أعلن الدولي خليل جلال اعتزال التحكيم رسميا بعد أن أصدر أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم قائمة الحكام المشاركين في مونديال البرازيل المقبل وخلو هذه القائمة من اسمه. وكان الفيفا قد أعلن رسميًّا أمس قائمة حكام كأس العالم القادمة في البرازيل، وخلت القائمة من اسم الحكم الدولي السعودي خليل جلال، حيث تم اختيار اربعة أطقم تحكيم آسيوية من أربع دول هي: اوزباكستان بقيادة رافشان ايرماتوف، واليابان بقيادة ناشيمورا، وأستراليا بقيادة بنجامين ويليامز، والبحرين بقيادة نواف شكر الله، فيما تم اختيار طاقم حكام إيراني احتياطي بقيادة علي رضا فغائي. وجاء دخول الأسترالي بنجامين ويليامز مفاجئًا للكثيرين، حيث كانت حظوظ السعودي جلال، والايراني علي رضا أقوى منه قبل الإعلان النهائي، ومن خلال التقرير التالي نضع أمام الاتحاد السعودي لكرة القدم عددًا من المشكلات التي يعاني منها الحكام السعوديون، ويجب التغلب عليها بشكل عاجل خلال الأشهر المقبلة لضمان منح الفرصة لحكام آخرين للعودة للمونديال بعد أن قدم الحكم الكبير والمونديالي خليل جلال الكثير والكثير للتحكيم السعودي بوجوده الكبير في كل البطولات العالمية الكبرى، ومن خلال التقرير التالي تقدم «المدينة» أحد أبرز ثلاثة معوقات تهدد عودة الحكم السعودي للمونديال في مرحلة ما بعد خليل: الاحتراف الجزئي: من أكبر المعوقات التي يعاني منها التحكيم السعودي خلال الفترة الراهنة عدم دراسة الاحتراف الجزئي للحكام المحليين رغم أهمية الموضوع والفائدة الكبيرة والمتوقعة منه عند تطبيقه بحيث يتم التركيز على مجموعة محددة من حكام النخبة، ويتم دراسة تفريغهم جزئيًّا للتحكيم ليتسنّى لهم تطوير قدراتهم مع التنويه أن هناك اتحادات آسيوية تدفع عشرات الآلاف من الدولارات لبعض حكامها شهريًّا من أجل التفرغ التام للحكام، ومنهم الحكم الياباني ناشيمورا الذي يُعدُّ محترفًا للتحكيم بالاتحاد الياباني لكرة القدم أمّا على المستوى المحلي ف99% من حكام كرة القدم السعوديين يكونون في الساعات الأولى من صباح أيام مبارياتهم في أعمالهم الحكومية، ومن ثم التوجه للمطارات، ومنها إلى الملاعب مباشرة في عملية أشبه ما تكون بالبعد التام عن الاحترافية وتهيئة الأجواء المناسبة لأداء بدني وفني وذهني عالي المستوى. الحكام الأجانب: يدرك معظم المتابعين للتحكيم أن حضور الحكم الأجنبي مؤثر جدًّا على حضور الحكم السعودي قاريًّا ودوليًّا بغض النظر عن مسببات ذلك ودوافعه، ومن البديهي أن تجد مسؤولاً يرد عليك عند طلبك تقديم الدعم للحكم المحلي خارجيًّا أن أول من يجب أن يقدم ذلك هو الاتحاد السعودي، ومن ثم الآخرون كما للأسف لم تفعل اتفاقيات تبادل الحكام بين المملكة وعدد من الدول، باستثناء بطولة السوبر البولندية التي أدارها الحكام السعوديون بكفاءة عالية لموسمين متتاليين. الضغوط الإعلامية: للأسف ما يواجه الحكام السعوديين خلال الفترة الحالية من هجوم إعلامي متعصب سيساهم في مضاعفة الضغوط عليهم، وسينعكس بالسلب على أدائهم. ومن المؤسف جدًّا أن يقف الاتحاد السعودي لكرة القدم عاجزًا ومتفرجًا على ذلك، مع أنه بإمكانه اتخاذ الكثير من الإجراءات الاحترازية التي من شأنها حماية الحكام. ففي كثير من البطولات العالمية الكبرى هم خط أحمر لا يمكن الوصول له؛ لأن ذلك سينعكس على باقي أطراف المنظومة، ويؤثر سلبًا عليهم كما تتحمّل لجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم دورًا من ذلك بعدم اهتمامها بحماية الحكام من المتعصبين المنتسبين للوسط الإعلامي ممّن لا همّ لهم إلاّ خدمة أنديتهم على حساب أي شيء آخر، مع أنه بإمكانها تخصيص مبلغ من عقد الرعاية الموقع مؤخرًا مع مكتب محاماة متخصص يتولى الدفاع عن الحكام ضد كل من يهاجمهم، بما في ذلك مسؤولي الأندية والاعلاميين بعيدًا عن دخولها بشكل مباشر في الصراع. نص رسالة الاعتزال قال جلال في نص رسالته المؤثرة ً (أحببت أن أعلن لكم وبعد أن استخرت الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا اليوم (أمس) آخر عهدي بعالم التحكيم بعد أن ظهرت أمس أسماء حكام كأس العالم في البرازيل على غير المتوقع وبكل أسف... إخواني ...لأنكم تمثلون لي الشيء الكثير وأنتم من اهتم بي واهتممت بهم أحببت أن تكونوا أول من يعلم بذلك فبكم وبدعمكم بعد توفيق الله وفضله حققت كل ما خططت له.. سائلاً الله العلي القدير المزيد من التوفيق لكم جميعًا..وأرجو أن تسامحوني عن أي أمر بدر مني). صحيفة المدينة