لن أذيع سرًا إذا ما قلت إنه تم تسجيل حالة أو حالتين لحمى الضنك في محافظة أملج، وهذا حسب ما سمعناه من أخبار وما صرح به المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة تبوك، وطالعتنا به الصحافة وبعض المواقع الإلكترونية، ووصول بعض اللجان المختصة لمتابعة الوضع عن كثب، ومحاولة الاستقصاء الوبائي، والذي قيل إنه لم يتبين حاليًا وجود ناقل للمرض، وأنهم يقومون بكل الخطوات اللازمة والعاجلة لتفادي ذلك بعمليات الرش من جهتهم وبالتعاون مع البلدية في هذه الأيام (وفقهم الله)، ونحن نعتقد أنه وبعد هطول الأمطار الغزيرة والتأخر في إزالة المستنقعات وردمها بسرعة، أوجد بيئة حاضنة لتكاثر البعوض، وربما تكون البعوضة الحاملة للمرض من ضمنها، فليس مهمًا الآن البحث عن كيفية وصولها وبأي طريقة كانت، فالأهم هو القضاء عليها حتى لا يتم تسجيل حالات أخرى، والملاحظ أن هناك جهودًا كبيرة تقوم بها الجهات المعنية في هذا الإطار، حتى وإن كانت بطيئة شيئًا ما، إلا أنها تؤكد مدى الحرص والاهتمام. الكثير منا لا يعرف ماهية هذا المرض وطرق انتقاله والوقاية منه، ولهذا فإن هناك جهدًا آخر يجب أن يُبذل يتزامن مع الإجراءات الصحية التي تُنفَّذ، وهو ما يختص بجانب التوعية الصحية التي تقع على عاتق إدارة الرعاية الصحية الأولية في المحافظة، وذلك بعقد الندوات والمحاضرات وتوزيع النشرات التي تحتوي كل المعلومات المهمة واستغلال التقنية الحديثة من خلال الرسائل التليفونية التي تحمل ما يفيد عن المرض وأسباب العدوى أيضًا، خاصة ونحن قد بدأنا الفصل الدراسي الثاني، وأخذت المدارس في استقبال أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات وهم بحاجة ماسة لذلك. والأمر الأكثر أهمية -من وجهة نظري- هو وجود الطبيب والممرض والمراقب الصحي المختص، فأول حالة وصلت إلى المستشفى لم يتم تشخيصها إلا بعد أن خرجت وراجعت مستشفى آخر خارج المحافظة، وهو ما أكد الإصابة، وأعتقد أنه قد قام بإبلاغ القطاع الصحي، وهو مطلب مهم طالما أن الأمر مُؤكَّد، ولا يندرج تحت بند الاشتباه. فمدير عام الشؤون الصحية الدكتور محمد الطويلعي وبما عرف عنه من تفانٍ واهتمام ووقوف على الأحداث شخصيًا يُدرك مدى أهمية ذلك بالنسبة للمواطن وللوزارة أيضًا. كل هذا يحدث ونحن دائما نتطلع لخدمة صحية أفضل في المحافظة، ونعول على المشروع الكبير المنتظر، وهو افتتاح المستشفى العام، والذي انتهى العمل به ولم يتبقَ عدا التجهيز، وكذلك افتتاح عدد من المراكز الصحية، فأملج اليوم بمساحتها الكبيرة وبعدد سكانها المتزايد وموقعها الجغرافي والذي جعلها بعيدة عن المراكز الطبية المتقدمة لا يمكن أن تفي الخدمات الصحية الحالية بحاجتها، برغم كل ما يتوفر لها من أجهزة وأطباء زائرين وغيره. زيارات متعددة نجدها للمسؤولين الصحيين وعلى كل المستويات، ومع كل زيارة نجد أملًا في رصد تلك الاحتياجات، وهو بالفعل ما نسمعه ويتمخض عن الاجتماعات التي تُعقد هنا أو هناك وإدراك المسؤول لأهمية ذلك، وإن كانت الأمنية هي أن نرى ذلك واقعًا ملموسًا ينعكس على المواطن في أملج، ويُوفِّر له الرعاية الصحية التي تُقلِّل من تنقله للبحث عن الخدمة الأفضل، وهو أمر ممكن ومتاح في ظل ما تُقدِّمه الدولة أعزها الله من ميزانيات لوزارة الصحة بغية أن تصل بخدماتها إلى كل منطقة ومحافظة.. ورب ضارة نافعة. صحيفة المدينة