الكرة الذهبية.. حلم يتصارع من أجله كبار النجوم في العالم بداية من يومها الأول، عندما فاز بها الإنجليزي السير ستانلي ماتيوس عام 1956 النجم التاريخي لبلاكبول متخطياً الأسطورة الأرجنتيني الأصل الإسباني الجنسية - الفريد دي استيفانو نجم الريال بفارق ثلاث نقاط، إلى أن وصلت إلى تتويج رابع على التوالي للنجم ليونيل ميسي في العام الماضي. بين ذلك التاريخ واليوم، قطعت الجائزة أميالاً من التناقضات حتى تحولت في رأي البعض إلى دمية في يد حاكم "فيفا" سيب بلاتر، يمنحها من يشاء ويعاقب بالحرمان منها مستحقون لأجل أغراض تجارية في المقام الأول، ولربما من أجل أنهم فقط يوجدون في عصر يلعب فيه النجم المفضل للسيد بلاتر ميسي حتى لو كان الأخير لا يستحق الوجود في المنصة النهائية، ولكنه في النهاية يخطف اللقب.. وهذا هو سر بلاتر المعتاد على تغيير النتائج النهائية لكل ما يتعلق ب "فيفا"، ويمضي به في الاتجاه الذي يريده. ولا تتوقف الكرة الذهبية عند هذا الحد، بل ربما تاريخها يحمل الغرائب للنجوم الكبار الذين فازوا بها، إذ ارتبطت أو تصادفت بشكل غريب مع نهايات مبكرة أو محزنة لهؤلاء النجوم في الصراع على أكبر جوائز "فيفا" الجماعية، وهي كأس العالم التي تخاصم بشكل غريب كل من فاز بالكرة الذهبية في السنة التي تسبق المونديال، وكأن الجائزة تحولت إلى لعنة على من يحصل عليها. دى استيفانو - السويد 1958 كان الفريد دي استيفانو هو أول من تعرض للعنة الكرة الذهبية، فبعد أن تمكن من خطف اللقب في الموسم الثاني للجائزة عام 1957 توقعت إسبانيا أنها في طريقها إلى أول ألقابها في المونديال في السنة التالية، خاصة أن البطولة ستجري في دولة أوروبية السويد 1958 إلا أن الأمر كان بمثابة الكابوس لنجم ريال مدريد، عندما تعرض لإصابة حرمته حتى من المشاركة في المونديال، وليس الحصول على لقبه، بل ولم ينجح دي استيفانو في المشاركة في النهائيات حتى اعتزاله. إيزيبيو - إنجلترا 1966 الجوهرة السمراء البرتغالية إيزيبيو، أثبت بالفعل أنه قادر على قيادة البرتغال إلى اللقب، وهو يقودها إلى تخطي البرازيل حاملة اللقب في مرحلة المجموعات، بل وينجح في القضاء على رفاق بيليه وإبعادهم من البطولة منذ ذلك الوقت، ولكن النهاية لم تكن سعيدة لإيزيبيو، الذي يبدو أن لعنة الكرة الذهبية طاردته وحرمته من شرف الحصول على لقب المونديال، حيث خسرت البرتغال اللقب في المباراة النهائية أمام إنجلترا. ريفيرا - المكسيك 1970 بعد حصول جياني ريفيرا نجم ميلان على جائزة أفضل لاعب أوروبي في عام 1969، اعتبرت إيطاليا أن حظوظها في الحصول على لقب المونديال للمرة الأولى بعد 1938 في أعلى مستوياتها، خاصة أن وصيف الجائزة الأوروبية الأكبر للاعبين كان إيطالياً أيضاً، وهو لويجي ريفا لاعب كالياري. ورغم مشوار في قمة الروعة للمنتخب الأزرق الذي تمكن من إبعاد حامل اللقب منتخب ألمانيا، إلا أن الخسارة كانت قاسية في المباراة النهائية التي عرفت فوز البرازيل 4 1، وخسارة ريفيرا حلم الفوز بأغلى الألقاب. كرويف - ألمانيا 1974 ارتفعت الآمال الهولندية بشكل غير عادي، خاصة بعد أن تمكن يوهان كرويف من الحصول على الكرة الذهبية للمرة الثانية في تاريخه في عام 1973، ليعتقد المنتخب البرتقالي أن السنة القادمة هي