ناصر الزغيبي - نهلة الجمال - المدينةالمنورةتصوير: زاهد بخش - عبدالرحمن مرسي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس اللجنة العليا لمناسبة المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013، افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أمس أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي والذي يقام تحت عنوان: «من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام»، بمشاركة عدد من وزراء الثقافة ورؤساء الوفود والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي. بدأ حفل الافتتاح الذي أقيم بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة كلمة رحب في مستهلها بوزراء الثقافة الإسلامية في رحاب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم التي شع منها نور الإسلام الخالد ليعم بسماحته أنحاء المعمورة كافة وينشر السلام والمحبة بين بني البشر جميعا بمختلف أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم، ونقل لهم تحيات وترحيب راعي هذا المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وتمنياتهم للمشاركين بالتوفيق والسداد. وشكر كذلك وزيرة الثقافة في الجمهورية الجزائرية خليدة التومي رئيس الدورة السابعة للمؤتمر، ونائب رئيس الدورة وزير الثقافة والسياحة في جمهورية أذربيجان أبو الفاس قاراييف على جهودهما الحثيثة طوال العامين الماضيين في متابعة أعمال المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة الذي عقد في مدينة الجزائر بالجمهورية الجزائرية عام 1433ه، سائلا الله تعالى التوفيق في الوصول إلى الأهداف المرجوة في الدورة الحالية. وقال الوزير خوجة: إنها مناسبة مباركة ونحن نحتفل هذا اليوم بافتتاح المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، ويزيد هذه المناسبة شرفًا أننا في رحاب المدينةالمنورة، في هذا المكان الذي يعيد إلى أنفسنا الطمأنينة ونحن نستعيد الذكرى العطرة لنبينا وحبيبنا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأرض الطيّبة، وها نحن اليوم نجتمع في هذا الجوار الكريم لنسطر من تاريخ المدينةالمنورة بابًا في التعاون والتكاتف والإخاء وإرساء دعائم المودة والسلام بين شعوبنا الإسلامية. وأضاف: إننا نجتمع لعقد جلسات مؤتمرنا الإسلامي لوزراء الثقافة في الدورة الثامنة ونحن نرى أمتنا الإسلامية تتقاذفها الأمواج والصراعات من كل حدب وصوب، ويواجه الضعفاء من شعوب العالم الإسلامي -من شيوخ ونساء وأطفال- أقسى ظروف الحياة، فهناك قتل وتشريد واضطهاد دون ذنب اقترفوه، وأمام هذا الوضع المأساوي وهذه الظروف الحالكة علينا بوصفنا وزراء للثقافة في العالم الإسلامي أن نقف متوكلين على الله سبحانه أولًا ومتسلحين بكل ما تحمله الثقافة من مفردات ومضامين لإشاعة مبادئ الدين الإسلامي القويم في المحبة وتعميق أواصر الأخوة والوفاق والتفاهم، وأن ندعو مؤسساتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية للقيام بواجبها والعمل على الاستعانة بكل الوسائل التي تعبّر عن رقينا الثقافي والإسلامي لرفع الظلم عن الشعوب الإسلامية وإعطاء صورة نقية لما تحمله رسالة الإسلام العظمى. وثمن الدكتور خوجة الجهود التي تقوم بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا الإطار، مشيرًا إلى الوثائق التي تطرحها الأيسيسكو في المؤتمر متضمنة رصدًا لجهود المنظمة خلال العامين الماضيين وتصورًا استشرافيًا للجهود المرجوة للعامين المقبلين. وتابع وزير الثقافة والإعلام القول: وفي هذه المناسبة فإنه وفقًا لما طرحته المنظمة وكما طلبتم منها في مؤتمركم السابع الذي عقد في الجزائر لإعداد وثيقة تحت عنوان «مشروع خطة العمل لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» هذه الوثيقة التي تأتي مكملة لجهود القائمين على هذه المبادرة الكريمة والتي تبعها عدة مشروعات أخذت مكانها على أرض الواقع، فإنني من هذا المنبر أدعو إخواني الوزراء إلى تبني قرار يصدر عن مؤتمرنا هذا يعكس تفاعلنا مع المعاني النبيلة لهذه المبادرة الكريمة وبحث أوجه التعاون لتفعيل المبادرة والخروج بصيغة لما يمكن للدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو المشاركة به في هذا المجال مستقبلًا. وأردف الدكتور خوجة: إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي ضمن برامج احتفالية المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية وبذلت خلال العام جهود موفقة وأنشطة عديدة وبرامج كثيرة تنطلق في مجملها من ثقافة هذه البلدة المباركة (المدينةالمنورة)، منوّهًا بما حظيت به المناسبة من دعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، وبالتالي جاءت الفعاليات متنوعة ومكثفة لتكشف عن التاريخ المضيء وعن العلم الوفير وعن كوكبة العلماء والأدباء والفقهاء والمؤرخين الذين أسسوا النواة الأولى للعلوم الإسلامية