* سواء فاز فريق كرة القدم بنادي (النصر) بإحدى بطولات الموسم الرياضي الحالي أم لم يفز، فانه -من وجهة نظري الخاصة- يعد بطلا هذا الموسم ونجمه الأول بلا منازع ولا منافس. هناك فرق بين أن تكون بطلًا لمسابقة أو بطولة، وأن تكون بطلًا أو نجما للموسم الرياضي كله، الأمر هنا يتجاوز المفهوم الضيق للفوز والخسارة، مبتعدًا عن كل تعرجات التعصب والميول، ليدخلنا إلى رحابة المفهوم الحقيقي للرياضة التي تعظم من شأن الإنسان حين تصنع له السعادة وتحرضه على الإبداع الإنساني بكل مجالاته. * دعوكم من المستوى الكروي المذهل الذي مازالت تقدمه الفرقة النصراوية.. ولنتأمل ذلك الثراء الإنساني وتلك (الحالة) المتفردة وغير المسبوقة التي صنعها النصر والنصراويين في عموم الشارع الرياضي منذ بداية الموسم، وتلك البهجة التي كسرت جمود المشهد، وأعطت لدورينا كل هذا الزخم والحيوية. أليس هذا لافتًا للأنظار؟! * لن أقلل من أهمية المستويات المبهرة لفريق النصر، ومسلسل الفوز المستمر فهي بالتأكيد أساس تلك (الحالة) التي نتحدث عنها.. لكن الأهم -في رأيي- هو ذلك الزخم الإنساني وتلك الفعاليات المصاحبة لمسلسل الانتصارات النصراوية، والحراك (الرياضي الفني الثقافي ) الرائع الذي أحدثه النصراويون احتفاء بفريقهم، بدءًا من عند (هاشتاقهم) الجميل (متصدر لا تكلمني) وليس انتهاء بميادين الشعر والرسم والموسيقى التي أشعلوها بإبداعاتهم، الممزوجة بما عُرف عنهم من (خفة ظل) ورثوها عن رمزهم الكبير (الأمير عبدالرحمن بن سعود) -رحمه الله-. * الأجمل، أن ثمار الحالة النصراوية لم تقف عند حدود ناديهم فقط، بل امتدت لتنقذ (دوري جميل) والموسم الرياضي كله من الركود والملل.. فالتنافس الأسبوعي، والمطاردة التقليدية المثيرة بين الهلال والنصر أنست الجمهور الرياضي المستويات الضعيفة التي تقدمها فرق الاتحاد والأهلي والشباب والفتح والاتفاق، وبثت الروح في دوري مازلنا نتوهم أنه الأقوى عربيًا رغم أن الفارق فيه بين الثاني والثالث 14 نقطة بالتمام والكمال! * لست نصراويًا.. ولا أكتب في شؤون الرياضة كثيرا، لكن عودة (النصر) التي أفرحت كل الرياضيين، هي من حرضتني لا على الكتابة فحسب، بل وعلى التقدم للاتحاد السعودي لكرة القدم باقتراح إطلاق جائزة لأفضل جمهور، بناء على ما يقدم من عطاءات للساحة الرياضية.. وهي جائزة إن وجدت فإنها ستثري المشهدين الثقافي والرياضي كثيرا، وسترفع من مستوى الإبداع والتنافسية بين الشباب، خصوصا في ظل ما يعانيه الوسط الرياضي حاليا من ركود وعزوف جماهيري. * أتمنى أن تجد فكرة نجم الموسم الجماهيري صدى لدى اتحاد القدم، وأن نشاهدها واقعا ملموسًا اعتبارا من العام المقبل.. أما نجومية هذا الموسم فقد خطفها جمهور (العالمي) وطار. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة