في الوقت الذي ذكر فيه التقرير أيضا أن مصر انزلقت إلي مستوي غير مسبوق من الفساد الحكومي خلال العام الماضي, وأن ثورات الربيع العربي لم تسفر بعد عن عمل جاد لمكافحة الفساد في المنطقة. وأشار التقرير إلي أنه بالرغم من جهود النشطاء في أنحاء العالم, فإن مؤشر الفساد بالمنظمة يؤكد أن ثلثي الدول ال176 التي شملها المسح جاءت دون50 درجة, مما يعني أنها فاسدة بشدة. وقالت المنظمة لدي إصدارها نتائج المسح إن: الغضب المتنامي ضد الحكومات الفاسدة أجبر العديد من الزعماء علي الرحيل عن مناصبهم العام الماضي, لكن بعدما انقشع الغبار, اتضح أن مستويات الرشوة وسوء استغلال السلطة والتعاملات السرية مازالت الأعلي في كثير من الدول. وتصدرت الدنمارك وفنلندا ونيوزيلاندا المؤشر مجددا في الدول الخالية نسبيا من الفساد, في حين كانت أفغانستان وكوريا الشمالية والصومال في أسفل درجاته مرة أخري أي أنها الأكثر فسادا. واستنادا إلي مقياس من الصفر فاسدة للغاية إلي100 نظيفة للغاية حصلت كل من الدنمارك وفنلندا ونيوزيلاندا علي90%, بينما حصلت أفغانستان وكوريا الشمالية والصومال علي8% فقط. ومما يثير القلق, أظهر المسح أن هناك تحسنا ضئيلا في تصنيفات الفساد بالنسبة للدول التي خرجت من ثورات الربيع العربي, وهو يشمل مصر والشرق الأوسط. ومازالت الدول التي سقطت في خضم أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو أيضا تنال نقاطا سيئة في المؤشر, حيث يبدو أن الأزمة المالية والاقتصادية تمثل عاملا رئيسيا لزيادة الفساد. وأشار التقرير إلي أن أسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان الأكثر فسادا في غرب أوروبا.وأضاف أن أثينا الأكثر فسادا كما أن أن تصنيفها العالمي تراجع من المركز ال80, الذي حصلت عليه خلال العام الماضي, إلي المركز ال94 خلال العام الحالي, وهو ما يعكس استمرار الاضطراب الاقتصادي والتهرب الضريبي علي نطاق واسع. كما سجلت ألمانيا97 درجة وبريطانيا74 والولايات المتحدة73 درجة. وحول حجم الفساد في مصر, ذكر المؤشر أن مصر تراجعت ستة مراكز إلي المركز رقم118 من بين الدول176 فيما يتعلق بمستويات الرشاوي وإساءة استغلال السلطة والتعاملات السرية التي مازالت مستوياتها مرتفعة في أكبر دول العالم العربي سكانا. وقال كريستوف فيلكه مدير الشفافية الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا:نعلم أن مشاعر الإحباط من الفساد جعلت الناس تخرج إلي الشوارع في العالم العربي. وأضاف لاحظنا أنه في الدول التي وقع فيها تغيير كبير مازالت تسعي جاهدة لوضع أنظمة حكم جديدة, هذا يتضح من هذه الأرقام, لم يتحول الأمل بعد إلي حقيقة في صورة برامج أكثر جدية لمكافحة الفساد. وظلت مصر متساوية مع جمهورية الدومنيكان والإكوادور وأندونيسيا ومدغشقر بحصولها علي32 نقطة. وقال فيلكه إن الرئيس محمد مرسي أدلي بعدد من الخطب قال فيها إن محاربة الفساد هي كبري أولوياته لكن حتي الآن لم يتحقق الكثير فعليا لجعل هذا واقعا فيما يتعلق بوضع أنظمة نعلم أنها تعمل علي محاربة الفساد, وأن تعزيز استقلال القضاء أحد هذه الأنظمة. وأضاف فيلكه أن العمل الدؤوب في دول تحارب الفساد يمكن أن يؤدي إلي تراجع مركزها لأن المواطنين يصبحون أكثر وعيا بالفساد. ومضي يقول يمكن أن أقول إن مصر قدمت وعودا كبيرة واتخذت بعض الخطوات الصغيرة المبدئية, أي شخص يشهد عملية التحول يوافق علي أنها صعبة بشكل غير معتاد, ليس من الممكن تغيير الأوضاع بين عشية وضحاها. وأظهرت قائمة بمؤسسات القطاع العام من المنظمة التي تتخذ برلين مقرا صورة مختلطة لدول شهدت اضطرابات في العام الماضي. وكلما ارتفع مركز البلد في هذه القائمة كلما قل الفساد فيها. وتراجعت تونس مركزين إلي المركز75 في حين أن المغرب التي مرت باضطرابات أقل تراجعت ثماني نقاط إلي.88 وتدني تصنيف سوريا التي تشهد حربا أهلية15 نقطة إلي144 لكن ليبيا تمكنت من إحداث تحسن فارتفعت من168 إلي.160