كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    مليشيا الحوثي تعمم صورة المطلوب (رقم 1) في صنعاء بعد اصطياد قيادي بارز    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب.. ربيع الثورات يئنّ من زوابع خريف الغضب 3

بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق رياح التغيير عبر ثورات الربيع العربي، لا يبدو المشهد ورديا لأنه لم يحقق شيئا من طموحات الشعوب التي انتفضت على أنظمتها السابقة وأسقطت حكامها في أكثر من بلد عربي في المنطقة.
ويقفز السؤال، لماذا تحولت ثورات الربيع إلى خريف غضب في البلاد التي انتفض شعبها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية ؟، سؤال ينقسم حوله الكثيرون، بين من يقول إن الربيع لايزال يفرز تداعيات لم تنته، وبين قائل يرى أن خريفا من الغضب هو ما يجري وسيستمر، إلى أن تهدأ الأمور، في وقت يسلم فيه المنتفضون أن الربيع انتهى؟ فهل انتهى بالفعل؟.
تلك الثورات كان يمكن لها أن تحقق شيئا من حلم الجماهير العربية لو قادت نفسها بنفسها، وسارت في طريق واحد فقط هو طريق الحرية والعدالة والمساواة، ولكن لأنها أوطان تتمتع بمواقع وثروات مهمة للغير، كانت الفرصة مواتية أمام الغير للتدخل بصورة مباشرة أحيانا وغير مباشرة في أحيان أخرى، بالتحريض والتأليب لمنع تحقيق ما تريد، والوصول لغاياتها، ولأن أهداف الشعوب.
كانت على النقيض من مصالح الدول الأخرى، وبالذات الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية، ولكل ذلك بدأت حالات من الإرباك والفوضى تعم المشهد العام، ليختلط الحابل بالنابل، حتى أصبحت الصورة أكثر ضبابية وسط رياح عاتية وأيام حبلى بالأحداث لم ينجل غبارها بعد.
مسقط
اختطاف أحلام الشباب والنخب السياسية انتهازية
في ظل صراعات النخب العربية، ومكائد الدول الغربية، وتدخلات الأجندة الأميركية، دخل الشباب العربي مرحلة من اليأس والآمال تتسرب من بين يديه في غد أفضل كان هدفاً أساسياً عندما شمروا سواعد وخرجت مسيراتهم إلى الشوارع، مطالبين بسقوط الأنظمة الفاسدة ورحيل الطغم الحاكمة. ولكن بقي السؤال هل تحققت آمالهم وجنوا حصاد حراكهم؟
يقول المحلل السياسي العماني عوض بن سعيد باقوير إن ثورات الربيع العربي شكلت آمالاً كبيرة وطموحات عديدة لا حدود لها للملايين من الشباب العربي سعياً لإقامة أنظمة سياسية تقوم على مبادئ ومفاهيم جديده قوامها الحرية والعدالة الاجتماعية ووجود فرص حقيقية للشباب للعب دورهم الطليعي في تنمية بلدانهم، في ظل مناخ عام يشهد متغيرات حقيقية على غرار ما حدث في أوروبا الشرقية بعد سقوط حائط برلين.
ولكن بعد مضي ثلاث سنوات من ذلك التحول الثوري في عدد من البلدان العربية، وفي مقدمتها تونس ومصر، فإن الأجواء السياسية دخلت منعطفاً سلبياً وتم اختطاف تلك الأحلام الشبابية ومارست النخب السياسية التقليدية انتهازيتها من جديد، وبدأت معركة الكراسي والاستحواذ، وتفجير صراعات بين تيارات دينية وليبرالية، بل وعادت بعض قيادات الأنظمة المنحلة.
ومن هنا فإن ملامح المشهد العربي مع قدوم العام الجديد تبدو بائسة، حيث الصراعات في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا التي لا تزال تعيش الصراع الدموي الأكثر ضراوة، وهناك بعض الدول العربية، ساهمت من خلال أجنداتها السياسية في خلق وتنامي الصراع.
