دبي: أعلن اللواء خبير عبد الجليل مهدي محمد العسماوي نائب رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات في الإمارات خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده اليوم، القبض على عصابة لتهريب وترويج المخدرات وضبط كميات لأنواع عديدة من المخدرات، كالحشيش والأفيون والهيرويين، وما يقرب من 70 ألف قرص من عقاقير مخدرة متنوعة، ومبالغ مالية من عمليات ترويج المخدرات، إضافة إلى سلاحين ناريين وكمية من الذخيرة الحية والصاعق الكهربائي وأدوات لتعاطي المخدرات. ووصف اللواء عبد الجليل العسماوي العملية المشتركة، التي نفذها فريق من أجهزة مكافحة المخدرات في شرطة دبيوأبوظبي ومدينة العين، في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تحت اسم"عملية المزرعة"، بأنها عملية نوعية بامتياز، وذلك من حيث النتائج الإيجابية المهمة التي تحققت بموجبها. وأشار إلى تمكن فريق أمني مشترك من تفكيك هذه العصابة، التي كانت تقوم بتهريب المخدرات إلى الدولة، ثم بترويجها في مختلف أرجائها، ويترأسها مواطنان يعدان من كبار الرؤوس والناشطين في هذا المجال. وقال إن العصابة تتكون من أشخاص مواطنين عدة، إضافة إلى شخص عربي الجنسية، وآخر آسيوي يديرها من حيث يقيم في إحدى الدول المجاورة بوساطة زعيمها المتهم الأول وشريكه، وإن بقية أفراد العصابة معظمهم من المتعاطين للمخدرات، وهم يترددون على مزرعة في إمارة أبوظبي، بغرض التعاطي أو القيام بمهمات تتعلق بتوصيل المخدرات إلى مختلف أنحاء الإمارات مقابل حصولهم على مبالغ مالية أو مقادير معينة من السموم "المخدرات" التي يروّجونها، موضحًا أن العملية بدأت ملامحها الأولية تتبلور لدى الجهات الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات إثر تقاطع كم كبير من المعلومات المهمة والدقيقة لديها عن النشاطات المشبوهة لزعيم العصابة وشريكه الأول وسبق له أن قبض عليه بجرمي تعاط للمخدرات عام 2013، والآخر أيضًا هو من أصحاب السوابق في المجال عينه. وقال إن المتهم الأول، وبحسب اعترافاته، كان ينسق مع تاجر مخدرات يقيم في إحدى الدول المجاورة بغرض إرسال الأخير إليه المزيد من شحنات المخدرات، وإنه كان يقوم وشريكه باستلامها عند إحداثيات محددة في عرض البحر، ثم يدخلانها إلى الدولة بوساطة قوارب صيد يستأجرانها من إحدى المناطق البحرية، ثم يقومان بتخزينها دفنًا في مزرعة للمتهم الأول في منطقة قريبة من إمارة أبو ظبي، وذلك لترويجها لاحقًا بين أفراد المجتمع. وعزا اللواء عبد الجليل مهدي نجاح العملية إلى التعاون والتنسيق ما بين الإدارات المشاركة فيها، مما مكن الفريق الذي تشكل بشأنها من الإيقاع بزعيم العصابة في منطقة الضيافة في بر دبي بموجب كمين محكم لرجال إدارة المكافحة المحلية في شرطة دبي. كما قامت مجموعة أخرى من الفريق من إدارة مكافحة المخدرات في أبو ظبي بإلقاء القبض على المتهم الثاني في عملية مماثلة في منطقة المصفح الصناعية، تبعتها عمليات أخرى مشتركة، نفذها الفريق في كل من أبوظبي ومدينة العين، أدت إلى إلقاء القبض على بقية أفراد العصابة في غضون أيام قليلة وضبط ما بحوزتهم من مواد وأقراص مخدرة. وأشار إلى أن المداهمة الأبرز من قبل الفريق كانت لمزرعة زعيم العصابة في إحدى المناطق القريبة من إمارة أبوظبي والمزودة بكاميرات مراقبة متحركة لرصد كل ما يجري حولها، وقد تم العثور فيها على أنواع مختلفة من المواد المخدرة، قام المتهم وشريكه بدفنها في أحد أطرافها، وأن المتهمين استخدموا أساليب احترافية في الإخفاء. وقال إنه تمت إحالة المتهمين إلى الجهات القانونية المختصة لنيل جزائهم العادل على إجرامهم في حق أنفسهم وحقوق مجتمعهم بعد إسناد تهمة حيازة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وترويجها وتعاطيها إليهم، إضافة إلى تهمة حيازة سلاح ناري غير مرخص وذخيرة حية بالنسبة إلى زعيم العصابة وشريكه. ونوه باهتمام الفريق الشيخ سيف بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بمكافحة المخدرات وتوجيهاته المستمرة بخصوص التصدي للرؤوس الكبيرة من مهربين ومروّجين وضرورة العمل على ترسيخ وتوسيع الوعي المجتمعي بأضرار المخدرات، مشيرًا إلى متابعة اللواء خبير خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي لمختلف العمليات التي تقوم بها الإدارة متوجّهًا إليهما بالشكر والامتنان على توجيهاتهما السديدة والمتواصلة لها بما يخدم المصلحة العامة. كما أشاد والعقيد سلطان الدرمكي رئيس قسم مكافحة المخدرات في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي بشجاعة وإخلاص وتفاني فريق العمل من رجال مكافحة المخدرات في كل من دبي وأبو ظبي والعين، الأمر الذي أدى إلى نجاح العملية وتحقق أهدافها بالقضاء على إحدى بؤر الإفساد النائمة بين أفراد المجتمع، التي دأبت على ترويج سمومها بين الشباب المواطنين بصفة خاصة. وأكد اللواء العسماوي إصرار الأجهزة المختصة بمكافحة المخدرات في الدولة على الاستمرار ومن دون هوادة في ملاحقة الرؤوس الكبيرة وتابعيهم من المروّجين وإحباط مخططاتهم الإجرامية التي يسعون من خلالها إلى الإضرار بالطاقات البشرية والاقتصادية للدولة وتخريب الحياة الكريمة المطمئنة التي يعيشها شعب الإمارات. ودعا إلى تحرك مؤسسات المجتمع في الدعم والمؤازرة للأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات في الدولة من خلال التركيز على توعية وتحذير النشئ من الأضرار الخطيرة والمدمرة لتعاطي المخدرات أو التبعات القانونية على المشاركة الإجرامية من أحدهم في العمليات التي تتصل بتهريب المخدرات أو ترويجها. من جانبه ثمّن العقيد سلطان الدرمكي رئيس قسم مكافحة المخدرات في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي النتائج الطيبة التي حققتها العملية، وأثنى على فريق العمل الذي شارك في العملية، مشيرًا إلى أهمية التعاون الذي حصل في ما بينهم في عملية المزرعة، معتبرًا هذا النهج هو منهجية نافذة اليوم، ويشكل أساسًا متينًا لعمل الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات في الدولة. ايلاف