المنتظرة عند التوجه إلى ألمانيا بحثاً عن أول ألقابها في المونديال. لكن ذلك لم يتحقق، إذ نجحت ألمانيا في حرمان الهولندي الطائر من لقب المونديال. سيمونسين- الأرجنتين 1978 تألق سيمونسين وقاد منشنغلادباخ إلى نهائي أبطال أوروبا، جعله يتوج كأفضل لاعب في أوروبا، وهو يحصل على جائزة الكرة الذهبية، لكن الفرحة لم تكتمل للنجم الصاعد الذي عرف الحسرة وهو يفشل مع منتخب بلاده في التأهل لنهائيات مونديال 1978 التي جرت بالأرجنتين. رومنيغه - إسبانيا 1982 دخلت ألمانيا مونديال 1982 معززة بالنجم الحائز على الكرة الذهبية للمرة الثانية في تاريخه كارل هاينز رومنيغه، الرئيس الحالي لبارين ميونيخ، وأحد أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الملاعب الألمانية، إلا أن كل ذلك لم يكن كافياً لتفادي السقوط أمام إيطاليا في النهائي، بل يبدو أن لعنة الكرة الذهبية حاصرت رومنيغه بالذات، بعد أن تعرض لإصابة وأجبر على مغادرة النهائي ومنتخبه متأخر بثلاثة أهداف. بلاتيني - المكسيك 1986 ارتفعت التوقعات الفرنسية بشكل غير مسبوق و"الديوك" يتجهون إلى مونديال المكسيك 1986، فالمنتخب تمكن من تحقيق أفضل نتيجة في تاريخه بالمونديال للمرة الثانية، عندما جاء ثالثاً لمونديال إسبانيا 1982، كما أن الفترة بين البطولتين شهدت مجد ظاهرة كرة القدم العالمية ميشيل بلاتيني، الذي بات أول لاعب يفوز بالكرة الذهبية لثلاث سنوات على التوالي، ليتجه إلى المكسيك من أجل مجد بلاده، بعد أن حصد المجد الفردي، ولكن لم يكن الحال أفضل مما كان عليه في إسبانيا، إذ اكتفى الديوك بالمركز الثالث. فان باستن - إيطاليا 1990 دخلت هولندا مونديال 1990 معززة بالنجم ماركو فان باستين الحائز على الكرة الذهبية للمرة الثانية في عام 1989، وذهبت الترشيحات إلى أن باسيتن سيقود بلاده إلى أول ألقابها في المونديال، إلا أن أفضل لاعب في العالم شهد بلاده تعاني للتأهل عن مرحلة المجموعات قبل أن تغادر على يد ألمانيا. باجيو- أميركا 1994 انتقلت إيطاليا إلى أرض المونديال معلقة آمالها على نجم يوفنتوس وأفضل لاعب في القارة الأوروبية، روبيرتو باجيو، ولكن النهاية لم تكن كما تريد، على الرغم من أنها نجحت في تحسين مركزها بالحصول على وصافة العالم. لم يشفع باجيو لإيطاليا، بل هو تحديداً من وجه الضربة القاضية إلى أحلام الطليان في رؤية الآزوري يحلق بعيداً، بعد أن أرسل بعيداً، وبعيداً جداً، ضربة ترجيح منحت البرازيل اللقب. رونالدو - فرنسا 1998 أسطورة حية.. الهداف صاحب الرقم القياسي للإحراز في تاريخ المونديال.. الموهبة التي أيقنت البرازيل أنها ستحصل بسببها على لقبها الثاني في القارة الصفراء، عندما نظمت فرنسا المونديال عام 1998.حضرت البرازيل وهي تحمل لقب العالم، وقبل ذلك تحمل معها الأسطورة رونالدو، وظنت أن الطريق إلى اللقب سيكون أسهل من البطولة السابقة، التي احتاجت فيها إلى ركلات الترجيح. إلا أن كل الأمور تغيرت تماماً في المباراة النهائية، التي خسرتها أمام فرنسا 0 3. أوين -كوريا واليابان 2002 تحولت إنجلترا إلى كوريا الجنوبية واليابان وهي مقتنعة بأن الفرصة هذه المرة أفضل، بفضل تألق نجمها السريع جداً مايكل أوين، الذي توج بلقب الكرة الذهبية في عام 2001، إلا أن النهاية لم تكن مختلفة