بانكوك - (رويترز) - اقتحم محتجون يسعون للاطاحة برئيسة وزراء تايلاند مراكز للاقتراع في بانكوك اليوم الاحد وقاموا باغلاق أبوابها بالسلاسل ومنعوا التصويت المبكر بجميع المراكز تقريبا قبل انتخابات متنازع عليها الاسبوع المقبل. وقال نائب لرئيسة الوزراء إن 45 من 50 مركزا في العاصمة أغلقت وتعطل التصويت المبكر في عشرة من اقاليم تايلاند البالغ عددها 76 اقليما. وأمس السبت قال وزير في الحكومة إن رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا كانت مستعدة لمناقشة الغاء الانتخابات المقررة في الثاني من فبراير شباط إذا ما أنهى النشطاء أكثر من شهرين من الاحتجاجات العاصفة. وذكرت الحكومة أنها على استعداد لتأجيل التصويت إذا ما وافق المعارضون على عدم مقاطعة أو تعطيل الانتخابات بعد تحديد موعد جديد لها. وكانت ينجلوك دعت إلى اجراء الانتخابات في الثاني من فبراير على امل تعزيز سيطرتها على السلطة. وذكر وزير الخارجية سورابونج توفيشاكتشايكول وهو نائب آخر لرئيسة الوزراء في بيان أذاعه التلفزيون "المحتجون أعاقوا وصول الناخبين. استخدم المحتجون في كثير من المناطق في بانكوك القوة لمنع الناس من التصويت." وأضاف "هذه جريمة خطيرة في الواقع." وكانت حكومة ينجلوك قد حذرت من أن أي شخص يحاول تعطيل التصويت سيواجه السجن أو الغرامة أو كليهما. وأي تأخير للتصويت لن يوهن عزيمة زعيم الاحتجاجات سوتيب توجسوبان وهو نائب سابق لرئيس الوزراء الذي يعارض اجراء الانتخابات ومن المستبعد أن يقدم حلا سريعا للأزمة الحالية. ولم يعرف بالفعل مااذا كانت الانتخابات ستمضي قدما بعد ان زادت المحكمة الدستورية من الضغوط التي تواجه ينجلوك يوم الجمعة باصدارها حكما أثار احتمال تأجيل الانتخابات. واعلنت الحكومة حالة الطواريء لمدة 60 يوما والتي بدأ سريانها يوم الاربعاء مع سعيها لوقف الاحتجاجات التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني. وعلى الرغم من ان الاحتجاجات كانت سلمية في مجملها قتل تسعة اشخاص وأصيب عشرات في أعمال عنف متفرقة. وكان المحتجون قد تعهدوا بتعطيل مظاهر الحياة في بانكوك -وهي المدينة التي زارها أكبر عدد من السائحين في 2013- يوم 13 يناير كانون الثاني ويحتلون منذ ذلك الحين تقاطعات الطرق الرئيسية ويعطلون مظاهر الحياة اليومية. وهذا أحدث تفجر للاحتجاجات في صراع سياسي تشهده البلاد منذ ثمانية أعوام بدأ يلحق الضرر بالنمو وثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق اسيا. ويدور الصراع في الأساس بين الطبقة المتوسطة والنخبة في بانكوك وأنصار المعارضة في جنوب البلاد من جهة وبين أنصار ينجلوك وشقيقها رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا في جانب آخر ومعظمهم من الفقراء وسكان الريف. وكان الجيش عزل تاكسين عام 2006. ويتهم المحتجون ينجلوك بانها العوبة في يد شقيقها الذي يعيش في منفاه الاختياري بعد ادانته عام 2008 في قضية فساد يقول انها ذات دوافع سياسية. ويقولون ان الالة السياسية القوية لتاكسين خربت الديمقراطية التايلاندية الهشة من خلال شراء تأييد الناخبين القرويين بسياسات شعبية مثل تقديم رعاية صحية رخيصة الثمن ودعم مزارعي الارز. ودعت لجنة الانتخابات أيضا إلى تأجيل الانتخابات قائلة ان البلاد غير مستقرة بصورة تعوق اجراء انتخابات. ويريد المحتجون تشكيل "مجلس شعب" غير منتخب للاشراف على فترة اصلاح قبل اجراء اي انتخابات في المستقبل. جريدة الراية القطرية