الخرطوم - عماد حسن: ارتفع عدد قتلى سفينة جنوب السودان إلى 300 شخص بسبب شائعة الهجوم على ملكال، التي أعلن بيان سقوطها في أيدي المتمردين، في وقت تواصلت فيه المفاوضات بأديس أبابا لإبرام اتفاق بين طرفي النزاع بعد أن تعثرت بسبب المقر . وفي حين رفضت اليابان طلب الأممالمتحدة بإرسال قوات ومعدات إلى جوبا، تضاربت إحصائيات اللاجئين الجنوبيين بالسودان، وأعربت الأممالمتحدة عن قلقها من تأثير الأزمة في ارتفاع وتيرة اللجوء والهجرة إلى دول الجوار . وتعرضت العبارة المنكوبة لحادث غرق إثر تدافع الركاب الفارين من جحيم المعارك بسبب شائعة أطلقت عن هجوم على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط . وارتفع عدد القتلى إلى 300 شخص بدلاً عن 200 . وكانت العبارة تقل العشرات في النيل الأبيض كانوا فارين باتجاه الغرب، وقال وزير الإعلام بولاية أعالي النيل فيليب جيبن: "إن هذه الشائعة أثارت الهلع في المدينة . وقال الناطق باسم الجيش فيليب أقوير: "هناك ما بين 200 و300 شخص غرقوا، بينهم نساء وأطفال، لأن السفينة كانت محملة بأكثر من طاقتها" . وأضاف، "كانوا هاربين من المعارك التي استؤنفت في ملكال" عاصمة ولاية أعالي النيل" . في الأثناء قالت القوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار: إنها سيطرت على مدينة ملكال، فيما تواصلت المعارك في عدة مناطق أمس، وقالت تقارير: إن المتمردون شنوا هجوماً جديداً في محاولة للاستيلاء على المدينة . وقال مسؤول العمليات الإنسانية لدى الأممالمتحدة توبي لانزر: "هناك معارك في ملكال وفي محيطها"، مضيفاً أن عدد النازحين الذين لجؤوا إلى قاعدة الأممالمتحدة المحلية تضاعف وارتفع من عشرة آلاف إلى 19 ألف شخص . واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين طرفي الصراع بأديس أبابا، أمس الثلاثاء، بعقد جلسة صباحية وأخرى بعد الظهيرة . وحسب المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسى، فإن الطرفين استأنفا التفاوض حول وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع وإطلاق سراح المعتقلين . ورهن يوهانس التوصل إلى أي تسوية بالإفراج عن المعتقلين . ويتمسك رئيس جنوب السودان باحتجاز كلٍّ من الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم والقياديين في الحركة دينق ألور وكوستي مانيبي . ولم ينجح المبعوثون حتى الآن في الإفراج عن المعتقلين مع إصرار سلفاكير على خضوعهم للتحقيق وتقديم من يثبت إدانته منهم للعدالة، والمحاكمة . وينتظر أن يتغير موقف كير من هذا الملف بعد أن أعلن وزير خارجية إثيوبيا سيوم مسفن، الذى التقى مشار ضمن وفد "إيغاد" عن مقترح تقدمت به الوساطة لسلفاكير بإطلاق سراح المعتقلين ليشاركوا في عملية التفاوض على أن يظلوا تحت وصاية الأممالمتحدة ومنظمة "إيغاد" . وقال مسفن: إن كير أبدى استعداده للنظر في أي طريقة من شأنها معالجة ذلك، وشدد على ضرورة ألا تعيق قضية المعتقلين مسار المفاوضات . وتضاربت إحصاءات اللاجئين الجنوبيين بالسودان من جراء الحرب الأخيرة بالجنوب، وبينما أكد السودان أن إحصاءات دخول اللاجئين لم تتجاوز ال1371 لاجئاً عبر ولايات غرب وجنوب كردفان، قالت الأممالمتحدة: إن أكثر من عشرة آلاف جنوبي عبروا إلى السودان . وأعربت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين عن القلق العميق من تأثير الأزمة في جنوب السودان في ارتفاع وتيرة اللجوء والهجرة إلى دول الجوار من جراء العنف المستمر هناك . وتوقع المتحدث الإعلامي باسم الموفضية أدريان إدواردز في مؤتمر صحفي ارتفاع وتيرة اللجوء والهجرة، وذلك بالتزامن مع تعثر المسار السياسي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وأشار إدواردز إلى أن أرقام النازحين داخلياً ارتفعت إلى 355 ألفاً، وذلك بسبب استمرار أعمال العنف والخوف من اتساع وتيرته، إضافة إلى تدهور الظروف المعيشية بما في ذلك نقص الغذاء في بعض الأسواق . وقال: إن المفوضية قد انتقلت عبوراً من جنوب السودان إلى كل من أوغندا وإثيوبيا وكينيا، وكذلك أيضاً إلى المناطق المضطربة في السودان . وأوضح أن عدد من فروا منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي قد وصل إلى 78 ألف نسمة على الأقل معظمهم من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن أكبر تجمع للفارين حالياً هو في في منطقة (أدجوماني) بأكثر من 32 ألف شخص، في حين أن المنطقة لا تتسع لهذا العدد الكبير، ما دفع بالعديد منهم لافتراش العراء رغم غياب مقومات الحياة الأساسية . الخليج الامارتية