سرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس (الجمعة) 200 ضابط شرطة آخرين بعد يومين من تسريح ونقل أكثر من 480 ضابطاً من بينهم رؤساء إدارات أمنية في نطاق حملة تطهير متواصلة في صفوف أجهزة الأمن مما وصفه بعناصر الدولة العميقة، وهدد بكشف ملف مزاعم فساد ضد مرشح المعارضة الرئيسي لمنصب رئيس بلدية اسطنبول في تصعيد لمعركة سياسية بعد تحقيق فساد يحاصر حكومته، واتهمت المعارضة أردوغان بالبلطجة وتحدته أن يعلن أي اتهامات . وذكرت وسائل إعلام تركية أن 200 ضابط في شرطة مدينة أزمير غرب البلاد تم تسريحهم أمس (الجمعة) من بينهم 10 مديري إدارات أمنية، وذلك بعد يومين من نقل نائبين لرئيس شرطة المدينة ورؤساء مديريات الأمن الرئيسية التابعة له إلى مواقع أقل أهمية . وقالت قناة "إن .تي .في" الإخبارية التركية إن قرار تسريح ضباط الشرطة اتخذه رئيس شرطة أزمير الجديد سامي أوصلو الذي حلّ محل علي بلقاي الذي عوقب بنقله إلى موقع أمني أقل أهمية بعدما أعطى أوامر بتوقيف أقارب لوزير المواصلات السابق المرشح الحالي للحزب الحاكم في انتخابات بلدية أزمير علي بن يلديرم . وتسعى الحكومة من وراء حملة الإقالات والنقل في صفوف قوات الشرطة إلى تطهيرها من العناصر غير الموالية للحكومة التي شاركت في أعمال التحقيق التي تجريها النيابة العامة في فضيحة الفساد المالي المتهم فيها أبناء وزراء سابقين ورجال أعمال مقربون من السلطة وموظفون عموميون . وتتهم الحكومة دوائر أمنية وقضائية بالإساءة إلى إنجازات الحكومة طوال السنوات ال11 الماضية عبر اتهام أعضائها بالضلوع في فضيحة الفساد مؤكدة أنها ستتصدى لأطراف المؤامرة التي تحاك داخل تركيا وخارجها لإطاحة الحزب الحاكم . من جانبه اتهم أردوغان أمس الجمعة خلال حديث أمام أعضاء حزبه في العاصمة أنقرة رئيس مجموعة تجارية كبيرة "بالخيانة"، بسبب قوله إن جهود الحكومة لإصلاح القضاء قد تزعج المستثمرين وتمنع تدفق رأس المال إلى تركيا . وكان محرم يلمظ رئيس مجموعة توسياد التجارية قال الخميس إن مثل هذه التغييرات ربما لا تتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي ويمكن أن تثير المخاوف حول سيادة القانون . وانتقد أردوغان يلمظ قائلاً إن مثل هذا التحذير يرقى إلى حد التهديد للحكومة . ودعا أردوغان كمال كيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي إلى الكشف عما قال إنها مزاعم بالفساد في ملف حزبي ضد مصطفى ساريجول مرشح الحزب لرئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات التي تجرى في مارس/ آذار . وهدد أردوغان بكشف ملف مزاعم فساد ضد مرشح المعارضة الرئيسي لمنصب رئيس بلدية اسطنبول . وقال في تصريحات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة "أمهلكم حتى يوم الأحد . إذا لم تكشفوا النقاب عن ملف الفساد بخصوص المرشح لرئاسة بلدية اسطنبول فسوف أفعل ذلك" ولم يوضح ما الذي يحتويه هذا الملف . واتهمت المعارضة أردوغان بالبلطجة وتحدته أن يعلن أي اتهامات . وقال هالوك كوك نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري رداً على أردوغان "لا أحد يمنعك . قوات الأمن والقضاء والشرطة تحت إمرتك . حزب الشعب الجمهوري هنا . . ساريجول هنا . . اكشف أي شيء تعرفه" . وأضاف " . . . هل يليق الابتزاز برئيس للوزراء؟ حزب الشعب الجمهوري لا يرضخ أبداً للبلطجية . لن يتراجع خطوة للوراء" . في أثناء ذلك تظاهر آلاف العمال الأتراك أمس (الجمعة) في العاصمة أنقرة احتجاجاً على السياسات العمالية والاقتصادية لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم . وندد المتظاهرون بالفساد الذي ينخر البلاد، ورددوا شعارات في هذا الصدد . (وكالات) الخليج الامارتية