سجلت النسخة 25 لبطولة دبي الدولية لكرة السلة، غيابا جماهيريا غير مألوف برغم مشاركة ووجود نخبة من المحترفين الأجانب في 5 فرق ومشاركة منتخبي مصر والإمارات، ووضح التأثير الكبير لغياب الفرق اللبنانية والسورية والفلبينية على الناحية الجماهيرية التي لم يعوضها تواجد فريقين من ليبيا "الأهلي والنصر" وفريق من الأردن "الرياضي" وفريق أميركي "آند ون" فالمنتخب المصري برغم تأهله بعد 20 سنة لكأس العالم المقامة في اسبانيا العام الحالي. إلا أنه لم يحظ بمساندة جماهيرية تناسب اعداده لمونديال السلة، وينسحب الأمر على منتخبنا الأول وفريق النادي الأهلي الذي يلعب في أرضه ووسط أنصاره، وبرغم الغياب الجماهيري الذي أفقد البطولة أهم مميزاتها. فإن المستوى الفني للمباريات كان رفيعا حيث كانت الندية سمة بارزة في معظم المباريات ولم يستطع أي فريق تحقيق الفوز في جميع مبارياته بنهاية الجولة الرابعة التي تعرض فيها الأهلي لخسارته الأولى في مواجهة ماراثونية أمام آند ون الأميركي امتدت لوقتين إضافيين بعد أن انتهى الوقت الأصلي بنتيجة التعادل "78-78"، والشوط الإضافي الأول بواقع "87-87" ليفوز الفريق الاميركي في الوقت الإضافي الثاني بنتيجة 97-95، وتلقى المنتخب الوطني خسارته الثانية أمام نظيره المصري بنتيجة "71-77"، كما شهدت الجولة تحقيق النصر الليبي لفوزه الأول في البطولة على حساب مواطنه وبطل العرب للموسمين الماضيين، أهلي بنغازي، بنتيجة "60-51". وبرغم الخسارة واصل الأهلي صدارته الترتيب العام برصيد 7 نقاط من 4 مباريات، ويتقاسم المنتخبان المصري صاحب الانتصارات الثلاثة، وشقيقه الإماراتي صاحب الفوزين وخسارتين، مركز الوصافة برصيد 6 نقاط، ويتقدم "أند وان" الأميركي للمركز الرابع برصيد 5 نقاط من حالتي فوز وخسارة واحدة. وبعد المباراة ألقى مدرب سلة الأهلي، الألماني بيتر شومرز، اللوم على لاعبيه في إهدارهم الفوز على الفريق الأميركي، بإهدارهم الرميات الحرة في الأوقات الحرجة خلال الشوطين الاضافيين الأول أو الثاني، وقال شومرز إن فريقه قدم مباراة على مستوى عال، مبديا رضاءه عما قدمه اللاعبون بصورة عامة. إلا أن عدم استثمارهم الناجح لفرص التقدم، وإهدارهم للرميات الحرة في أوقات قاتلة، تسبب بالخسارة، وأوضح شومرز أن الفريق سنحت له أكثر من 8 رميات حرة، في الشوطين الإضافيين الأول والثاني، وقال شومرز إن الفرصة مازالت مواتية للأهلي للاستمرار في صدارة الترتيب، ويكفيه الفوز في مباراة واحدة لضمان بلوغ الدور نصف نهائي، مؤكدا ثقته في قدرة فريقه على التأهل. المنتخب يواجه الأهلي وتنطلق الجولة السادسة للدور الأول اليوم بإقامة 3 مباريات، تجمع الأولى في تمام الثالثة ظهرا، المنتخب مع الأهلي، في لقاءٍ يسعى خلاله الأبيض للعودة لسكة الانتصارات، عقب تلقيه خسارتين متتاليتين جاءت أمام الفريق الأميركي "أند وان"، والمنتخب المصري، وهو الهاجس ذاته الذي يسعى خلاله الفرسان، عبر حصد انتصارٍ يضمن حجز مقعدٍ لهم في الدور النصف نهائي. وفي المباراة الثانية، التي ستنطلق في تمام الخامسة، يدخل الفريق الأميركي "أند وان"، في مواجهة الرياضي الأردني، الساعي لحصد فوزٍ يحيي آماله في التأهل للمربع الذهبي، فيما يطلبها الأميركان تأكيداً للانتصارات المتلاحقة، وسعياً لانتزاع الصدارة، وفي المباراة الثالثة، التي ستقام في تمام السابعة، يدخل المنتخب المصري، في مواجهة سهلة نسبياً، تجمعه مع الأهلي الليبي، في لقاء يسعى من خلاله الفراعنة لانتزاع صدارة الترتيب العام بسجلٍ خالٍ من الهزائم. عمرو أبو الخير: ينتظرنا مشوار طويل من الإعداد أكد عمرو أبو الخير مدرب منتخب مصر، أن المستوى يتحسن من مباراة لأخرى في البطولة، وهدفه هو تكوين فريق قوي يستطيع تشريف السلة العربية في المونديال، وجاءت المباراة مع المنتخب الإماراتي المتطور عالية المستوى الفني والبدني من الجانبين، وتحققت العديد من الفوائد من هذه المباراة. وأضاف أبو الخير: "بعد الانتهاء من دولية دبي، سيعود لاعبو المنتخب إلى الأندية من أجل المشاركة في الدوري المحلي، حتى شهر مايو المقبل، حيث سيتم