القاهرة - "الخليج": احتفل مئات الآلاف، أمس، بالذكرى الثالثة لثورة يناير، وقتل 29 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات آخرون في اشتباكات بين أنصار جماعة "الإخوان" وقوات الشرطة، في وقت تعرض معسكر تابع لقوات الأمن المركزي في مدينة السويس إلى قصف بقذيفة مضادة للدبابات، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين . وتدفق المصريون على ميادين التحرير في القاهرة وقصر الاتحادية والمحافظات في مسيرات لم تخل من أهازيج شعبية، رفعوا خلالها صوراً لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى والزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قبل أن يمتلئ ميدان التحرير عن آخره بالمتظاهرين من مختلف القوى الثورية والأحزاب السياسية، للمشاركة في إحياء ذكرى الثورة، والاحتفال بإقرار الدستور الجديد للبلاد، وتأكيد دعم خارطة الطريق ومساندة قوات الجيش والشرطة في حربها ضد الإرهاب . وطالب متظاهرو التحرير من على منصتهم الرئيسية التي أقاموها داخل الميدان بالقرب من شارع محمد محمود، بسرعة إعلان السيسي، ترشحه لرئاسة الجمهورية المقبلة، كما طالبوا بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي وجميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد المتهمين في قضايا تحريض على العنف والقتل . واستنكر المتظاهرون سلسلة التفجيرات والأعمال الإرهابية التي وقعت الأيام الماضية والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 من أفراد قوات الشرطة بداية من تفجيرات بني سويف مرورا بتفجيرات مديرية أمن القاهرة ومترو البحوث، مطالبين في الوقت ذاته بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة . وكانت قوات الجيش والشرطة فرضت إجراءات أمنية مشددة على جميع مداخل ومخارج ميدان التحرير منذ الساعات الأولى من صباح أمس، ووضعت بوابات إلكترونية على مداخل الميدان، حيث خضع المتظاهرون للتفتيش الذاتي أثناء دخولهم الميدان، واستعانت قوات الأمن بالشرطة النسائية لتفتيش السيدات، كما انتشرت الكلاب البوليسية في محيط الميدان من أجل الكشف عن مفرقعات محتملة . وأغلق الجيش جميع مداخل التحرير ومخارجه من ناحية ميدان عبد المنعم رياض وجسر قصر النيل وشوارع طلعت حرب والتحرير ومحمد محمود، بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية والمدرعات، وسمحت للمتظاهرين بالدخول عبر البوابات الإلكترونية، فيما طافت مروحيات عسكرية فوق رؤوس المتظاهرين، وألقت عليهم الهدايا وأعلام مصر من سماء الميدان الذي امتلأ بلافتات مكتوب عليها "كمل جميلك" في دعوة لترشّح السيسي للرئاسة . وعزفت فرقة الموسيقى العسكرية التابعة لوزارة الداخلية النشيد الوطني فوق المنصة الرئيسية في الميدان، وقال قائد الفرقة إن وزير الداخلية محمد إبراهيم طالبه بإبلاغ المتظاهرين تحيته بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة . ونظم آلاف المتظاهرين في التحرير مسيرات عدة طافت أرجاء الميدان رددوا خلالها العديد من الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة التي كان من بينها "الشرطة والشعب والجيش إيد واحدة" و"يا سيسي خد قرارك الشعب المصري في انتظارك" و"انزل ياسيسي عايزك تبقي رئيسي"، كما رددوا هتافات مناهضة لجماعة الإخوان كان منها "الشعب يريد إعدام الإخوان"، وعلق المتظاهرون مشانق رمزية للرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية مكتوبا عليها "الشعب يريد إعدام مرسي وجماعته"، وقامت حملات دعم السيسي للترشح للرئاسة حملة "كمل جميلك، السيسي رئيسي، توحد، الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة" بجمع المئات من التوقيعات المطالبة لترشح السيسي لرئاسة الجمهورية، كما قاموا بتوزيع صور السيسي على المتظاهرين . وزار رئيس الوزراء د .حازم الببلاوي ميدان التحرير لدقائق معدودة للمشاركة في إحياء "يناير"، كما تفقد مدير أمن محافظة القاهرة الأوضاع الأمنية في الميدان وطالب قوات الشرطة بتشديد الحراسة على مداخل التحرير من أجل تأمين المتظاهرين، كما شارك وزيرا القوى العاملة كمال أبو عيطة، والتضامن الاجتماعي د .أحمد البرعي في الاحتفالية، وعدد آخر من المسؤولين ورجال الأمن ووزير الثقافة د .