وبالطبع فإن أحلام تلك الأجيال أصبحت تتجاذبها تلك النخب وعليه فالمستقبل يبدو غامضا الآن، ولن تتضح الأمور خاصة والثورات العربية كان منطلقها سليما، اذ بدأت التخلص أولا من أنظمتها الديكتاتورية، ولكن للأسف وكعادة العرب دائما ما يجهضون الفرص الحقيقية لإيجاد مناخ سياسي جديد تتطلع من خلاله الأجيال إلى حياة كريمة وفرص متساوية، والانطلاق نحو الإبداع والتطور مثلما يحدث في دول أوروبا الشرقية، ودول شرق آسيا، وفي ظل الظروف الحالية.
فإن استقرار الأوضاع يتوقف على المشهد السياسي العام في الدولة العربية الأكبر، وهي مصر فإذا نجح المسار السياسي فيها ، بداية من التصويت بنعم على الدستور، ومروراً بالانتخابات الرئاسية، وانتهاء بالانتخابات البرلمانية، فقد يؤدي ذلك إلى الاستقرار النسبي في بقية الدول، ويحدث أثراً إيجابياً فيها.
وعدا ذلك فإن الصراع السياسي والعنف سوف يستمران للأسف خلال العام الحالي على الأقل في ظل الاستقطاب الإقليمي في تلك الدول، ومن هنا تكون قد ضاعت فرصة تاريخية على ملايين الشباب لتحقيق أحلامهم وآمالهم التي دفعتهم إلى الشوارع لاقتلاع نظم متجذرة مارست الطغيان والبطش لسنوات طوال استشرى فيها الفساد ليلحق بالبلاد والعباد.
موسكو
الجاليات العربية في روسيا منقسمة وتائهة
بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق رياح التغيير بدول الربيع ، لا يبدو مشهد الجاليات العربية في أقطار المهجر المختلفة، بعيدا كثيرا عن الأوضاع التي نشأت داخليا في المنطقة. ولا تختلف اصطفافات وأوضاع عرب روسيا عن حالة الانقسام الشديد التي يعيشها أبناء جلدتهم.
وبعد انهيار عشرين عاما على انهيار قلعة الشيوعية لم يعد أي من أنصارها في دمشق وبيروت وبغداد يحملون المظلات إذا أمطرت في موسكو، ولا ينتظرون بلاغا من المكتب السياسي في الحزب القائد، أو حتى افتتاحية جريدة البرافدا ليحددوا مواقفهم من قضايا الساعة.
قيادة الكرملين لم تخف تحفظها على التطورات التي شهدتها المنطقة منذ البداية، وأطلق بقايا "المستشرقين" العنان لمخيلتهم للمقارنة بين ثورات الربيع العربي والثورات الملونة في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وربطوها بالصراع العالمي مع أميركا والامبريالية.
معظم أبناء الجالية أعلنوا بداية انحيازهم المطلق للثورات في تونس وليبيا ومصر، واعتبروا أن العرب باشروا في كتابة تاريخيهم من جديد، إلا أن الانقسام بدأ واضحا بعد التدخل العسكري في ليبيا ومواقف موسكو بأن الغرب خدعها في مجلس الأمن وتجاوز التفويض باستخدام القوة ضد نظام القذافي.
وتعمق الانقسام وبات حادا مع اشتعال الثورة ضد نظام الأسد. في الشهر الماضي اقتحم رئيس اتحاد الطلبة السوريين في موسكو الجموع والحراسات المحيطة بالرئيس فلاديمير بوتين ليقبل يده ويشكره على ما مواقفه في الملف السوري، الخطوة كانت مستهجنة من بوتين الذي لم يألف مثل هذه التصرفات.
وفي المقابل لا يكف معارضو الأسد عن مطالبة القيادة الروسية بالتوقف عن دعم نظام الأسد والانحياز إلى خيار الشعب السوري الطامح إلى الحرية، ويسعى فريق من المقيمين السوريين إلى ترجمة بعض المواد ونشرها في موقع لدعم الثورة السورية.
وفي الأعوام الأخيرة نظم المعارضون والمؤيدون لنظام دمشق مظاهرات ووقفات لشرح "حقيقة" الموقف للشعب الروسي. وفيما يحظى مؤيدو الأسد بدعم إعلامي كبير، ومساندة مؤسسات شعبية، فإن المعارضين شبه معزولين في وسائل الإعلام والشارع.
حرب مفتوحة
ويخوض أبناء الجاليات العربية في موسكو حربا مفتوحة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. الصحفي سامر راشد يقول تشهد الساحة انقساما حادا بين أنصار الثورات ومعارضيها، وتأثير وسائل الإعلام الروسية التي تقدم وجهة نظر واحدة في معظم الأحيان، إضافة إلى الموقف الرسمي وتصريحات المسؤولين حول ما يجري في الوطن العربي.
ويعود الانقسام الحاد إلى المآلات المأسوية التي وصلت إليها أوضاع العرب، من عدم استقرار سياسي في تونس، وفوضى سلاح وأخطار تقسيم في ليبيا، وتفتت بنية الدولة في سوريا، وعودة الأمور في مصر إلى المربع الأول ، بعد الإطاحة بالرئيس مرسي. وطول الفترة الانتقالية واستعجال النتائج أحبط كثيرين من أبناء الجاليات خاصة في ظل التأثيرات الاقتصادية السلبية عليهم وعلى أسرهم .
ويعمق الانقسام بين أفراد الجاليات عودة ألوف العائلات المختلطة للعيش في روسيا، بعد فقدان الأمان في البلدان العربية، فهذه العائلات جاءت بآراء مختلفة وشهادات متعاكسة حول المسؤولية عن تدهور الأوضاع.
المهندس السوري كمال عاد مع زوجته الروسية وابنيه إلى موسكو منذ أشهر، بعد غياب دام 15 عاما، وهما يدعمان الثورة بالمطلق، ويحملان النظام المسؤولية كاملة عن تدمير البلد، وتحويل الصراع إلى حرب أهلية وطائفية. ويؤكدان أن عدم دعم المجتمع الدولي للثورة السلمية أدى إلى بروز المتطرفين، وخروج الآلاف من سوريا بعد أن كانوا يقومون بأعمال الإغاثة.
ولا يرى الطبيب السوري علي حمدان في الأحداث التي تشهدها بلاده إلا الخراب والدمار والتطرف الآتي من الخارج، وضمن مخططات مسبقة لتقسيم المنطقة والاستيلاء عليها، وتستهدف رأس المقاومة لمصلحة إسرائيل.
وخلاصة القول فإن الجالية العربية في روسيا بعد ثلاث سنوات على انطلاق شرارة ثورات الربيع منقسمة بحدة، ولا تقوم بدور مؤثر على أبناء الشعب الروسي أو صناع القرار، أو حتى في التخفيف من ويلات وصعوبات الفترة الانتقالية عن مواطنيهم في البلدان العربية.
المنامة
عفوية الثوار وغياب القيادة أربكا المسار
عندما اشتعلت الثورة في تونس أواخر عام 2010 وتلتها الثورة المصرية بداية 2011، لم تكن الثورتان تحت قيادة معينة ومركزية، بل كان الشارع يقود الحركة الجماهيرية، ومطالب الحرية والعدالة تدفع بالجماهير للشوارع، على أمل تحقيقها وتغيير النظام الذي كان بعيداً عن القواعد الجماهيرية، بل ومناهضاً للعدالة والمساواة والحرية التي كانت تنشدهاالشعوب، هكذا بدأ الأمين العام لجمعية الوسط العربي الإسلامي في مملكة البحرين أحمد سند البنعلي حديثه عن مآلات الثورات العربية بعد ثلاث سنوات، وهي لم تنجز بعد ملفاتها المرصودة على أجندة الجماهير.
وأكد أن تلك الثورات كان يمكن لها أن تحقق شيئاً من الحلم العربي، لو قادت نفسها بنفسها وسارت في طريق واحد فقط، هو طريق الحرية والعدالة والمساواة. وحاول الآخرون التدخل بصورة مباشرة أوغير مباشرة لمنع تحقيق ما تريد، لأن الأهداف كانت على النقيض من مصالح الدول الأخرى، وبالذات الغرب والولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أن تلك الدول سارعت لوضع بصمتها وبسرعة لتلحق بما فاتها في تونس، وتبدأ بمصر وليبيا وبعدهما اليمن وسوريا، وكان تدخلها مباشراً في ليبيا وسوريا وغير مباشر في اليمن ومصر، مع محاولة الدخول في مسيرة الثورة في تونس، ما جعل الربيع العربي يتحول إلى خريف عاصف ودويلات ممزقة تتناحر في ما بينها.
والثورات كان يمكن لها النجاح بصورة أفضل بكثير، لو لم تدخل في مكوناتها وتتسلق على أكتافها التيارات المتأسلمة، بدعم من خارج المنطقة، وتصل إلى قمة هرم السلطة، بسبب قوتها التنظيمية التي كانت عليها بدعم من النظام العربي السابق، وتنسيق مع الخارج، وهو ما تبدى مؤخراً من الوثائق التي خرجت تفضح العلاقات التي كانت بين جماعة الإخوان المسلمين مع الغرب.
فتحولت الثورة إلى صراع طائفي بين المكونات الشعبية، ونحى جانباً الصواب والخطأ، وهو مبدأ يقبل الحوار بين الأطراف إلى حلال وحرام يمنع أي حوار بينها، ومنع الاستقرار ونشر الفوضى، بجانب غياب القيادة الواحدة للثوار في كل قطر عربي، ما سمح للدول الأجنبية أن تضع رأيها في مسيرة بعض الحركات الشعبية، وتؤخر، بالتالي، جنيها لثمار ثورتها.
وذلك التدخل وتمكن التيارات المتأسلمة من الوصول إلى السلطة، خدم المخطط الأجنبي كثيراً، وأدى لتمزيق وهدم القوة العربية بعد تحطيم الجيش العراقي، وبعده الليبي، وتحويل تلك الجيوش إلى مجرد قوى أمن داخلي.
وما يبعث على الاطمئنان، تنبه الشعب والجيش المصري لتلك المؤامرة، وإزاحته لجماعة الإخوان من السلطة، بعد أن تكشفت المؤامرة والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها من جديد، والحفاظ على توازن وقوة الجيش في مصر.
تدخل صريح
وأكدت الكاتبة والباحثة البحرينية الدكتورة انتصار البناء، أن الإجابة عن العديد من الأسئلة التي أفرزها الحراك الشعبي في الوطن العربي تكاد تكون صعبة، لأن تفسير مرجعيات الأحداث لا تزال غامضة ومتناقضة، واستشراف أفق المستقبل تبدو ضبابية بسبب تحرك جميع التيارات السياسية والأيديولوجية في الوقت نفسه وفي اتجاهات متباعدة، وتدخل الخارج بشكل صريح في العديد من القضايا، خاصة في سوريا وليبيا.
والفوضى التي دخلت فيها بلدان الربيع أدت لاتجاه خطير، يهدد مفهوم الدولة وسلامة وحدتها وتماسك مكوناتها، والعمل على ضرب البنية المؤسسية للدولة بشكل مباشر، وأهم سببين أديا إلى ذلك، وصول الإسلاميين إلى الحكم، واستمرار الجماعات الشبابية وجمعيات حقوق الإنسان على حالهم الرافض.
والإسلاميون بأيديولوجيتهم الإقصائية لديهم مشكلات بنيوية مع قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة والأقليات والمرأة، لذلك يصعب أن يكونوا أداة لتحقيق أهداف الثورات التي ترمي إلى الديمقراطية والمساواة والانفتاح على الآخر، ويعد الاجتياح المرعب للجماعات الجهادية المتطرفة لتلك الدول، بموجة تطرف مخيفة، ستعيدنا قروناً إلى الوراء بدلاً من استشراف المستقبل.
والجماعات الرافضة التي تمتلك تحالفات قوية مع وسائل الإعلام العالمية ومع المنظمات والشخصيات السياسية الدولية، صارت وسيلة من وسائل التشويش على عمليات الإصلاح.
تساقط أوراق الربيع أضاعت معالم الطريق
ما إن انتفضت الشعوب العربية ضد الدكتاتوريات، التي تحكمها في بلدانها، حتى أطلق العالم على ذلك الحراك مسمى "الربيع العربي"، لاسيما أنها جاءت بعد مؤشرات متدنية للتنمية، وبطالة خانقة، وتهميش ممنهج، واستيلاب يستفز المشاعر، ودوامة من المعاناة كان من الطبيعي أن تتكسر على صخرة الرفض وإرادة الشعوب في تغيير واقعها المؤلم.
