«أحسنت التصرف» و «أحسنت عملاً» و غيرها من العبارات الإطرائية و التشجيعية التي تغيب عن مسامعنا و عن حياتنا الواقعية بكافة أشكالها. فإذا نظرت إلى الإطراء كأسلوب تربية أو كسياسة تربية فإننا نجد الإطراء ليس جزءاً منها و لا أدري إن كان غيابه قسراً أو جهلاً منا. و أضف إلى ذلك إلى أنه أسلوب غائب كتعامل بين المعلم و الطالب و بين المدير و الموظف , فالإنسان منذ خلق وهو مجبول على سماع العبارات التي تسعده و تجعله يشعر بتحسن. و الإنسان يجب أن يقدر ذاته و يحب أن يقدره الأخرون و هذا ما يفعله الإطراء. فالإطراء يعزز من ثقة الإنسان بنفسه و يحقق التقدير الذاتي و كذلك يعزز السلوك الإيجابي و يدفعه إلى تحقيق الأفضل دائماً. فعبارات الإطراء لها تأثير قوي وعميق إذا ما قيلت من اساس الصدق و البساطة و في الوقت المناسب فيما يساعدها على تحقيق الأثر العميق. فالآباء يستطيعون إطراء أبنائهم إذا ما قاموا بعمل جيد إما بمكافاة على ما قام به وكذلك المعلم مع الطالب والمدير مع الموظف إذا ما قام بتأدية عمله على أكمل وجه فإن إطراء المدير له هو بحد ذاته تقدير للموظف ويجعله يرغب في أن يقدم أفضل ما لديه. فجميعنا في مختلف أعمارنا نحتاج من وقت لآخر أن نسمع كلمات الإطراء والتشجيع لأنها تشعرنا باهتمام المحيطين بنا و لأنه في بعض الأحيان أقل ما نكون في حاجة إليه هي كلمة تشجيع فقط هذه الكلمة كفيلة بأن ترفع معنوياتنا عاليا بعد هبوطها و تجعلنا نشعر بشعور أفضل اتجاه أنفسنا و تساعدنا في النظر إلى الامور بطريقة مختلفة وكذلك تخبرنا تلك الكلمات بأننا نسير على الطريق الصحيح و بأنه نستطيع أن نتقدم دائماً. و الكلمات و العبارات لها تأثير كبير في تشكل الشخصية سواء كانت ناجحة أو فاشلة. فكما للكلمات قدرة على تدمير الإنسان و تحطيمه فهي تملك القدرة والقوة ببناء الإنسان . فلنكن سخيين بعباراتنا الإيجابية مع الآخرين. ولافي معتوق العصيمي- مكةالمكرمة. صحيفة المدينة