نشطت من جديد عمليات بيع شرائح الاتصالات المجهولة في المحلات وأمام الأسواق التجارية ولكنها أخذت شكلًا آخر بعد أن تفتق ذهن بائعيها عن حيلة جديدة تمثلت فى توفير رقم هوية مع كل شريحة تباع بهدف الالتفاف على قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتطبيق ربط شحن شرائح الاتصالات مسبقة الدفع ليصبح المستخدم ليس هو صاحب الشريحة المسجلة باسمه. «المدينة» تجولت أمس على محلات لبيع «الجوالات» في جدة ورصدت بائعي الشرائح مجهولة المصدر وهم يمارسون عمليات البيع والشراء بشكل واضح وعلى مرأى ومسمع من الجميع رغم ما يحمله هذا السلوك من خطورة قد تعرّض صاحب الهوية المسجلة باسمه للمساءلة القانونية. وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من بيع هذه الشرائح رغم الإجراءات الامنية التي اتخذتها الدولة حول ضبط عملية شراء شرائح (الجوال) إلاّ أنهم اشاروا فى حديثهم ل»المدينة» أن هناك ثغرات سمحت ببيع شرائح مسبقة الدفع لمختلف شركات الاتصالات من خلال المحلات الخاصة ببيع الأجهزة مؤكدين أن المتسوق لا يجد عناءً في الحصول على شريحة برقم مميّز، أو غير مميّز دون تسجل هويته الوطنية أو الإقامة بسبب وجود عمالة سائبة تنهش في هذه الأسواق بشتى السبل وهمّهم الوحيد هو المال لا غير على حساب الأنظمة وقوانين البلد!!. مصدر الشرائح في البداية.. أوضح علي سالم أحد أصحاب بسطات بيع الشرائح في السوق أن تلك الشرائح تصدر من قبل شركات الاتصالات وبطريقة اعتيادية، وأن هناك مندوبين يأتون لتسويق هذه الشرائح ونحن نقوم بتسويقها نافيًا أية معلومة عن كيفة إصدارها، وبيّن أن أرقام الهويات والبيانات مجهولة المصدر، وأن تلك الهويات والبيانات لعمالة ومواطنين تأتي مرفقة مع الشرائح من أجل تسهيل عمليات إعادة الشحن، لافتًا أنه في حالة قطع الرقم لا يكون هؤلاء الباعة مسؤولين عنها لكن بإمكان المشتري أن يحوّل الرقم باسمه. وذكر فهد خالد أحد الباعة بأن شرائح الاتصال مسبقة الدفع يتم شراؤها من موظفي مبيعات شركات الاتصالات أنفسهم بأسعار متفاوتة بحسب الرقم، لافتًا أن هناك زبائن يشتكون بعد عملية الشراء من قطع الخدمة بعد فترة من استخدامها، لكن البعض قد تستمر معه سنوات وجميع الأرقام متوفرة لجميع الشركات المزودة للخدمة داخل المملكة. العمالة المخالفة عن الفئة التي تقبل كثيرًا على هذه النوعية من الشرائح ذكر البائع هاني اليافعي بأن أكثر زبائننا هم من العمالة المخالفة لنظام الإقامة بسبب عدم تمكنهم من إصدار بطاقات مسبقة الدفع من الشركات بعدم حملهم وثائق؛ ولذلك يلجأون إلينا بعدد كبير من مختلف الجنسيات والأعمار، وأيضًا من قبل الأطفال تحت السن القانوني لإصدار هوياتهم الوطنية. بينما بيّن أنور علي أحد الباعة أن أسعار هذه الشرائح تتراوح من رقم إلى آخر هناك المميزة وتتراوح أسعارها من 300 إلى 1500 ريال وأكثر ومن شركة مشغلة إلى أخرى، وهناك الأرقام العادية التي تبدأ من 50 ريالًا إلى 150ريالًا. المحلات التجارية وأوضح صابر أحمد صاحب محل جوالات أن هؤلاء الباعة يصيبون أصحاب المحلات بالإزعاج أمام أبواب رزقهم ويضايقون الزبائن كثيرًا بأصواتهم العالية ويعرضون شرائح الاتصال مجهولة المصدر وليست بها أي بيانات، وكذلك يعرضون شرائح مستخدمة ومسجلة بأسماء أصحابها وتجد هذه الشرائح إقبالًا على وجه الخصوص من الراغبين في ممارسة الإزعاج ومضايقة الآخرين، وقال: يجب على الجهات المختصة أن تضبطهم. وقال بسام الغشمري : إن أسباب انتشار الشرائح المجهولة في الأسواق بشكل لافت تعود إلى ضعف الرقابة على الشركات المشغلة لخدمات الاتصالات بالدرجة الأولى، ما ساهم في استمرار تلك الظاهرة، موضحين أن المتضررين هم عوامّ الناس الذين يتلقون المعاكسات من أرقام مجهولة، مبدين استغرابهم من موقف شركات الاتصالات إزاء الأرقام المجهولة كونها تمثل شركات وطنية يهمّها الأمن والمصلحة الاجتماعية. من جهته أكد المتحدث الرسمي بشرطة جدة نواف البوق بأن هناك لجانًا مكونة من الشرطة والدوريات والبحث الجنائي وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بحملات مكثفة للقبض على الباعة المخالفين للانظمة والقوانين، وأشار البوق بأن هناك عقوبات وجزاءات للباعة المخالفين لشرائح الجوال مما يشكلون خطرًا كبيرًا على المجتمع وشدد البوق بعدم التعاون والشراء منهم بتاتًا حتى لكي لا يعرّضوا أنفسهم للمساءلة. وقامت «المدينة» بإرسال استفسارات وإجراء عدة اتصالات إلى المتحدث الرسمي بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سلطان المالك وللأسف لم نتمكن من الحصول على الرّد أو التجاوب مع الصحيفة!! المزيد من الصور : a href="http://www.al-madina.com/node/505874/تحايل-جديد-يعيد-لسوق-الاتصالات-بيع-شرائح-"-مجهولة-"-بأرقام-هوية.html" rel="nofollow" target="_blank"صحيفة المدينة