د. عائشة عباس نتو كنت أجلس أنا وأخواتي في انتظار نتائج انتخابات الدورة ال21 لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة؛ التي أعلنت في ساعة متأخرة على قناة الديوان الفضائية، كنت أعيد ترتيب أفكاري، وأُراوغ الوقت، حافظتُ على هدوئي. كان إلحاحي الداخلي أن أتماسك، كنتُ أكافح السواد الذي انتابني، كررتُ لنفسي: لن أعيش غضب الساعة، سأترك ظلامها.. وتابعتُ أسماء المرشّحات الثماني على ال«مونتر» بقلبٍ يخفق كلما اقتربت القائمة على النهاية. طُويت الصحف وأُعلنت النتائج، ولم تتمكَّن أي مرشّحة من صاحبات الأعمال -عن طريق الانتخابات- أن تَحصد أصواتًا عالية بالرغم من الدعم التي وجدته. إحصائية بنوكنا أيها القارئ العزيز ترصد الأرصدة المالية الضخمة التي تُقدّر بمليارات الريالات لسيدات سعوديات، ولو توفّرت الفرص لتلك الأرصدة المجمدة التي تساعد على تحريك تلك الأموال في قطاع الاقتصاد وتنميتها سيعود عليهن بالنفع، ويُعزِّز الحركة الاقتصادية، ويفتح مجالات للتوظيف لبناتنا. شعرتُ بانكسار ينتابني، فقد واجهتني انكسارات ولملمتُ بعضها، فطموحات نسائي الثماني هي حقيقة ما نحن فيه في مجتمعنا.. نظرتُ إلى القائمة التي تخلو منهن، وإحساس غامض يجتاحني، قلت لنفسي: هناك ازدواجية كبيرة تختبئ داخل مجتمعنا، تذكَّرتُ قومي في دعم المُرشّحات الذي تعدَّى حدود الساعات اليومية على حائط الوقت. والسؤال: هل التجار لم ينتخبوا المرأة؟! هل ما زالت ثقتنا في قرارات ومشاركة المرأة مهزوزة؟! ذلك اليقين يصيبني بالخوف، بالرغم من أن دعائم الحياة لا تقوم على اليقين فحسب!! كنت أختلط ببعضي؛ أبحث عن الأمل لا اليقين!! هل أحاول أن أفهم الفرق؟! أيام الانتخابات الخمسة مضت، وقد كانت أشبه ما تكون بالقارب الهندي الذي نعوم فوقه في نهر الزمن، كان كل منّا يدخل لهذا القارب، ليتعلّم كيف تكون الانتخابات، وكان القارب متواضعا، لكنه كان يسع الجميع، لقد علّمتني المرأة في بلادي أن الإنسان فعلًا لا يُهزم في حياته إلا عندما يفتقد الدعم! ثقافة مشاركة المرأة في التنمية قابلة للتطبيق في بلادي، بدليل إتاحة الفرصة لها من قِبَل مليكنا ووالدنا أبومتعب في مجالات شتى ومن أهمها مشاركتها في عضوية مجلس الشورى، لكن ثقافة المشاركة تحتاج إلى إيمان من أصحاب النفوس الوطنية المؤمنة بقدرات المرأة لنجعل منها حقيقة في مختلف المجالات. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة