الحضارة الإنسانية ما هي إلا احترام حقوق الإنسان، ولا شك ان احترام حقوق الآخرين عملية غاية في الصعوبة وخصوصا اذا كان ذلك على حساب النزوات والأهواء والمصالح الشخصية لكن النجاح في ذلك له عائد كبير على حياة من يسعى الى ذلك في الدنيا والآخرة وفي الدنيا لغير المسلم ان ذلك من صفات العظماء، ان ذلك من صفات الأمم المتحضرة فلا قيمة لأي ادعاء بالعظمة من أي إنسان او أمة مهما بلغت قوته او قوتها أو نفوذه او نفوذها او جاهه او هيبتها اذا لم يكن من صفاته او من صفاتها ذلك، فهتلر ليس عظيما لأنه استخدم مواهبه لظلم الآخرين، والتتار والمغول لم يكونوا أمة حضارية لأنهم استخدموا قوتهم لاغراض أنانية مصلحية. ومع ذلك فإن العديد من الناس و الأمم في الوقت الحاضر لا يدركون هذه الحقيقة، وبالتالي فإنهم لا يسعون لتحقيق ذلك بل حتى لا يتمنون ذلك، ولذلك فإنه لا يمكن لهؤلاء ان يكونوا عظماء حتى ولو ملكوا المال ولا يمكن لأمة هم قادتها ان تكون امة حضارية رائدة، ويمكن القول بأنهم بدون ذلك سيستمرون يعانون العديد من الأزمات والإخفاقات. وقد اشار القران الى هذه الظاهرة منذ اكثر من قرن ونصف من الزمن اذ يقول الله في سورة فصلت "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وابشروا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)". ومما يثير الدهشة ان هذه الآيات قد حضت على ذلك و بإيجاز شديد ووضوح كبير و لم تدع أي لبس او غموض فالآيات (30 و31 و32) قد بينت ان اعتناق الإسلام و التمسك به ستترتب عليه حياة سعيدة في الدنيا والآخرة ويرجع ذلك الى ما يحدثه ذلك من تغيرات في قيم وسلوكيات المسلم، تجعله يهتم بحقوق الآخرين والى ما يمنحه الله له من إكرام تشجيعا له على ذلك.. والآية (33) تشير الى أهم قيمة ايجابية على الإطلاق ألا وهي الدعوة الى الله، لان دعوة الآخرين للإسلام تنبع في هذه الحالة من حب الخير للآخرين وليس من حب السيطرة و التحكم بهم اللذين ينبعان من الأنانية، ولا شك ان الدافع الأول يمثل قيمة ايجابية كبيرة تؤدي الى نشر الخير في هذا العالم والذي يستفيد منه الداعي والمدعو لأنه يحمي حقوق الجميع، في حين ان الدافع الثاني يمثل قيمة سلبية كبيرة تؤدي الى نشر الشر في العالم والذي يتضرر منه كل من الداعي والمدعو لأنها تهدر حقوق الآخرين مايعني ايضا إهدار حقوق الجميع. وقد أوضحت الآية (34) ذلك بإيجاز ووضوح تام، فالداعي الصادق هو الذي يسعى الى نشر الإحسان والخير (الحسنة) الذين يعني حماية حقوق الآخرين وتمكينهم من التمتع بها، والى تقليص الشر (السيئة) الذي يعني القضاء على غمط حقوق الآخرين وظلمهم وعدم الاكتراث بهم.. ان ذلك يتحقق من خلال تحري فعل الحسنات وتجنب الانجرار الى فعل السيئات بدافع ذاتي حتى ولو قوبل ذلك بعكس ذلك من قبل الآخرين، ولا يمكن ان يتحقق ذلك إلا اذا تم العمل على تربية النفس على اكتساب القيم والممارسات الايجابية (الحسنات) ونبذ القيم السلبية (السيئات) الى أقصى قدر ممكن، أي عندما يتم التعامل مع الآخرين بمقياس واحد سواء كانوا أحب الأصدقاء او ابغض الأعداء. ان ذلك لا يعني بحال الا يكون هناك أعداء وأصدقاء وإنما يعني ان من حقق هذه المرتبة قد استطاع ان يكبح جماح نفسه بحيث أصبحت تتعامل مع الآخرين بعدل وإحسان أي من خلال احترام حقوق الآخرين بغض النظر عما تدفع إليه نزواته ورغباته الخاصة، ولذلك فانه في هذه الحالة يحب الخير لأعدائه كما يحب الخير لأصدقائه ويحرص على الوفاء بحقوق أعدائه كما يحرص على الوفاء بحقوق أصدقائه، ولا شك أنهم سيبادلونه ذلك مما يعني ان الجميع سيعيش حياة أفضل. والآية (35) توضح ان الوصول الى هذا المستوى يتطلب من قبل الانسان الصبر و التقرب الى الله للحصول على هدايته و توفيقه، فالصبر يعني أولا محاربة القيم والسلوكيات السلبية ويعني ثانيا الحرص على التحلي بالقيم الايجابية ويعني ثالثا التعود على عدم مقابلة الإساءة بالإساءة، ان هذا الصبر سيعطي ثماره كما تدل هذه الآية على ذلك فالحظ العظيم هو الحياة الطيبة في الحياة الدنيا والآخرة، ولا شك ان ذلك نجاحاً ما بعده نجاح فإذا كان النجاح في الحياة الدنيا يفتن الألباب و يعتبر صاحبه محظوظا فما بالك بمن يحقق النجاح في الدنيا والآخرة.. لا شك انما يتركه ذلك على أي إنسان شيء لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر.. انه بحق الفوز المبين. ومن رحمة الله بهؤلاء ان محاولة الشيطان صرفهم عن هذه الطريقة لاتنجح، فإذا ما ضعف الإنسان في أية لحظة من