نيويورك : ا-ف-ب: يجتمع حوالى ستين بلدا في الكويت غدا الأربعاء بمبادرة من الأممالمتحدة التي تسعى إلى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع إنساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الأممالمتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6,5 مليار دولار أن تتجاوز أعداد اللاجئين السوريين أربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014. وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوكالة الأنباء الكويتية أن الوضع في سوريا بلغ مرحلة حرجة. وقال بان الذي سيرأس الاجتماع الثاني الدولي للمانحين في الكويت إن "قرابة نصف السكان متضررين، فأربعين في المئة من المستشفيات تعرضت للتدمير في حين لا تستطيع عشرين بالمئة الأخرى تدبير أمورها بشكل طبيعي". ويعقد اجتماع الكويت الذي يستمر يوما واحدا قبل أسبوع من موعد مؤتمر جنيف 2 الهادف إلى التوصل لحل سياسي للنزاع تصر المعارضة على أن يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد. ومبلغ 6,5 مليار دولار أكبر أربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون تقديمه (1,5 مليار) في المؤتمر الأول في الكويت قبل عام. وقد أعلنت الأممالمتحدة أنها تلقت سبعين في المئة من قيمة هذه التعهدات. من جهتها، أكدت فاليري آموس مديرة عمليات الإغاثة في الأممالمتحدة "لقد طلبنا جمع مبلغ 6,5 مليار دولار". وأضافت "سنبذل قصارى جهدنا للعناية بالأطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج إليه لا سابق له". وتؤكد الأممالمتحدة أن هذه المبالغ ضرورية لتمويل عملياتها في داخل سوريا وخارجها مع مقتل 126 ألف شخص ولجوء 2,6 مليون إلى دول مجاورة ونزوح ستة ملايين آخرين داخل بلدهم. وسيتم صرف الأموال على برنامجين لتقديم المساعدة طوال العام لحوالى 16 مليون شخصا بينهم 13,4 مليون في سوريا والآخرون لجأوا إلى دول الجوار. وتتطلب خطة التدخل الإقليمية في سوريا مبلغ 4,2 مليار دولار لمساعدة اللاجئين الذين من المتوقع أن ترتفع أعدادهم إلى 4,1 مليون شخص بنهاية 2014 بالإضافة إلى 2,7 موجودون في دول الجوار. كما تنص خطة التدخل الإنساني على تقديم مساعدات غذائية لحوالى 9,3 مليون سوري في بلادهم بينهم 6,2 مليون من النازحين. ويشكل السوريون الذين يحتاجون إلى مساعدات أكثر من نصف سكان هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وكان عدد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار حوالى 588 ألف شخص بنهاية العام 2012. وتتوقع الأممالمتحدة أن تصل أعداد اللاجئين إلى 3,25 مليون شخص بحلول يونيو المقبل على أن تزداد لتبلغ 4,1 مليون قبل أواخر العام الحالي. وتتضمن هذه الأرقام ما لا يقل عن 270 ألفا من أصل 540 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا والذين نزحوا من أماكنهم. وفي الوقت الراهن، يستقبل لبنان العدد الأكبر من اللاجئين (905 آلاف) يليه الأردن (575 ألفا) ومن ثم تركيا (562 ألفا) والعراق (250 ألفا) ومصر. وبحلول أواخر العام 2014، سترتفع هذه الأرقام إلى 1,65 مليون لاجئ في لبنان و800 ألف في الأردن ومليون في تركيا و400 ألف في العراق و250 ألفا في مصر. وتقول وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن النداءات لجمع الأموال لصالح سوريا حيث يستمر النزاع منذ 34 شهرا ما تزال غير كافية، الأمر الذي يؤثر في قدرتها على التحرك. جريدة الراية القطرية