محمد صابر عرب، الذي قال ل "الخليج" إن مشاركته هدفها إحياء الذكرى الثالثة للثورة التي خرج الشعب فيها ليطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية، مضيفاً "كما أن نزولنا اليوم هو رسالة واضحة للجميع بأنه لن ترهبنا التهديدات التي تطلقها بعض الجماعات الإرهابية والعناصر الإجرامية لتخويف الشعب من المشاركة في إحياء ذكرى ثورته المجيدة" . وتابع "إن ما يحدث في مصر من تفجيرات متتالية من جانب بعض الجماعات الإرهابية التي تدعمها جماعة الإخوان وأنصار المعزول محمد مرسى، محاولات بائسة وهي بمثابة شهادة وفاة للجماعة الإرهابية التي انتهت بالفعل ولن تثنينا تلك الأفعال الإجرامية عن تنفيذ واستكمال خريطة الطريق التي توافقت عليها جميع القوى الوطنية والسياسية" . وقتل 29 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات آخرون في اشتباكات دارت في القاهرة وعدد من المحافظات، بين أنصار جماعة "الإخوان" وقوات الشرطة . وقدرت وزارة الصحة في بيان لها حصيلة اشتباكات أمس، بين قوات الشرطة ومتظاهرين محسوبين على جماعة الإخوان من جهة، وبينها وبين متظاهرين محسوبين على قوى الثورة، في القاهرة وعدد من المحافظات، بنحو 29 حالة بينها حالتان في محافظة المنيا، إلى جانب 26حالة في القاهرة وحالتان الجيزة، فضلاً عن أكثر من 50 مصاباً بعضهم بطلقات الخرطوش . وشهدت محافظات الإسكندريةوالفيوم والإسماعيلية والمنيا تظاهرات لأنصار جماعة الإخوان، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بين المتظاهرين والأهالي، قبل أن تتدخل قوات الأمن لفضها وتوقيف عدد من المشاركين بها، فيما شهدت محافظة السويس تظاهرات مشابهة، قبل أن تنجح قوات الأمن في احتواء الموقف، عقب قصف معسكر تابع لقوات الأمن المركزي بقذيفة "آر بي جي" أسفر عن سقوط أربعة مصابين بين المجندين . وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف إن قذيفة "آر بي جي" أطلقت على معسكر السويس للأمن المركزي من قبل مهاجمين مجهولين، أطلقوا النيران بكثافة على المعسكر . وقالت مصادر طبية إن تسعة من الجنود نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج من جروح بسيطة جراء التفجير الناتج عن القصف . وأعلنت حركة شباب 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية"، أمس إلغاء مشاركتها في جميع الفعاليات الخاصة بذكرى ثورة 25 يناير، على خلفية مقتل أحد أعضائها في اشتباكات مع قوات الأمن . وناشدت جبهة "طريق الثورة" التي تضم عدداً من الحركات والقوى الثورية، أعضاءها في بيان عاجل، الانسحاب الكامل من جميع الفعاليات، معلنة إدانتها لما وصفته ب "العنف المفرط من جانب قوات الشرطة" ضد أعضاء الحركة . "بيت المقدس" مسمى وهمي لمليشيات خيرت الشاطر نقل موقع "اليوم السابع" المصري على الإنترنت عن "مصادر مطلعة" أن جماعة أنصار بيت المقدس، جماعة وهمية لا وجود لها على الإطلاق، وأن العمليات الإرهابية التى تشهدها مصر على مدار الشهور الماضية، منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، تقف وراءها مليشيات إخوانية، تتبع مباشرة، المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة المحبوس على ذمة قضايا عدة . وقالت المصادر: إن مسمى "أنصار بيت المقدس"، مجرد حيلة إخوانية، للتغطية على الممارسات الإرهابية التى تنفذها جماعة الإخوان مباشرةً، مؤكدة أن صفحات تلك الجماعة المزعومة على مواقع التواصل الاجتماعى، يشرف عليها شخصان، يتبعان الشاطر، شخصياً . وأضافت أن كل العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها يقف وراءها الجناح العسكرى للإخوان، و"مليشيات خيرت الشاطر"، والهدف من وراء نسب تلك العمليات لجماعة وهمية لا وجود لها، هو إظهار الإخوان بريئة من أعمال العنف والإرهاب التي تشهدها مصر حالياً . 15 قتيلاً و87 مصاباً في تظاهرات الجمعة ذكرت أحدث إحصائية أن حصيلة التظاهرات والتجمعات التي شهدتها مصر، أول أمس الجمعة، بلغت 15 قتيلاً و87 مصاباً في مختلف محافظات البلاد . وقالت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي لها أمس إن إجمالي عدد المصابين في مستشفيات وزارة الصحة بلغ 87 مصاباً في محافظات متعددة منها القاهرةوالإسكندريةوالجيزة وبني سويف والشرقية والفيوم والإسماعيلية والبحيرة والمنياوقنا . وأضافت أنه خرج 28 مصاباً من المستشفيات بعد استقرار حالاتهم فيما تبقى 59 مصاباً مازالوا تحت العلاج والملاحظة . وأوضحت أن إجمالي عدد الوفيات في مستشفيات وزارة الصحة بلغ 15 حالة وفاة هي حالة وفاة واحدة في محافظة دمياط و4 حالات وفاة في محافظة بني سويف و3 في الفيوم وحالة واحدة في المنيا وحالة وفاة بالجيزة وحالتان في البحيرة وحالة وفاة في محافظة قنا وحالتان بالقاهرة . (النهاية) الخليج الامارتية