يعتقد بعض الناس ممن يتمتعون بوزن مناسب رغم أنهم يأكلون ما يشاؤون، ولا يمارسون أي نشاط رياضي أنهم محظوظون، وفي مأمن من كل المخاطر الصحية التي يخشاها البدناء وأصحاب الوزن الزائد. لكن دراسة جديدة تُحذر من مغبة هذا الاعتقاد الخاطئ، وتُشير إلى أن مؤشر الكتلة الجسمية الجيد لا يعني بالضرورة أن الشخص سيعيش حياة خالية من المشاكل الصحية المرتبطة بقلة الحركة وزيادة الوزن. وهم يرون بالمقابل أن الشخص الذي يعاني زيادة الوزن، أو البدانة، لكنه يواظب على ممارسة الرياضة دون أن يأبه بما إذا كان ذلك يساعده على إنقاص الوزن من عدمه، يتمتع بلياقة صحية أفضل، ويُسهم في تمديد عمره وتطويل أمد حياته من ثلاث إلى عشر سنوات. أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «بلوس» الطبية أن المواظبة على ممارسة الرياضة تُطيل أمد حياة الإنسان بمعدل يتراوح ما بين 3,5 سنة و4,2 سنة، وذلك حسب وتيرة التمرن ونوع النشاط البدني الممارَس. ويُشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة لا تعني أصحاب الأوزان المثالية فقط، بل تشمل زائدي الوزن والمصابين بالبدانة. فحتى إن كان مؤشر الكتلة الجسمية للشخص يصل إلى 35، وكان يواظب على ممارسة تمارين بدنية معتدلة مدة ساعتين ونصف أسبوعياً، أو يقوم بتداريب مكثفة مدة 75 دقيقة كل أسبوع، فإنه يزيد حظوظه بعيش حياة أطول، ووقاية نفسه من الأمراض المزمنة وعلل الشيخوخة التي تُقصر حياة الإنسان، وأنه يُصبح أفضل حالاً من الشخص الرشيق الخامل، ولو كان غير بدين، ولا زائد في وزنه. وليس مفاجئاً بالطبع كون الرياضة مفيدة لكل إنسان على مستوى وقايته من الأمراض وتطويل أمد حياته. لكن الجديد في هذه الدراسة هو تنبيه الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم في مأمن من الأمراض بسبب تمتعهم بوزن صحي يُشجعهم على مواصلة عيش نمط حياة ساكن، وقضاء أوقات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الحاسوب بدعوى أن أوزانهم تظل جيدة بالرغم من عدم التزامهم بأي نظام غذائي أو برنامج رياضي. فهذه الدراسة هي في الواقع إنذار مبكر لمثل هؤلاء الناس الذين قد ينخدعون بمؤشرات كتلتهم الجسمية وقواماتهم الجسدية. تمديد العمر يقول الباحثون إن الدراسة تعني الجميع، بمن فيهم الأشخاص الذين يتمتعون بمؤشرات كتلة جسمية تتراوح بين 20 و25، لكنهم يعيشون حياة خمول. فهؤلاء معرضون للوفاة قبل أقرانهم من البدناء أو زائدي الوزن النشيطين. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم دراسة شملت 431479 شخصاً تفوق أعمارهم 40 سنة. إذ وجدوا أن الأشخاص الخاملين معرضون لمخاطر الوفاة المبكرة بنسبة تُضاعف تلك التي سجلها أقرانهم من النشيطين، حتى لو كانوا بدناء أو زائدي الوزن. ويفيد الباحثون أن هذه النتيجة قد تقنع الأشخاص غير النشيطين حالياً بممارسة نشاط رياضي معين، من أجل عدم عدم تفويت جني المنافع البدنية والصحية على المديين المتوسط والبعيد. ويضيف الباحثون أنه على الشخص أن ينتظم في ممارسة الرياضة حتى عند فشله في إنقاص وزنه أو التحكم فيه. ... المزيد