شكلت زيارة الرجل الثاني بوزارة الدفاع السعودية الأمير سلمان بن سلطان آل سعود لباكستانوماليزيا خطوة مهمة من جانب الرياض لها أبعادها الاستراتيجية في منطقة تشهد الكثير من التحالفات والصفقات العلنية والسرية سواء بسواء. لفت انتباه المراقبين المتابعين للشأن السعودي البرنامج السياسي والعسكري الكثيف لزيارة نائب وزير الدفاع السعودي وهي الأولى من نوعها لجمهورية باكستان الإسلامية ذات العلاقات الوثيقة التاريخية مع الرياض. ورأى مراقبون أمام (إيلاف) في تقييم لزيارة الأمير سلمان أن المملكة العربية السعودية توسّع خياراتها وتوجهاتها الإستراتيجية لحالة أكبر إطاراً عبر العالم الإسلامي شرقاً وصولاً إلى ماليزيا مستفيدة من الإرث التاريخي في علاقاتها مع هذه الدول لنحو ستين عاماً خلت. مثل هذه العلاقات لازالت قائمة ومستمرة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية وخاصة لجهة الاستثمارات وتبادل الخبرات النوعية، لكنها تظل، حسب المراقبين إلى تطوير استرتيجي نوعي يتلاءم مع الظروف والتداعيات التي تشهدها المنطقة الإسلامية بمجملها وعلى وجه الخصوص إقليم الشرق الأوسط بكل أعاصيره السياسية وتداخلات مصالح القوى العظمى وتشابكاتها. وكانت تقارير تحدثت قبل أسابيع عن اعتزام السعودية الحصول على صواريخ وقنابل نووية من باكستان، لكن كلا الجانبين سارعا لنفي التقارير. وخلال زيارته لباكستان، تحادث الأمير سلمان بن سلطان، وهو ذو خبرة دبلوماسية واستخبارية سابقة، مع رجال الدولة من سياسيين وقادة عسكريين ومخطيين استراتيجيين. كما رافقتها جولات للأمير سلمان في مصانع الأسلحة والطائرات المقاتلة، وتحادث الأمير مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف الذي كان ضيف المملكة لسنوات طويلة حين كان في المعارضة وخلال صراعه السياسي مع حكومات بي نظير بوتو وبرويز مشرف. شريف: علاقات متطورة نواز شريف، خلال لقائه الزائر السعودي، أكد على متانة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، مؤكداً أن باكستان تولي اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية وأن حكومته حريصة على تعزيز وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق جديدة من التعاون. وأشاد شريف بالدور الإيجابي المهم الذي تؤديه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. كما كان الجانبان استعرضا، خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع الباكستاني خواجه محمد آصف وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير، بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وحلال زيارته الرسمية، اطلع الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز على التجربة الباكستانية في مجالات التصنيع العسكري وقام بزيارة المصانع الحربية الباكستانية، واستهلها بمصنع الطائرات الباكستاني في مدينة كامره. واستمع الأمير السعودي الزائر لإيجاز عن صناعة الطيران في باكستان وما يتم انتاجة من قبل المصنع، ثم تجول سموه داخل المصنع واطلع على مبنى دمج البيانات والمشبهات، ثم شاهد طائرة (جي أف-17) وطائرة (سوبر مشاق) وما تتميز به من مواصفات فنية، وبعد ذلك دوّن سموه كلمة في سجل الزيارات، ثم التقطت الصور التذكارية. كما زار الأمير سلمان المصانع الحربية في منطقة واه، واستمع لإيجاز عن تصنيع الأسلحة والملابس العسكرية، وجال على مصنع النحاس ومصنع الأسلحة ومصنع الملابس العسكرية. وزار نائب وزير الدفاع السعودي مصنع الصناعات الثقيلة في منطقة تكسلا، حيث استمع لإيجاز عن انتاج المصنع، ثم تجول داخل المصنع واطلع على الأسلحة والمعدات الثقيلة من مدرعات ودبابات وتجهيزات عسكرية. كما اطلع الأمير سامان على خطوط التصنيع في مصنع المدرعات والدبابات، ثم شاهد عرضاً مباشراً لدبابة (الخالد) وما تتميز به من مواصفات فنية وقتالية. ورافق الأمير خلال الجولات ، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير والملحق العسكري المكلف العميد الطيار الركن سعيد بن مشافي عفتان والوفد العسكري المرافق. خيارات استراتيجية وإلى ذلك، فإن زيارة الأمير سلمان بن سلطان لباكستان تأتي بعد أسابيع من تقارير تحدثت عن أن المملكة العربية السعودية عازمة على توسيع خياراتها الاستراتيجية في التسليح النووي. وكانت تقارير نشرت في صحف أميركية وبريطانية وكذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الأوان الأخير أن السعودية ضخت استثمارات في مشاريع باكستانية للأسلحة النووية، ونقلت التقارير عن "عدد من المصادر" أنه يعتقد أن المملكة تستطيع الحصول على قنابل نووية إذا ما أرادت ذلك. وأضاف التقرير أنه رغم أن السعي السعودي كان ينظر إليه غالبًا في إطار مواجهة البرنامج النووي الإيراني، إلا أن التقرير كشف أن السعوديين ربما يكونون قادرين على نشر هذه المعدات ربما أسرع من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تؤكد أن برنامجها النووي سلمي بحت ويخضع لإشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تحذير سعودي لواشنطن ولطالما حذرت السعودية، حليفها الاستراتيجي الولاياتالمتحدة الأميركية من أنها سترد على إيران بالأسلحة النووية في حال شنت أي هجوم. وكان تقرير نشرته صحيفة (وورلد تربيون) الأميركية قال إن السعودية أرسلت دفعة من المال لباكستان لقاء شرائها مجموعة من الصواريخ النووية، على أن يتم تسليمها حين تمتلك إيران مثل هذه القدرة. وقالت مصادرإن السعودية استثمرت مئات الملايين من الدولارات في برنامج باكستان النووي، مؤكدة أن أن اسلام أباد صنعت مجموعة من الرؤوس النووية بانتظار التسليم للرياض. وكتب محرر الشئون الدبلوماسية والدفاعية مارك أوربان أن مسؤولًا كبيرًا في حلف شمال الأطلسي ناتو كان أبلغه بأنه أطلع على تقرير استخباراتي يوضح أن باكستان قامت بتصنيع أسلحة نووية للسعودية وأن هذه الأسلحة جاهزة للتسليم. ابحاث صاروخية ونووية وأوضح التقرير أن السعودية تقوم منذ سنوات عدة بضخ مساعدات مالية سخية في قطاع الدفاع بباكستان، مشيرًا إلى ما قاله خبراء غربيون إن بعض هذه المساعدات تذهب إلى الأبحاث الصاروخية والنووية. وذكر التقرير أن معلومات غربية وإسرائيلية وصلت إلى الاستخبارات الأميركية والاستخبارات في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن استعداد السعودية حاليا لتسلم رؤوس حربية جاهزة لصواريخها بعيدة المدى. وأشارت التقارير إلى أنه تم التواصل مع الحكومتين الباكستانية والسعودية، لكن الخارجية الباكستانية وصفت التقارير بأنها "قائم على تكهنات ولا أساس له"، مؤكدة أن باكستان "دولة نووية مسؤولة،. ومن جهتها، أصدرت السفارة السعودية في لندن بيانًا أوضحت فيه أن المملكة من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي وأنها تعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي. ايلاف