عشرة آلاف هو الرقم المؤكّد للذين عبروا الحدود هربًا من المعارك". جريدة الراية القطرية