عمل معسكر إعداد داخلي في مصر، استعداداً لكأس العالم، وذلك لمدة 45 يوماً، وبعدها في منتصف يونيو هناك بطولة دولية داخل مصر في مدينة الإسكندرية، بمناسبة مئوية نادي الاتحاد السكندري، وهو من الأندية العريقة في مصر، سواء في لعبة كرة السلة أو القدم أو بقية الألعاب، وسيتم فيها دعوة العديد من الفرق الكبرى". وأشار عمرو أبو الخير إلى أن هناك بطولات ودية متنوعة في تايوان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، سيشارك فيها المنتخب حتى نصل إلى المونديال في كامل اللياقة الفنية والبدنية. علي حاجي: التغيير لا يعني إقصاء الكبار أرجع علي حاجي مدير المنتخب الوطني عدم تأثر المنتخب بالتوقف الطويل أو التغيير الكبير في صفوفه خلال مشاركته في البطولة، للاستقرار في الجهازين الفني والاداري، مشيرا إلى ان هذا الاستقرار انعكس ايجابا في فهم العمل والاختيارات التي جاءت وفقا للمتابعة الدائمة للجهازين الفني والاداري للمنتخبات السنية في السنوات الماضية حيث ظل منتخبا الناشئين والاشبال مستمرين في نشاطهما الشيء الذي منحهما الفرصة للاطلاع على مستويات اللاعبين عن قرب. وقال حاجي ان العنصر الشاب الذي غلب على تركيبة المنتخب الأول حاليا، كان وفقا للواقع بعد ظهور لاعبين جيدين، مشيرا إلى ان الجهاز الفني كان يريد اختيار أحد لاعبي منتخب الناشئين ضمن قائمته في بطولة دبي الدولية ولكن تم الابقاء عليه ضمن المنتخب الناشئ المستعد حاليا لكأس العالم التي تستضيفها الدولة في شهر اغسطس المقبل. ونفى حاجي تعمدهم كجهاز اداري أو جهاز فني الاستغناء عن اللاعبين المخضرمين في المنتخب لأسباب غير فنية، وقال ان تغيير تركيبة المنتخب بلاعبين شباب لم يكن سببه عدم القدرة على السيطرة على النجوم الكبار أو نتيجة عدم التزامهم كما يظن البعض، ولكن حدثت اصابات للكثيرين منهم مما اثرت على مستواهم وجاهزيتهم في الفترة الأخيرة وفي نفس الوقت ظهرت مواهب شابة كان لزاما على الجهاز الفني النظر لها بعين الاعتبار فهم مستقبل المنتخب قبل أن تكون الظروف مهيأة تماما لاختيارهم. وقال حاجي ان التغيير في المنتخب امر طبيعي، نافيا وجود صعوبات في التعامل مع اللاعبين الكبار، مشيرا إلى أن التعامل مع اللاعبين الكبار ربما يكون أسهل من الشباب نظرا لفارق الخبرات والعمر، وحاجة اللاعب الشاب لمعاملة خاصة. وأوضح حاجي ان ظهور المنتخب بمستوى قوي أمام منافسين كبار مثل منتخب مصر الذي يشارك في كأس العالم المقبلة في اسبانيا يدل على حسن التوفيق في اختيارات اللاعبين ويبرهن على الحيوية الجديدة للمنتخب رغم كل المخاوف التي سبقت البطولة باعتبار وجود عدد كبير من اللاعبين الشباب. البوسني زوران: المصري فاز بعامل الخبرة أبدى البوسني زوران زاكوفيتش، مدرب المنتخب رضاءه عن المستوى الذي قدمه لاعبو الأبيض رغم خسارتهم أمام المنتخب المصري، والتي عزاها لفارق عامل الخبرة، وقال زوران إن الخسارة الثانية جاءت بنفس الطريقة التي خسر بها المنتخب أمام آند ون الأميركي خلال الربع الثالث، سواء مرجعا ذلك لعامل الخبرة التي تصب في مصلحة منتخب مصر والفريق الأميركي. وقال إن المنتخب قدم في المباراتين مستويات فاقت التوقعات، إلا أن خبرة دوليي المنتخب المصري في التعامل مع المباريات الحساسة مكنتهم من وضع فارق مريح مع نهاية الربع الثالث، ومشيرا إلى أن الأمر الإيجابي ورغم الخسارة، إلا أن الروح القتالية للاعبي المنتخب كانت واضحة في استبسالهم بالربع الأخير للعودة بنتيجة المباراة سواء في لقاء "أند وان" الأميركي، أو مع المنتخب المصري. ومن جهة أخرى حرص أحد لاعبي الفريق الامريكي "آند ون" على القيام بدور عامل المهمات في صالة النادي الأهلي بعد انتهاء الوقت الأصلي لمباراة فريقه ضد الأهلي الاماراتي بالتعادل، وامسك بمكنسة التنظيف لتهيئة ارضية الملعب بشكل مثالي قبل استئناف المباراة في الوقت الاضافي وكان الحماس باديا على اللاعب الامريكي وهو يرفض تسليم المكنسة لعامل المهمات قبل قيامه بمسح الملعب على أفضل ما يكون وسط دهشة من لاعبي الأهلي الذين تحلقوا ينظرون فيه. البيان الاماراتية