على اختلاف ضروبها. وأبان وزير الثقافة والإعلام أن المدينةالمنورة حفلت طوال العام بنشاطات وحركة ثقافية دؤوبة قام بتنفيذها عدد كبير من الوزارات والجامعات والإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وشملت ألوانًا عديدة من الفنون والعلوم والآداب لتعبّر عن روح هذه المدينة العظيمة وتلمح إلى ما أسدته إلى العلوم الإسلامية منذ شرفها الله بهجرة نبيه الحبيب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إليها وإلى يومنا هذا. ورفع وزير الثقافة والإعلام أخلص الشكر وأنقاه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته لهذا المؤتمر ومتابعته الحثيثة لهذه المناسبة الثقافية الإسلامية الكبرى، كما توجه بأعطر الشكر وأزكاه إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على دعمه، شاكرًا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة الذي جعل إنجاح هذه المناسبة الكبرى في سلم أولوياته. وواصل القول: لقد شرّف الله تبارك وتعالى المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار ولقد دأب الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد على شرف خدمة المدينةالمنورة ومسجدها النبوي الشريف ورعاية حركة العلم والثقافة فيها، وها نحن اليوم نرى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مواصلة هذا النهج الإسلامي العظيم بخدمة الحرمين الشريفين إيمانًا منه بهذا الواجب الديني العظيم فقد أعطى أولوية خاصةً للعلم والثقافة في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وركز جل اهتمامه على خدمة الحرمين الشريفين وتوفير سبل الراحة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار والمقيمين. وقدم الوزير خوجة مقترحين يجسّدان رؤية لعمل ثقافي مشترك ويعبّران عن روحانية المدينةالمنورة ودورها التاريخي في خدمة الثقافة الإسلامية ورعاية المبدعين المسلمين، يتمثل الأول منهما في إنشاء «مشروع بوابة المدينةالمنورة الإلكترونية للثقافة في العالم الإسلامي» ويمكن لكل دولة إسلامية عرض ما تريد عن المعالم الثقافية أو النماذج البارزة لديها والتعريف بما لديها من منجزات في مختلف الفنون والآداب والعلوم، بينما يتمثل المقترح الثاني في «مشروع ببلوغرافيا المبدعين في العالم الإسلامي في مجال الفنون والآداب» ويمكن أن تكون هذه الببلوغرافيا ورقية وإلكترونية وتشتمل على تعريف بالمبدعين والعلماء والخبراء في العالم الإسلامي في هذه المجالات الثقافية لكي نساعد في تقوية روابط الصلات بين المبدعين ونرسخ التعاون وتبادل الخبرات فيما بينهم. وأفاد أنه يمكن للإيسيسكو عبرمجلسها الاستشاري لتطبيق الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي تكليف خبرائها في العالم الإسلامي لوضع هذين المقترحين في إطار تنفيذي يعرض في الدورة المقبلة للمؤتمر لإقرار آليات تنفيذهما. بعد ذلك ألقى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري كلمة عبّر فيها عن اعتزاز المنظمة البالغ برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمؤتمر الذي يعقد في مدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام مأرز الإيمان ومنزل القرآن ومنارة الهدى والعرفان، وذلك بالتزامن مع مناسبة الاحتفاء بالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م. وبيّن أن هذا المؤتمر يتضمن في جدول أعماله مناقشة مشروع الخطة التنفيذية ل «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات ولآفاق المستقبلية» التي أشاد بها المؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة المنعقد في الرياض خلال شهر ديسمبر من سنة 2011، فضلا عن اعتماد الخطة التنفيذية لهذه المبادرة في الاجتماع التنسيقي لرؤساء وفود الدول الأعضاء في الأيسيسكو المشاركة في المؤتمر العام لليونسكو المنعقد في شهر أكتوبر الماضي في باريس. وأكد الدكتور التويجري أن العالم اليوم هو أحوج ما يكون إلى التمكين لثقافة الحوار والتفاهم للوقوف في وجه موجات الكراهية والعنصرية والتطرّف والإرهاب وصولا إلى السلام العالمي الذي هو علم الإنسانية الجميل، وقال: نحن حريصون في هذا المؤتمر على بلورة مفهوم إسلامي مستنير بالحقوق الثقافية وعلى عقد العزم للعمل من خلال المبادرات العملية لتعزيزها والتمكين لها في العالم الإسلامي والخروج من هذا المؤتمر بقررات مناسبة تخدم الهدف الرئيس الذي نسعى جميعًا إلى بلوغه وهو تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي حتى تكون داعمة للحوار وبانية للسلام. عقب ذلك تم عرض شريط وثائقي حول أبرز النشاطات والفعاليات التي شهدتها المدينةالمنورة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2013. وفي ختام المناسبة تسلم الأمير فيصل بن سلمان من الدكتور عبدالعزيز التويجري درع المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة. المزيد من الصور : صحيفة المدينة