الخرطوم عماد حسن: اعترفت أوغندا بأن قوات تابعة لها تقاتل في جنوب السودان إلى جانب الجيش الحكومي، وسط توقعات بأن يصعد هذا الاعتراف من وتيرة العنف، في وقت قال فيه مسؤولون إن الأممالمتحدة جمعت أدلة على أحداث عنف بشعة وقعت خلال الصراع المستمر من شهر، ودان البرلمان الأوروبي موجات العنف العرقي، وأعلنت واشنطن تحقيقاً في مقتل اثنين من مواطنيها هناك، على الرغم من ارتفاع التوقعات بانفراج محادثات طرفي الصراع في أديس أبابا بتوقيع اتفاق هدنة . واعترف رئيس أوغندا يوري موسيفيني للمرة الأولى بأن قوات تابعة لبلاده قاتلت في جنوب السودان وأعلن مقتل جنود أوغنديين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش جنوب السودان . ونشرت أوغندا قوات في جنوب السودان بعد خمسة أيام من بداية المعارك في 15 ديسمبر وذلك لإخلاء مواطنين أوغنديين ومساعدة رئيس جنوب السودان سلفا كير لكن كمبالا بقيت غامضة بشأن طبيعة العمليات . وأثناء اختتام قمة دول البحيرات الكبرى في لواندا، مساء أمس الأول الأربعاء، قال الرئيس موسيفيني إن جنودا أوغنديين قاتلوا إلى جانب جيش جنوب السودان . وقال في خطاب نشرته وسيلة إعلام حكومية "خلال يوم 13 يناير فقط، خاض جيش جنوب السودان وجنودنا معارك ضارية مع قوات التمرد على بعد نحو 90 كلم من جوبا، وكبدهم جنودنا خسائر فادحة" . وأضاف "للأسف قتل الكثير من المتمردين . كما أصيب جنود لنا وسقط بعض القتلى بينهم" . وأضاف موسيفيني "سواء كان انقلابا أم لا في جنوب السودان لا يزال هناك سؤال: إذا كان رياك مشار لم يدبر انقلاباً عسكرياً في جوبا لماذا سيطر أنصاره على مدن ملكال وبور واكوبو؟" . ويأتي إقرار الرئيس الاوغندي بمساعدة بلاده لقوات الحركة الشعبية الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير في محاربة التمرد في الوقت الذي جعل فيه مشار انسحاب الجيش اليوغندي شرطاً من شروط وقف إطلاق النار . لكن المسؤولة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد وكيلة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية قالت أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إن أوغندا أوضحت بأنها ترمي للدفاع عن المنشآت الأساسية في البلاد ودعم الاستقرار في جمهورية جنوب السودان . وفي جوبا أصدر ناشطو حقوق الإنسان والمجتمع مدني بياناً عبروا فيه عن رفضهم للتدخل الأجنبي في الصراع الجاري في البلاد كما طالبوا بتوسيع المحادثات الجارية في أديس أبابا لتشمل منظمات المجتمع المدني ومناقشة قضايا الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان . وقال مسؤولان في جوبا، إن الأممالمتحدة جمعت أدلة على أن أحداث عنف بشعة وقعت في البلاد خلال الصراع المستمر من شهر . وقال المسؤولان إن بعض الضحايا لهجمات تستند إلى العرق تم توثيقهم كما تم قطع رؤوس أخرى . ومن المقرر أن يعقد إيفان سيمونوفا مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة مؤتمراً صحفياً اليوم، كما أن المسؤولين اللذين فصلا أحداث العنف أصرا على عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما ليس مسموحاً لهما بأن يكشفا معلومات . وقالت هيومن رايتس ووتش، أمس، إن أبشع هجوم يستند إلى العرق وقع في منتصف ديسمبر عندما حشر ما يتراوح بين 200 إلى 300 من جماعة النوير العرقية في قاعة أطلق مسلحون النار داخلها ليقتلوا الجميع تقريباً . ومع ذلك، أكدت مصادر في مقر المفاوضات الجارية بين طرفي صراع جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حدوث انفراج كبير، وقالت إن الطرفين باتا مستعدين للتوقيع على اتفاق الهدنة بعد تلقي المتمردين ضمانات بالإفراج عن المعتقلين . وأضافت إن الترتيبات اكتملت لحفل التوقيع، وإن وسطاء منظمة دول "ايغاد" الثلاثة التقوا خمسة مفاوضين من كل من الطرفين . وأضافت "أن الوسطاء قدموا ضمانات لوفد المتمردين الذين يقودهم نائب الرئيس المقال رياك مشار، بإطلاق المعتقلين التسعة وعلى رأسهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، والقياديان في الحركة دينق ألور وكوستي مانيبي" . كما أكدت المصادر أن أموم وألور ومانيبي سيقودون المرحلة الثانية من المفاوضات، التي ستنطلق في أديس أبابا خلال الأسبوع المقبل . في الاثناء، عبر نواب أمريكيون عن قلقهم من العنف في جنوب السودان وتساءلوا عما إذا كان من المنطقي أن تواصل واشنطن إرسال مساعدات بمئات الملايين من الدولارات لها . ووصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إد رويس، النزاع في جنوب السودان بأنه "يثير الحنق"، وألقى باللوم فيه على عدم استعداد زعماء جنوب السودان لبناء دولة تشمل الجميع . ودان البرلمان الأوروبي بشدة أمس الخميس أحدث موجات الاشتباكات في جنوب السودان داعياً جميع أطراف الأزمة إلى احترام القانون الدولي الإنساني ودعم عملية المفاوضات الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وتبنى البرلمان قراراً أعرب فيه عن قلقه إزاء البعد العرقي للأزمة في جنوب السودان، فيما دعا زعماء الأطراف المعنية إلى منع الجنود الواقعين تحت سيطرتهم من ارتكاب انتهاكات ضد شعبهم . كما أعرب عن قلقه ازاء "الفساد المستشري في جنوب السودان الذي يلحق أضراراً بإمكانات إقامة ديمقراطية حرة ونزيهة" . الخليج الامارتية