في الوقت الذي اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن فرص ترشحه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية القادمة في يونيو «كبيرة»، يصل الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم إلى سويسرا اليوم لحضور مؤتمر «جنيف 2»، فيما هددت المعارضة السورية أمس بمقاطعة مؤتمر جنيف-2 في حال الابقاء على الدعوة الموجهة الى ايران للمشاركة فيه. ويضم وفد الحكومة السورية في عضويته عمران الزعبي وبثينة شعبان وفيصل المقداد وبشار الجعفري ولونا الشبل وحسام آلا أحمد عرنوس وأسامة علي. وسيبدأ مؤتمر «جنيف 2» غدا صباحا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وممثلين عن 30 دولة، على أن يعود يوم الخميس إلى جنيف لتبدأ الجمعة المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة، الذي دعت إليه الاممالمتحدة سعيا لإيجاد آلية لحل الصراع الدائر في سوريا. من جانبه قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان فرص ترشحه الى ولاية رئاسية جديدة في يونيو المقبل « كبيرة»، مستبعدا القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج، وذلك قبل يومين من مؤتمر جنيف-2. واعتبر الاسد في المقابلة التي اجريت أول أمس ان «مكافحة الارهاب» هو «القرار الاهم» الذي يمكن ان يصدر عن مؤتمر جنيف الهادف الى ايجاد حل لازمة مستمرة منذ منتصف مارس 2011 وأودت بحياة اكثر من 130 الف شخص، محذرا من ان المعركة ضد «الارهاب» في بلاده ستطول، وأضاف أن الحديث عن تسمية وزراء من المعارضين المقيمين في الخارج في حكومة سورية انتقالية جديدة «غير واقعي على الاطلاق»، وأن الحديث عنه يأتي في إطار «النكتة أو المزاح» حسب وجهة نظره. وأكد الأسد حدوث لقاءات بين الجانب السوري وبين أجهزة مخابرات دول غربية عدة طلبت التعاون في مجال مكافحة الارهاب، الا ان الجواب السوري كان ان «التعاون الامني لا ينفصل عن التعاون السياسي»، مضيفًا أن»التعاون السياسي لا يمكن ان يتم عندما تقوم هذه الدول بأخذ مواقف سياسية معادية لسوريا». وبرر الاسد مشاركة حزب الله اللبناني في القتال في سوريا، بدخول «العشرات من الجنسيات من خارج سوريا» للقتال فيها، مشيرا الى ان «خروج كل من هو غير سوري خارج سوريا» هو «أحد عناصر الحل». وأشار الاسد إلى أنه لن يكون لفرنسا دور مستقبلي في سوريا والمنطقة، وقال: «بعد هجمات الإرهابيين في 11 سبتمبر 2001 على نيويورك، لا توجد سياسة أوروبية، توجد فقط سياسة أمريكية لدى الغرب وتقوم بعض الدول الأوروبية بتنفيذها»، مضيفا «لا أعتقد ان فرنسا قادرة على لعب أي دور في المستقبل في سوريا، وربما في الدول التي حولها». من جهته قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي الصافي في تغريدة على تويتر ان «الائتلاف يعلن انه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف-2 طالما ان (الامين العام للامم المتحدة) بان كي مون لم يسحب دعوته لايران» للمشاركة في مؤتمر جنيف 2. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وجه دعوة لايران بعد محادثات مكثفة مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لحضور المؤتمر، وقال ان ايران الحليف الرئيسي الاقليمي لدمشق، تعهدت بلعب «دور ايجابي وبناء» من اجل انهاء النزاع السوري. واشترطت الولاياتالمتحدة والقوى الغربية لمشاركة إيران في المؤتمر، موافقتها على البيان الذي تم تبنيه في مؤتمر جنيف في 30 يونيو 2012 والذي يدعو لاقامة حكومة انتقالية في سوريا. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس بأن على ايران ان توافق صراحة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لتشارك في مؤتمر جنيف-2 من اجل السلام في سوريا المقرر عقده في سويسرا اعتبارا من غد الاربعاء. ومن جانبه شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عند وصوله الى بروكسل لعقد اجتماع مع نظرائه الاوروبيين «إلى أنه من المهم ان يعلن الايرانيون التزامهم الصريح وموافقتهم على بيان مؤتمر جنيف الاول، وعندها سيكون بامكانهم المشاركة دون مشكلة في جنيف-2». بالمقابل حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ان بلاده تعتبر ان غياب ايران عن مؤتمر جنيف-2 حول سوريا سيكون «خطأ لا يغتفر». وصرح لافروف بأن «عدم ضمان مشاركة الاطراف التي بوسعها التاثير بشكل مباشر على الوضع في المؤتمر سيكون برأيي خطأ لا يغتفر»، وتابع لافروف ان غياب ايران عن المؤتمر سيجعل المحادثات التي يرتقب ان تبدأ الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية «شكلية». المزيد من الصور : صحيفة المدينة