عقيل الحلالي (صنعاء)- اغتال مسلحون مجهولون أمس الثلاثاء في العاصمة اليمنيةصنعاء ممثلاً بارزاً لجماعة «الحوثيين» المسلحة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أقر أمس بحضور الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الوثيقة النهائية لمخرجات عشرة شهور من المفاوضات التي انطلقت في 18 مارس كأهم خطوة في اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة. وقال شهود ومسؤولون أمنيون ل (الاتحاد) إن مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة فتحوا نيران أسلحتهم على عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة «الحوثيين»، أحمد شرف الدين، عندما كان يقود سيارته الخاصة صباح أمس في طريقه إلى مؤتمر الحوار. وأوضحوا أن الهجوم الذي وقع في شارع الدائري، شمال غرب صنعاء، أسفر عن مقتل شرف الدين، الأكاديمي البارز في جامعة صنعاء، والرجل الثاني في جماعة «الحوثيين» داخل مؤتمر الحوار الوطني. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، مقتل شرف الدين برصاص مسلحين «كانوا على متن سيارة هايلوكس»، مشيرة إلى أن المهاجمين لاذوا بالفرار فيما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الحادثة «لمعرفة هوية الجناة وتقديمهم للعدالة». وهذه ثاني حادثة اغتيال تستهدف أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني بعد مقتل العضو عن جماعة «الحوثيين» والنائب البرلماني عبدالكريم جدبان، أواخر نوفمبر، وسط العاصمة صنعاء. وأعلن ممثلو جماعة الحوثي في الحوار الوطني، وعددهم 35 من أصل 565 عضوا، الانسحاب من مفاوضات الحوار بسبب التدهور الأمني في البلاد. وقال ممثل «الحوثيين» في المؤتمر، عبدالكريم الخيواني، في بيان تلاه أمام أعضاء الحوار الوطني بحضور الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي: «احتراماً لحق الحياة والعيش الآمن نُعلن نحن مكون أنصار الله (الحوثيين) انسحابنا جميعنا مع الحوار حتى يكون هناك أمان»، متهماً الحكومة الانتقالية بالفشل والعجز عن القيام بمسؤوليتها في الحد الاضطرابات وأعمال العنف المتصاعدة وقال الخيواني إن شرف الدين كان يرفض المصادقة على التقرير النهائي للجنة الخاصة التي كلفت بمراجعة وتعديل مشروعي البيان الختامي والوثيقة النهائية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وانتقد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي انسحاب ممثلي «الحوثيين» من المؤتمر الذي يختتم فعالياته رسميا يوم السبت المقبل في مراسم احتفالية من المتوقع أن تحضرها شخصيات عربية ودولية. وقال هادي في كلمة نقلها التلفزيون اليمني الرسمي في بث حي: «الذين ينسحبون هم الذين يسمحون لقوى الشر أن تنتصر.. لا تخرجوا.. اثبتوا ولا تكونوا جبناء»، مضيفا: «لن نخرج وسيستمر الحوار وستفشل قوى الشر» ما دفع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني إلى التصفيق والهتاف «بالروح بالدم نفديك يا يمن». وشدد هادي على ضرورة إنجاح مؤتمر الحوار الوطني حتى «لو يُقتَل الرئيس» وكل معاونيه في رئاسة المؤتمر، حسب تعبيره، مؤكداً أن دور أعضاء مؤتمر الحوار لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية الأخيرة يوم السبت المقبل «بل إن دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة (..) لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة». وذكر أن الوثيقة النهائية للمؤتمر- التي تفضي إلى صياغة دستور جديد للبلاد وتشرع إقامة نظام اتحادي متعدد الأقاليم –وضعت معالجات ضرورية للمشكلات الرئيسية في اليمن، وذكر منها «احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية»، والتي قال إنها «السبب الأساسي» وراء تفاقم الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب منذ مارس 2007، واندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق بداية 2011. ... المزيد الاتحاد الاماراتية