عن سابقاتها، إذ غادرت إنجلترا المونديال دون حتى أن تصل إلى دور الأربعة، وهي تخسر في ربع النهائي أمام البرازيل. رونالدينهو - ألمانيا 2006 حائز على الكرة الذهبية في السنة السابقة، ومتألق مع ناديه الذي تمكن من الحصول على لقب الأندية الأوروبية أبطال الدوري، رونالدينهو الساحر، تحولت البرازيل إلى ألمانيا بحثاً عن لقبها السادس في المونديال، ولكن العقبة الفرنسية ظهرت مرة أخرى بهدف تيري هنري في الدور ربع النهائي، ليودع رونالدينهو ومنتخبه البطولة بلا لقب. غضب مدربون يشككون في نزاهة التصويت بعد احتكار ميسي جائزة جائزة أفضل لاعب في العالم "الكرة الذهبية" خلال الأعوام الأربعة الأخيرة تحدث كثيرون عن توجيه مبطن من قبل "فيفا" للمصوتين للكرة الذهبية خاصة مدربي المنتخبات. ولعل ما قام به جيروم فالكه السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد نهاية بطولة القارات الماضية كان من ضمن هذ الأمر، فمع وضوح الرؤية حول صعوبة ان يحصل ميسي اللاعب المفضل لرئيس فيفا على الجائزة بدأ أمينه العام وربما بتوجيه من حاكم "ففيا" إلى حشد الأصوات للبرازيلي نيمار مكررا في أكثر من مناسبة ان بطولات القارات هي الأكبر على مستوى العام بالنسبة ل"فيفا" .. وأن نجمها هو الأحق بالحصول على الكرة الذهبية من اي لاعب آخر في تناقض غريب بين ما قام به "فيفا" نفسه في عام 2010 بعد مونديال جنوب افريقيا وبين دعوة سكرتيره العام التي اعتبرت بمثابة رسالة للمصوتين بحشد أصواتهم خلف نيمار. ظاهرة أفضل لاعب في العالم نحس على منتخب بلاده بالمونديال بعد الإعلان عن الأسماء الثلاثة المرشحة للحصول على الجائزة بدأت الترشيحات التي حصلت عليها فرنساوالبرتغالوالأرجنتين للحصول على لقب المونديال في التقلص من واقع الارتباط غير المفهوم بين الحائز الجائزة ونتائج منتخبه في المونديال التالي. وإلى أن يعلن عن اسم الفائز بين الثلاثي ميسي ورونالدو وربييري فإن الرهانات حول إمكانية ان تحصل بلاد أي منهم على المونديال وصلت إلى أدنى مستوى لها، ولكنها حتما سترتفع بالنسبة لمنتخبين بعد خسارة نجميهما للجائزة، فيما ستواصل الانخفاض بالنسبة للمنتخب الذي يظفر نجمه بالجائزة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لهذا العام . إلا ان الأكثر سخرية ما دعت اليه بعض المواقع على شبكة الانترنت خاصة الانجليزية منها والتي وجهت دعوة مباشرة للأرجنتين وفرنساوالبرتغال إلى الانتظار حتى نهاية السباق على الكرة الذهبية وبعد ذلك يؤكد على حجوزات الفنادق والطيران في افضل الدرجات، داعين بالتحديد المنتخب الذي يتحصل نجمه على الجائزة إلى توفير أمواله والتركيز على الإعداد للمونديال. ميسي - جنوب أفريقيا 2010 تحول "البرغوث" مع منتخب مارادونا إلى أرض مانديلا بحثاً عن لقب ثالث في تاريخ التانغو، وبقيادة فنية من قاد بلاده إلى لقبها الثاني في سنة أسطورية لمارادونا عام 1986 بالمكسيك.انتظرت الأرجنتين لقباً ثالثاً، كيف لا وفي قيادتها اثنان من عباقرة كرة القدم، إلا أن الأمور عرفت الأسوأ. بداية قوية للتانغو، تصدر من خلالها مجموعته، قبل أن يقهر المكسيك في دور الستة عشر، وصولاً إلى الدور ربع النهائي، ولكن هنا انتهى كل شيء، ورباعية من منتخب ألمانيا. البيان الاماراتية