اعترفت أوغندا رسمياً، أمس، ولأول مرة بأن جنودها يقاتلون إلى جانب القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفاكير، الذي يخوض معارك ضد متمردين، في حين نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ب«مجازر» عرقية، فيما لا تزال المباحثات بين طرفي النزاع الجارية في أديس أبابا معطلة. واعترف الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بأن قوات تابعة لبلاده، تقاتل في جنوب السودان، معلناً مقتل جنود أوغنديين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش سلفاكير. وأثناء اختتام قمة دول البحيرات الكبرى في لواندا، الليلة قبل الماضية، قال موسيفيني إن «جنوداً أوغنديين قاتلوا إلى جانب جيش جنوب السودان». وأفاد في خطاب نشرته وسيلة إعلام حكومية: «خلال يوم 13 يناير فقط، خاض جيش جنوب السودان وجنودنا معارك ضارية مع قوات التمرد على بعد نحو 90 كيلومتراً من جوبا، وكبدهم جنودنا خسائر فادحة». وأضاف: « قتل الكثير من المتمردين كما أصيب جنود لنا وسقط بعض القتلى بينهم». وكانت أوغندا نشرت قوات في جنوب السودان بعد خمسة أيام من بداية المعارك في 15 ديسمبر الماضي، لإخلاء مواطنين أوغنديين ومساعدة رئيس جنوب السودان سلفاكير لكن كمبالا بقيت غامضة بشأن طبيعة العمليات. جرائم إثنية وبالتوازي، وفي تقرير حول جنوب السودان، اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أن «جرائم مذهلة ارتكبت ضد مدنيين فقط، بسبب انتمائهم العرقي». وتحدثت المنظمة عن «مجازر معممة» بينها مجازر 16 ديسمبر الماضي في جوبا حيث قتل ما بين 200 و300 شخص بأيدي قوات الأمن الحكومية، التي «أطلقت بشكل منهجي» النار على أفراد من قبائل النوير، بعد محاصرتهم في مبنى. كما جمعت المنظمة غير الحكومية معطيات حول «استهداف وقتل مدنيين من إثنية الدينكا بأيدي قوات المعارضة في مناطق أخرى من البلاد». وتحدثت معلومات أخرى عن «عمليات قتل استهدفت أفراداً بسبب انتمائهم بينهم أطفال، وعن احتمال حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، ودعت إلى إجراء «تحقيق دولي». بدوره، قال مدير قسم أفريقيا في «هيومن ووتش» دانيال بيكيلي: «على الطرفين إبقاء المدنيين خارج النزاع والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة، والقبول بإجراء تحقيق ذي مصداقية ومستقل حول هذه الجرائم». من جهته، قال شخص يعمل بناء في العاصمة جوبا ويبلغ من العمر 42 عاماً: «لقد أخرجوا خمسة من جيراني وقتلوهم في الشارع» مورداً عمليات قتل وقعت في بداية النزاع. رصاصات تحذيرية في هذه الأجواء، أطلقت قوات حفظ السلام الدولية رصاصات تحذيرية لإبعاد مسلحين عن قاعدة للأمم المتحدة في جنوب السودان، بعدما أصابت أعيرة نارية المجمع، ما أدى إلى مقتل مدني واحد على الأقل، وإصابة عشرات كانوا يحتمون بالمكان. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتين نيسيركي إن «الواقعة حدثت الثلاثاء الماضي في قاعدة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في ملكال وهي نقطة عبور رئيسة والمركز الإداري لولاية أعالي النيل». محادثات معطلة على المستوى الدبلوماسي، لا تزال المباحثات الهادفة لإنهاء أكثر من شهر من النزاع بين قوات سلفاكير وقوات خصمه مشار معطلة في العاصمة الأثيوبية. ولم تتوفر أي معلومات جديدة بشأن المعارك التي دخلت شهرها الثاني. البيان الاماراتية