غير أن الربيع الذي استبشرت فيه الشعوب المتعطشة إلى "الحرية والكرامة"، تساقطت أوراقه وضاعت معالم طريقه، ولم ينع أزهاره، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، ليدخل الجميع في متاهات الاقتتال والتناحر، بحثاً عن المناصب وشهوة الكراسي، ليكون الخاسر الأكبر هو المواطن من جديد.
يقول مستشار جمعية الصحافيين الكويتية دكتور عايد المناع، الجميع يعاني إشكالية تداعيات الربيع، خاصة بعد الأحداث التي أعقبت الثورات الشعبية، ومن المتوقع استمرار تلك التداعيات لفترة طويلة حتى تستقر الأوضاع، وتتضح الرؤية.
ومن المستحيل إعطاء قراءة دقيقة للأحداث الحالية في البلدان، التي شهدت الانتفاضات، بالنظر إلى السنوات والعقود الطويلة التي كان يعانيها المواطن البسيط، ومن أسباب الفوضى التي تعيشها الشعوب، شهوة الكتل السياسية في اعتلاء المناصب، وطمع بعض الدول الساعية لموطئ قدم، من أجل زيادة النفوذ والتكسب السياسي، ويشهد التاريخ أن الكلمة الفصل هي للشعوب التي لن تهدأ بعد ثورتها الأولى حتى تتمكن من نيل حقوقها.
ويرى أستاذ الإعلام دكتور خالد العنزي أن الدول العربية التي شهدت الثورات الشعبية لا تزال تعيش مخاضاً عسيراً، ما جعل ما قامت به من تضحيات في إطار التقييم، وما يحدث حالياً من فوضى يعتبر أمراً طبيعياً، لاسيما بعد عقود من حكم الدكتاتورية للشعوب بالحديد والنار.
وساعة الزمن لا يمكن أن تعود إلى الوراء، حتى وإن لم تؤت تلك الثورات ثمارها على المدى القريب، فالكتل السياسية التي استطاعت الصعود على أكتاف شباب الثورات، استثمرت الفرصة بأخطاء فادحة وهي الاستئثار بالمناصب، الأمر الذي أشعل الموقف من جديد، ومن الطبيعي أن تكون هناك فوضى بعد الحكم المطلق، لكن المخاطر تكمن في التناحر المسلح الذي يدفع ثمنه المواطن البسيط.
المرأة
لا شك في أن المرأة العربية لعبت دوراً محورياً في الحراك العربي، إلا أن آمالها في الحصول على حريات وحقوق أكبر، تحطمت على صخرة المجتمع الذكوري الراسخ، ورغم مرور ثلاث سنوات على تلك الانتفاضات، التي أطاحت رؤوس أنظمة شمولية، فإن المرأة وحقوقها هبطت أكثر من ذي قبل!
وتشير الإعلامية استقلال العازمي إلى أن وضع المرأة في جميع البلدان العربية يكاد يتطابق، مع اختلاف بسيط في إعطائها دورها الطبيعي، كونها تمثل أكثر من نصف المجتمعات، رغم أن المرأة لم تغب عن دورها السياسي، بل غُيبت طمعاً في المناصب والأموال.
وأوضحت أن النجاحات والمبادرات التي قامت بها المرأة في جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج، لا بد أن تكون لها نتائج إيجابية على مشاركتها في جميع المجالات، وتحديداً السياسية وفي مراكز صنع القرار، فمعاناة المرأة يجب أن تنتهي، فهي التي ناصفت الرجال في الثورات العربية عبر مقاومة القهر والاستبداد، بل وتعرضت في بعض الدول إلى التنكيل والتعذيب، وللأسف فإن معظم مراكز القرار في معظم الدول العربية،لا تدعم المرأة للحصول على حقوقها، إلا عندما تأتي بضغوط غربية، خشية الانتقادات، وحفاظاً على كراسيها.
البيان الاماراتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.