لحظات حياته فإنه يستطيع ان يستعيذ بالله من الشيطان فيصرفه عنه ويوفقه للتوبة ويقبلها منه، فالإنسان المسلم يكرر الدعاء المعروف (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين) على الأقل سبعة عشر مرة في اليوم و الليلة. إن هذه الآيات تدل على ان دفع السيئة بالحسنة لا يعني المجاملة السمجة بل يعني صدور ذلك من قبل مخلص صادق، فإذا لم تصدر الكلمات و التصرفات عن اقتناع حقيقي فانها لا تؤثر و لا يستجاب لها فالنفاق باطل يزهق و الإيمان حقيقة تبقى، وقد أبطل الله صدقة المنان وصدقة المرائي.. قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رياء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا) (البقرة). وعلى الرغم من ذلك فان الفهم لهذه الآيات وغيرها من قبل العديد من علماء المسلمين قد حصر الحسنة والسيئة في بعض الجوانب فقط.. فالحسنات عند هؤلاء تنحصر بالجهاد وما يترتب على ذلك من الغنيمة والنصر وطاعة الرسول وتطبيق الشريعة والطاعة خصوصا الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وكذلك الخصب والمطر والنعمة.. وكذلك فإن السيئات عند هؤلاء قد تمثلت في البدع والأهواء والجدب والبلاء والمعصية. فكما تشير اللغة العربية فإن الحسنة تشمل جوانب كثيرة و كذلك السيئة فكما ورد في لسان العرب الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه وفي الحديث: أحاسنكم أَخْلاقاً المُوَطَّأون أَكنافاً، وحسََنتهَ تحْسيناً: زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إليه وبه،قال تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام: (وقد أَحسَنَ بي إذ أَخرَجَني من السِّجن) أَي قد أَحسن إلي.. وقال تعالى: (وقولوا للناس حُسْناً)، أَي قولاً ذا حُسْنٍ.. و قال تعالى: (والذين اتَّبَعوهم بإحسان)، أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج السابقون عليه، وقوله تعالى: (وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً)، يعني إبراهيم، صلوات الله عليه وعلى نبينا وآله، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ. وقال تعالى: (إنَّ الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ)، والحَسَنةُ ضدُّ السيِّئة، وقال تعالى: (مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ أَمثالها)، والجمع حَسَنات والمَحاسنُ في الأَعمال: ضدُّ المَساوئ.. وقوله تعالى: (إنا نراكَ من المحسنين) أي الذين يُحْسِنون، أي الذين يَنْصرون الضعيف ويُعينون المظلوم ويَعُودون المريض، فذلك إحْسانه.. وقال تعالى: (ويَدْرَأُون بالحَسَنة السيِّئةَ) أَي يدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّئِ غيرهم، ومن ذلك قوله عز وجل:(ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن) وقوله عز وجل: (أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه) أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ، قوله تعالى: (ولله الأَسماء الحُسنى)، وقال تعالى: (ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه حُسْناً) أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً.. وقوله تعالى: (اتَّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم) وقوله تعالى: (رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً)، أَي نِعْمةً، ويقال حُظوظاً حسَنة.. وقوله تعالى: (وإن تُصِبْهم حسنةٌ) أَي نِعْمة، وقوله: (إن تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ)، أَي غَنيمة وخِصب، وإن تُصِبْكم سيِّئة، أَي مَحْلٌ.. وقوله تعالى: (وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها) أَي يعملوا بحَسَنِها، أي نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ. ورجل مُحْسِن ومِحسان، أَراد بالإحسان الإشارةَ إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، (هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان) أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة.وأَحسَنَ به الظنَّ: نقيضُ أَساءَه، والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره، تقول: أَحْسَنْتُ إلى نفسي، والإنعامُ لا يكون إلا لغيره. وهو يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه حَسَناً.. ويقال: إني أُحاسِنُ بك الناسَ. والسُّوءُ: الفُجُورُ والمُنْكَر.. ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْئٍ، ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْن. : وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، وقال عز مِن قائل: (إِنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها).. وقال: (ومَن أَساءَ فعليها).. وقال عزَّ وجل: (وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ)..وتقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، قوله تعالى: (ثم كان عاقبةَ الذين أَساءُوا السُّوآى)، ويقال: أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه.وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ.. وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِل والسَّيِّئةُ الخَطِيئةُ، واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ.. وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّء)ِ، فأَضافَ: (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه)، و معنى السَّوْءِ هاهنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ،. قال اللّه تعالى: (عليهم دائرةُ السَّوْءِ)، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بهم. و السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه. وقد أثبت عدد كبير من الأبحاث في العديد من المجالات العلمية ( الطب، النفس، الادارة، الاجتماع، التاريخ) ان حياة الإنسان والجماعات والمجتمعات تكون أفضل في حال تبنيهم للقيم الايجابية وحرصهم على السلوكيات والممارسات الايجابية ايضا، و كذلك فقد أثبتت هذه الأبحاث بان حياة هؤلاء تكون تعيسة في حال تبنيهم للقيم السلبية و عدم اكتراثهم بالسلوكيات والممارسات السلبية. ذلك ان للعواطف الإنسانية (الحب و الكراهية) تأثيراً ملموساً على كل من الجسم و العقل أي على كل من الجسم والروح.. إنها تؤثر على كيمياء الدماغ وعلى الدورة الدموية والتي تثر بدورها على أعضاء الجسم المختلفة وبالتالي على وظائفها. فالأفكار و التصرفات الايجابية تحافظ على صحة الجسم و تساعد على سرعة شفائه من العديد من الأمراض، فعلى سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يتمتعون بالحب والتضحية و الاهتمام بالآخرين و الإحسان إليهم يعانون من معدل أمراض اقل ويتعافون منها بسرعة اكبر ممن يعانون من الحسد و الحقد و الأنانية و القلق والغيرة و عدم الاكتراث بالآخرين و التمادي في الظلم و البغي.. و الأكثر أهمية من ذلك ان هذه النتائج قد رصدت في العديد من المجتمعات بغض النظر عن الاختلاف من حيث العرق و الثقافة و التقاليد و الدين. هذا الفهم الخاطئ من وجهة نظري ادى الى عدم سعي بعض المسلمين للتحلي بالعديد من القيم الايجابية المهمة، والتي من أبرزها التسامح و احترام حقوق غير المسلمين بل واحترام بعض حقوق المسلمين مثل حق أصحاب المذاهب المخالفة في اتباعها، فالتعصب للدين و المذهب و القبيلة ينبع من الأنانية و حب الذات و عدم الاهتمام بالآخرين و عدم احترامهم او الاعتراف بهم كبشر لهم حرية الاختيار مثلهم مثل غيرهم، و لا شك ان ذلك ينبع من شرور النفس. و شرور النفس ضارة حتى لو تسترت تحت دثار الدين او الفضيلة، و لا يمكن ان يرتقي أي إنسان الى هذا المستوى الذي حدده الإسلام أي ان يكون عدوه مثل صديقه، و بالتالي لا يعامل من لا ينتمي الى مذهبه مثلما يعامل من ينتمي إليه ولا يعامل من لا ينتمي الى حركته مثلما يعامل الذي ينتمي إليه، ولا يعامل من لا ينتمي الى حزبه مثلما يعامل الذي ينتمي إليها و من لا ينتمي الى قريته مثل الذي ينتمي إليها إلا من خلال محاربة شرور النفس.. فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبه (نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا).. وقال أبو بكر رضي الله عنه علمني دعاء فقال قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد الا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. ان التخلص من القيم السلبية أي من السيئة يتطلب من أي إنسان ان يتخلص من ذنوبه من خلال الاستغفار والتوبة والاستعاذة بالله من شر نفسه وسيئات عمله والدعاء بذلك في الصباح والمساء وعند المنام كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أبا بكر الصديق كما اشار الى ذلك الحديث السابق. ان ذلك هو طريق الحضارة و هو كذلك طريق الجنة.. و ما من شك بان الفرد الذي يوفق في ذلك ذو حظ عظيم و ان الأمة التي يكون فيها عدد كبير من هؤلاء ذات حظ عظيم.. ان هذه القيم لذلك أهم من الموارد و أهم من المال وأهم من كل أنواع الأسلحة الفتاكة.