تُعد بريطانيا الوجهة المثلى لملايين المهاجرين من رومانياوبلغاريا، المستقرين حالياً في إسبانيا وإيطاليا، نظراً إلى الرواتب العالية، والضمان الاجتماعي. ويقول تقرير حول مراقبة الهجرة إنه على الرغم من تشديد الإجراءات والرقابة على الحدود، تبقى بريطانيا بلداً جاذباً للعاملين في إسبانيا وإيطاليا، إذ يمكن لأحدهم أن يضاعف راتبه إذا قرر الهجرة وحالفه الحظ بالحصول على وظيفة مماثلة في البلدين الأوروبيين. ويقول التقرير، إن المملكة المتحدة بالنسبة للبلغار والرومان في دول الاتحاد الأوروبي هي بمثابة وجهة مجزية أفضل من بلدان أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وهولندا. وقد رفعت السلطات البريطانية القيود، أخيراً، على دخول هؤلاء المهاجرين، الأمر الذي سيعزز اقتصاد البلاد، لكن وزارة الإسكان طمأنت الرأي العام بأن المهاجرين الجدد لن يستفيدوا من السكن بمجرد قدومهم إلى البلاد، وسيعطى السكان المحليون في لندن وغيرها من المدن، الأفضلية في الحصول على مساكن. ديانا كرواتورو تخطط الممرضة الرومانيا الشابة للهجرة إلى بريطانيا للعمل هناك، ويجذبها الراتب كثيراً، إذ سيتضاعف تسع مرات، كما تريد أن تحسن لغتها الإنجليزية. وتقول ديانا (25 عاماً)، إن «40% من زملائي في الجامعة يعملون حالياً في بريطانياوفرنسا وبلجيكا، ولا أعلم هل استمروا في المهنة نفسها أم لا». وتبحث الممرضة الشابة حالياً عن وظيفة، مستعينة بمواقع التوظيف على الإنترنت، وتريد تأمين واحدة قبل السفر إلى لندن. وتقول إنها زارت المدينة قبل سنوات، واستمتعت بالعطلة، ورأت أن هناك الكثير من الأجانب الذين يستمتعون بالعيش هناك. وقال رئيس لجنة مراقبة الهجرة، أندرو غرين، إن الميزات السخية للنظام الاجتماعي في بريطانيا تستقطب الكثير من العمال، وحان الوقت لمراجعة الأنظمة الاجتماعية في البلدان الأوروبية، حسب المسؤول، لأن صياغتها تمت قبل انضمام 100 مليون شخص، في أفقر بلدان القارة، إلى الاتحاد الأوروبي. وما يزيد شباب بلغاريا وروميانا حماساً للهجرة إلى المملكة المتحدة، كون العزاب يتقاضون خمسة أضعاف الرواتب التي يتقاضونها في البلدين. ويتوقع وصول نحو 50 ألف مهاجر من الدولتين إلى المملكة المتحدة سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وفي الوقت الذي ينادي فيه الكثير من النواب والمسؤولين في لندن بضرورة تشديد القيود على الهجرة، يشير آخرون إلى الفوائد المترتبة عن دخول العمال الأجانب إلى البلاد. وقال المجلس المحلي لمدينة لندن إن أولوية الحصول على السكن ستعطى للمهاجرين الذين مرت عليهم سنتان في المدينة، وبعد نجاحهم في اختبار الإقامة. ومن العوامل المساعدة في الحصول على سكن اجتماعي وجود أحد الأقارب في الجوار أو وظيفة محلية. وقد اشتكت عائلات مهاجرة طول الانتظار على قوائم المرشحين لهذا الميزة الاجتماعية، في الوقت الذي يحصل فيه العاطلون عن العمل على السكن بسهولة. وطالب الأهالي بالشفافية وإزاحة الظلم عن آلاف المستحقين للسكن الاجتماعي. وتنص القوانين الجديدة على أن ينتظر المهاجر الجديد ثلاثة أشهر على الاقل قبل أن يطلب الاستفادة من الميزات الاجتماعية، كما يتطلب اجتياز اختبار إقامة أكثر صعوبة للحصول على تلك الميزات. وسيتم التركيز في هذا الاختبار على الوقت الذي استغرقه المهاجر والجهد الذي بذله بحثاً عن العمل، إضافة إلى مستواه اللغوي. وينتظر البريطانيون من المهاجرين الأوربيين الإسهام الفعال في نمو الاقتصاد وليس مجرد المجيء إلى بلادهم بحثاً عن الميزات والحوافز الاجتماعية التي تقدمها الدولة إلى مواطنيها والمقيمين فيها. ويقول استطلاع للرأي إن معظم الشباب في رومانياوبلغاريا مستعدون للهجرة، ويرغبون في ذلك، ويشعرون بأنهم منقطعون على الواقع في بلدانهم. وفي حين عبر 14% فقط من الشباب البلغاري، الذين تراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، عن رغبتهم في بناء مستقبل في بلدهم، قال 20% من الفئة العمرية نفسها في رومانيا إنهم يريدون البقاء في بلدهم. في المقابل، أكد ثلث المستطلعة آراؤهم من الشباب البريطاني والألماني عن سعادتهم بأوضاعهم المعيشية، وأنهم لا يفكرون في الهجرة. الامارات اليوم