عبده العبدلي من منكم يعرف اسم اليهودي الذي زار اليمن زمان، عندما كانت المرتبات تُصرف شهريًا دون توقف أو انقطاع، وأجرى لقاءات ميدانية مع عينات من الموظفين وبعض شرائح المجتمع حول الأوضاع المعيشية في اليمن، وكيف يواجه الموظف اليمني المستأجر متطلبات واحتياجات المعيشة؟ وهل ما يتقاضاه من مرتب يكفيه هو وأسرته طوال الشهر بعد دفع الإيجار لصاحب البيت؟ وكانت ردود المواطنين والموظفين: (عايشين بالبركة) (على الله). تلك الشكوى كانت والرواتب منتظمة وبلا تضخم أو تدهور في قوتها الشرائية، إلخ. وعندما عاد إلى بلاده وسألوه عن الأوضاع في اليمن، قال لهم: "الله في اليمن"، أي أن الله في عونهم. واليوم نتمنى أن نجد رقم أي واحد من أحفاد ذلك اليهودي، وكأنهم سرقوا نسخة من التقرير الذي عمله جدهم، وسلموها لمن يحكمون الشعب اليمني هنا وهناك. وقالوا لهم: إن جدّنا أوصى في ختام التقرير بقطع مرتبات الموظفين اليمنيين لأن "الله في اليمن"، وعليكم أن تعملوا بوصية جدّنا لأنه تعب كثيرًا في إعداد هذا التقرير، الذي ربما كان فحواه اتباع سياسة إدارة الأمة بالجوع الجزئي. لكن من يسيرون أمورنا لم يقصّروا، وفهموا أن ما يراد بالتقرير هو القطع التام للرواتب، طالما أنها توصيات وحكمة من يهودي، ولن يضر الشعب شيء طالما أن "الله في اليمن" حسب ما ذكره ذلك اليهودي.